حرکیة التواصلیة فی الخطاب الصوفی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حرکیة التواصلیة فی الخطاب الصوفی - نسخه متنی

آمنة بلعلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


آمنة بلّعلى
الحركيّة التواصليّة
في الخطاب الصّوفي
(من القرن الثالث إلى القرن السابع
الهجريّين)
- دراســـــــــة -
المقدمة
حين فكرت في الخطاب الصوفي موضوعاً
للبحث، لم أكن حينها وقفت عند الإشكالية
الجوهرية التي يثيرها، فقد بدت لي
الإشكاليات كثيرة إلى حدّ يصبح فيه كل ما
له علاقة بالخطاب الصوفي وتاريخ التصوف
والمتصوفة إشكالية، بدءاً من أزمة
التواصل التي رافقت التصوف وما نتج عنها
من تنحية الخطاب الصوفي من دائرة الاتصال
الأدبي ولقد استوقفتني أسئلة كثيرة
متعلقة بأزمة التواصل تلك، مثل دور
المتصوفة فيها وعلاقتهم بالسلطة السياسية
والدينية، وطبيعة نصوصهم وأشكالها،
وعلاقتها بنصوص الثقافة الرسمية،
وبالقرآن الكريم ومرجعياتها الحقيقية،
وكيف كان دور الثقافة العربية الإسلامية
في الحكم على الخطاب الصوفي والارتقاء به
إلى مرتبة النصّ.
ولقد أثارني خلو كتب تاريخ الأدب العربي
من ذكر الأدب الصوفي، وكنت قرأت نصوصاً
منه في النثر والشعر تفوق في أدبيتها
كثيراً من النصوص التي شغلت الناس،
فتساءلت: هل الاعتراف بأدبية نص ما هو
مجرّد إقرار تاريخي واجتماعي؟ وهل يمكن
ألا يُعترف بظاهرة أدبية لعصرها في عصر
متأخر؟ وهل الخطاب الصوفي الذي ولد دينياً
وأخلاقياً، يمكن أن ينظر إليه على أنه
أدبي؟ وهل يمكن لنصوص تبدأ حياتها تاريخاً
أو ديناً أو فلسفة- مثلما ذهب إلى ذلك yvancos
إيفانكوس في كتابه نظرية اللغة الأدبية-
أن يتم تصنيفها كأدب؟
ثم إنني تصفحت بعض الكتب التي تناولت
الشعر الصوفي، فلم أجد إلا كلاماً مكروراً
عن رموز المرأة والخمرة عند المتصوفة دون
تعليل علمي لسبب لجوء المتصوفة لنصوص
الثقافة الرسمية، خاصة أنهم كانوا خارج
تلك الثقافة، وجرّني هذا التساؤل عن
المنهجية التي نظر بها إلى هذا الخطاب،
فتبين لي قصور تؤكده الأحكام
الأيديولوجية نفسها التي تكررت منذ قرون.
إن التقدم الواضح في تحليل الخطابات
وبمناهج مختلفة، والاهتمام بالخطابات
التراثية كقصص ألف ليلة وليلة، والمقامات
والشعر الجاهلي والتي تجنب فيها أصحابها
من أمثال جمال الدين بن شيخ، وعبد الفتاح
كيليطو وكمال أبو ديب وغيرهم القراءة
الأيديولوجية، لم يكن للخطاب الصوفي حظ
منه، وبقي محصوراً في الدراسات
الأيديولوجية وهي جهود متراكمة عبر
التاريخ، تجلت تلك الشروحات الكثيرة التي
واكبت التصوف ذاته، وهي شروحات لغوية
وصوفية، كانت في الغالب تهتم بالمتصوفة
أكثر من النصوص رداً على من كفّر وتحامل أو
اتهم المتصوف في عقيدته، باستثناء دراسات
معرفية عميقة تندرج في محاولة البحث في
العقل العربي كأعمال الجابري وطه عبد
الرحمان وحسن حنفي وغيرهم. ولم ألحظ في هذه
الدراسات ما يبرر كيفية اشتغال النصوص
الصوفية، وتولد المعنى فيها على الرغم من
إشارات المستشرق ماسنيون L.Massignon المبكرة
لبعض مظاهر الأدبية في أسلوب الحلاج،
وتحليل كوربان H.Corbin نظرية الخيال عند ابن
عربي.
ليس هناك-حسب اطلاعي- اهتمام واضح بالنثر
الصوفي ولا بأخبار المتصوفة وحكاياتهم من
منظور منهجي حديث، على الرغم ممّا أعطاه
علم السرد الحديث من إمكانات هائلة
للاقتراب من مختلف أشكال السرود في
العالم، أمّا الدراسات التي اهتمت بالشعر
الصوفي الذي كان له الحظ الأوفر، فلم يتعد
فيها أصحابها استخلاص ما هو فلسفي
أيديولوجي (صوفي)، مثل الحلول ووحدة
الوجود والفناء والحقيقة المحمدية
والمقامات والأحوال، ممّا هو شعري. ومن
حاول الكشف عن أسلوب الكتابة الشعرية
الصوفية بقي يحوم حول أنواع الرموز،
كالمرأة والخمرة والطلل، على غرارها فعل
جودت نصر الذي له السبق الأكاديمي في
تحليل تلك الرموز، ولا أعتقد أن أحداً
حاول أن يتجاوز هذا الطرح التقليدي في
تحليل الشعر الصوفي مع الكثير الذي يمنحه
المنهح البنيوي والأسلوبي ونظرية القراءة

/ 183