حرکیة التواصلیة فی الخطاب الصوفی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حرکیة التواصلیة فی الخطاب الصوفی - نسخه متنی

آمنة بلعلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من آليات لرصد ظواهر مثل التفاعلات النصية
في الخطاب الصوفي وتحليلها.
لقد بدا لي بعد معاينة هذا القصور المنهجي
في التعامل مع الخطاب الصوفي، أن حل
الإشكالية المنهجية هو بداية الشرعية
للأدبية الصوفية، لأنه ثبت أن التعامل
الأيديولوجي مع الخطاب الصوفي لم يعد
كافياً، على الرغم من أهميته، وليس في وسع
تعامل كهذا أن يكشف عن البنى النصية
والمظاهر الخطابية وكيفية تشكل المعنى في
الخطاب الصوفي، وقد أثارني الوعي بهذا
التوجه في السنوات الأخيرة عند بعض
الباحثين كأدونيس في بعض كتبه، ومنصف عبد
الحق في كتاب "الكتابة والتجربة الصوفية"،
ومحمد مفتاح في كتابَيه: "دينامية النص"،
و"التلقي والتأويل"، وإن كانت لم تتعدَّ-
كما هو الحال عند أدونيس- الدعوة إلى
الاهتمام بالكتابة الصوفية، ونصوص عبد
الجبار النفري خاصّة، حيث أشار في أكثر من
موضع من كتبه إلى الظاهرة الصوفية في
الكتابة، ووصفها وأعطى نتائج مهمة- وإن
كانت مختزلة- عن تحليلات ودراسات كان يجب
أن تتم، لكنه اكتفى بوصفها ومقارنتها بما
تتشابه فيه مع الكتابة السريالية، مثلما
وضح ذلك في كتابه"الصوفية والسريالية".
أمّا محمد مفتاح فقد نوّه بالكتابة
الصوفية ورصد نماذج منها في كتابه
"دينامية النص" وحلل بعض الكرامات
بإجراءات سيميائية، وهو الأمر الذي فعله
في كتابه "التلقي والتأويل"، غير أن
الانتقائية التي اعتمدها في اختيار
النماذج، طبعت تحليلاته بنوع من
الاختزالية.
وتبقى لملاحظات الباحثَين يوسف زيدان
ووليد منير في مجلة "فصول" قيمة كبيرة في
توجيه التعامل مع الخطاب الصوفي التوجه
المرجو. ولا شك أن كتاب نصر حامد أبو زيد
"فلسفة التأويل عند ابن عربي" يفتح آفاقاً
ثرية في توظيف آلية التأويل لتحليل الشعر
الصوفي خاصة. وإن تصنيف طه عبد الرحمان
الخطاب الصوفي ضمن أعلى مراتب الحوارية في
كتابه "في أصول الحوار وتجديد علم الكلام"
يعد إشارة طيبة لتجديد منهجية التعامل مع
الخطاب الصوفي، كما أن كتابه "العمل
الديني وتجديد العقل" بادرة جيدة في قلب
المسلَّمة التي تصف الخطاب الصوفي
بالغموض، والمتصوفة بأهل الباطن وأصحاب
ذوق لا عقل، مما يفتح المجال واسعاً
لإعادة النظر وإعادة طرح إشكالية الخطاب
الصوفي.
لا شكّ أنّ هذه الدعوات والملاحظات تكون
قد وجدت آذاناً صاغية قبلي للعمل بها،
وهذا ما لمسته من خلال كتاب سعيد الوكيل
"تحليل الخطاب السردي معارج ابن عربي
نموذجاً"، وقد نحا فيه منحى جديداً في
التعامل مع نصوص ابن عربي السردية،
مستعيناً بما منحته البنيوية والسيميائية
من إجراءات ثرية في هذا المجال.
كان-إذن- همُّ الخطاب الصوفي والمنهج معاً
داعياً لمحاولة الإلمام بأهم الظواهر
النصية فيه، فكان لابدّ أن أتتبع التجربة
التي أنتجت هذه الظواهر، ولكي تكون
النماذج ممثلة، فضلت أن أرصد هذه الظواهر
من أكثر الوجوه تمثيلاً كأبي يزيد
البسطامي والحلاج في القرن الثالث،
والنفري والتوحيدي في القرن الرابع، ولما
كان القرن الخامس فارغاً إلا من الأخبار
والكرامات، والتي مثّلت لها بعبد القادر
الجيلاني، وقفت عند ابن عربي ومن عاصره
كابن الفارض، بعدما تأكّد لي أن التجربة
والكتابة الصوفية بلغت ذروتها عند هذا
الصوفي المتميز (ابن عربي).
ولقد امتحنت هذا الاختيار مراراً، ولم
أجد بديلاً عنه، خاصة وأنا أعد هذا البحث
مؤسّساً، ويمكن أن يكون مدخلاً للتعمق في
هذه النماذج والظواهر، وتبين لي بعد
امتحان الاختيار، أن سعة الموضوع
وشموليته عدة قرون على الرغم من المزالق
التي يمكن أن توقفني فيها، ستسمح لي
بدراسة كشفية لمظاهر الخطاب وأشكاله،
واعتبرت المنحى الكشفي هذا أحد أقطاب
البحث المهمة بالنسبة إلي.
إنّ هذه السعة ستحدد موقع هذا البحث في
حقل المعارف، وبفضله ستقيَّم قدراتي في
البحث.
لقد مكنني هذا الاختيار من التساؤل عن
الدلالة التاريخية لهذا النوع من البحوث،
وتبين لي أنني أسهم في بعث جانب مغيب من
تراثنا الذي سبقنا إليه المستشرقون وبثوا
فيه ما شاؤوا من أفكار.
لم يكن التنوع في النماذج والبعد الزمني

/ 183