بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
شرنقة التخلف والتبعية لا يكون ممكناَ إلا عبر الوعي بالأزمة المستحكمة والوعي بالدور الحيوي للثقافة التي تحفظ للأمة وحدة شخصيتها وتمنع عنها سيل الغزو الثقافي الذي يستهدف في النهاية وجودها 0 زلن يجدي التعري من التراث والانغماس في حضارة العصر فتيلاَ 0 لأنه يستحيل على الذات الخروج من جلدها مهما تراءى أن ذلك ممكناَ 0 في كتابه (خوف الحرية) يشير (أريك فروم ) إلى مخاطر فقدان الذات وإحلال ذات أخرى مكانها بقولة: << إن فقدان الذات وإحلال ذات مكانها يدفع الفرد إلى حالة من انعدام الاطمئنان ، فالشك يلاحقه ، إذ أنه أساساَ مرآة لتوقعات الآخرين منه بينما هو فقد هويته إلى حد كبير ، وفي سبيل تجاوز الهلع الناتج عن خسارة الهوية هذه نراه مضطراَ للبحث عن هوية ما من خلال قبول واعتراف مستمرين به من قبل الآخرين >>0 فالوعي الثقافي يكون وعياَ بخصوص الثقافة القومية ، لكن هذا لا يعني رجعة إلى الوراء وتمسكاَ بكل ما في التراث وتنكراَ لطبيعة العصر وثقافات الأمم الأخرى 0 فتحصين الشخصية القومية يكون بالحرص على الخصوصية الثقافية للأمة مع إفساح المجال واتباع كل الأساليب الممكنة التي تتيح لها التواصل مع ثقافة العصر واتجاهاته أي أنها حين تمد جذورها إلى تراثها لا تنغلق على ذاتها 0 ويحيلنا ذلك إلى البحث في قدرة الأمة على الإنتاج ، وفي تحديد بعض ملامح التمايز الثقافي وعلاقته 0 بمفهوم الشخصية المنتجة ثم إلى إلقاء الضوء على عوامل الضعف في الفكر العربي المعاصر وفي تجليان ذلك على ضعف الإنتاجية ،وسيقودنا البحث في أسباب ضعف الإنتاجية العربية وفي آفاق الثقافة العربية واتجاهاتها إلى الحديث عن دور الإبداع في بناء المشروع الثقافي العربي والحاجة إلى الإبداع في العصر التكنولوجي ، مع رسم ملامح الطريق إلى تفتح الفكر المبدع من خلال التعرف إلى أهمية تعلم حل المشكلات والاهتمام بفعالية التفكير وتدريب المتعلمين على التفكير ونوع الطرائق التي يحتاجها وشروط تعلمه0 إن ما يدفعنا إلى سلوك هذه الطريق التي أشرنا إلى أهم معالمها نابع من إدراك الدور الذي يقوم به التمايز الثقافي بين الأمم في الحد من تطرف أحدها وغلبته على ثقافات الأمم الأخرى وفرض نموذج وحيد لا يكون معه أي إمكان لمشاركة بناء ة من الثقافات الأخرى في إنماء حضارة إنسانية تحفظ للإنسان في أية بقعة من العالم حقه في الحياة والإسهام في تقدمها وجعلها جديرة بأن تعاش0 وليس هذا الذي نهدف إليه بدعة وإنما هو مع تجاوب اتجاهات العصر حيث يزداد اهتمام الشعوب قاطبة بتراثها وهي تسعى من خلال مفهوم التنمية لأن تحترم شخصيتها الثقافية 0 وهذا الاهتمام نابع من حاجة أساسية لأي جماعة تمثل فيما يسمى داخل علم النفس الفردي (بالحاجة إلى تأكيد الذات ) وعلى المستوى الجماعي يسمى (تأكيد الهوية القومية ) من خلال التواصل مع إرث الأمة المادي والفكري وهذا الأمر نجده واضحاَ في سعي الشعوب الحديثة الاستقلال للبحث عن جذورها الثقافية كي لا تجد هويتها منقوصة ويشكل التمايز الثقافي عقبة كأداء في وجه مشاريع الهيمنة والاستعلاء التي يمارسها المشروع الثقافي العربي بخاصة في نمطه الأمريكي فمجتمع القارة الجديدة - في الولايات المتحدة الأمريكية - مجتمع بلا جذور يقوم على ذرائعية لا تميز في مجال القيم الجوانب الروحية من الجوانب المادية ولا تقيم لهل وزناَ ، مثل هذا المجتمع الذي يتنكر للتمايز الثقافي ينطلق من موضوعة -غير صادقة بذاتها- تتمثل في اعتقاده بتفوقه وذكائه وإقامته لمفهوم في التمايز الثقافي يتمثل في الدرجة فحسب و لا يقيم وزنا للتمايز الكيفي والنوعي ولا يعدم المشروع الغربي المذكور أنصاره خارج حدوده من أولئك الذين بهرهم تقدمه في المجالين العلمي والتقني لذا فهم يشددون علا أهمية الانسلاخ عن الماضي والركض وراء