بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
-مود يلات- المشروع إياه لا تعني الحياة في العصر الانخلاع من التمايز ولا تخلي الجماعات و الشعوب عن وحداتها ونحللها إن التمايز الثقافي من حيث أنه يستند إلى عمليات نفسيه و اجتماعيه هو دليل نمو واتجاه بالا مه نحو النضج وكلما كان التمايز واضحا فانه يعبر عن مستوى افضل في قدرة صاحبه -فردا كان أم جماعة - على تنمية الجوانب الانفعالية وألوان السلوك الدفاعي ، مما يمكن الفرد أو الجماعة من التميز عن الآخرين ويزيد في قدرته على التنظيم والتحكم في الجوانب الرئيسية للشخصية في علاقاتها المختلفة0 يعبر الباحثون في العلوم الإنسانية عن سخطهم على كل الأنظمة التي تسعى إلى صوغ الأفراد لديها وفق قوالب محددة من خلال فضحهم للمخاطر المترتبة على ذلك من إماتة القدرة على الإبداع والتعبير وقسر الفكر وغيره 00 أيكون ذلك مقبولاَ إذا طبقناه على الجماعات والشعوب؟0 الخصوصية في الثقافة العربية --مظاهر ضعفها والأخطار التي تهددها - ليس بخاف على كل من له عين بصيره ما تتعرض له الشخصية القومية العربية ، من محن ، وما تزال بالعرب من كوارث خلال القرن العشرين بدءاَ من حملات التتريك التي اندفع في تعميمها الطورانيون في أواخر عهد الخلافة العثمانية مروراَ بعمليات التشويه والتزوير التي أسس لهل عملاء المخابرات البريطانية بوجه خاص عندما نشروا جواسيسهم في الجزيرة العربية ، إلى معاهدة سايكس بيكو - ووعد بلفور ثم بظهور الدويلات الإقليمية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا ،والتي اكتسبت نمطاَ من الشرعية صار له حواريوه والمنافحون عنه والمؤد لجون له في أكثر من اتجاه ،وليس آخر ما جدَ على الساحة الثقافية العربية بعد ما حصل في حزيران (يونيو) 1967 - وما نتج عنه من حروب إقليمية وطائفية وصراعات أيديولوجية فقط تساقطت أوراق كثيرة ومعها كانت الثقافة العربية تنزف حتى أصبح المشككون بوحدتها يجدون الدفاع عن آرائهم ومعتقداتهم ومراميهم لا يلاقي من المصاعب إلا الشيء اليسير 0 فتشتيت الثقافة العربية في قنوات تلتقي بجنح كل منها نحو غاية مغايرة للأخرى لم يعد شيئاَ مستتراَ 0 والهدف من ذلك تفشيل المشروع الوحدوي القومي العربي وإسقاطه 0 فما اتجاهات الانغلاق القطري وتحكيم المصالح المحلية وجعلها في الترتيب أسبق على المصلحة القومية ، والادعاء بالانفتاح على تيارات الثقافة العالمية والغرق فيها إلا بعض من أشكال الاعتداء الثقافي الذي يحل بأمة تتعرض لصنوف كثيرة ومتنوعة من عدوان يستهدف وجودها ذاته مظاهر الضعف والتبعية في الفكر العربي المعاصر ثمة ظواهر كثيرة يرى المرء أنها أحد أسباب تخلف الثقافة العربية وتبعيتها منها : ? القطيعة في الفكر القومي العربي المعاصر : بدأت أفكار القومية العربية وما يتعلق بها من حديث عن النهضة العربية والانبعاث القومي وما إلى ذلك من مفاهيم ومبادئ منذ نهاية القرن التاسع عشر وتعاظم ظهور هذه الأفكار مع إشراقة القرن العشرين 0 استندت الدعوات القومية إلى ركائز تاريخية ولغوية ، ولكن أبرز ما اتصفت به هذه الدعوات وما ارتبط بها من حركات أنها جميعاَ كانت تبدأ من الصفر تقريباَ ترمي بكل ما جاء به معاصروها أو من سبقها بفترة زمنية ليست طويلة بقصد منها إلى البرهنة على صدقها وعلى أنها التي فيها البلسم والشفاء0 لا ينكر أحد ما لشخص مثل (ساطع الحصري ) من باع طويلة في التنظيم للفكر القومي وفي الدفاع عن العروبة والتأسيس لبحوث ودراسات في الفكر القومي والثقافة القومية وفي استشرق المستقبل ووضع التربية والكشف عن دورها في بناء الصرح القومي وفي تربية الأجيال على الفكر القومي العربي0 لكن الرجل أهمل وعومل من بعض دارسي فكره على انه ظاهرة منقطعة عما قبلها وما بعدها وفتش له عن مصادر لفكرة خارج إطار الاهتمام القومي0 ولم يكن الأمر مقتصراَ على الدعوات المعادية للوحدة العربية والقومية بل آن