تولستوی و دوستیفسکی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تولستوی و دوستیفسکی - نسخه متنی

ممدوح أبو الوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تحلم ناتاشا روستوفا في رواية "الحرب
والسلام" (1863-1869) بأن تتزوج رجلين في آنٍ
واحدٍ، وهما أناتولي كوراغين، والأمير
أندريه بولكونسكي، فهي تحبهّما في وقتٍ
واحدٍ. "لماذا لا يحدث هذا؟ -كانت تفكر
أحياناً وكأنّها في غيبوبةٍ، آنذاك فقط
أكون سعيدةً تماماً". (97ص345) .
أما إيلين فلم تتألم أبداً من علاقتها
بدولوخوف، وبعد ذلك بباريس دروبيتسكي. ولم
تطرح على نفسها أبداً الأسئلة التالية:
"تحبّ زوجها أم لا تحبّه؟ هل تحب دولوخوف
أم باريس؟ لم تفكر إيلين بالّحب. واعتنقت
المذهب الكاثوليكي لكي تتخلص من زوجها،
وتتزوج أحد المقربين من القيصر المتقدمين
في السن، وبعد موته تتزوج من أميرٍ أجنبي،
لكنها لم تستطع تحقيق نواياها بسبب مرضها
المفاجئ، وعرف سكان بطرسبرج كلهم، أنّ سبب
مرض إيلين عدم إمكانية الحصول في وقتٍ
واحدٍ على زوجين، علماً بأنّها لا تحب هذا
ولا ذاك. وماتت إيلين بصورةٍ مفاجئةٍ. أراد
أخوها أناتولي أيضاً الحصول على زوجتين في
وقتٍ واحدٍ، فلقد كان متزوجاً سرّاً،
عندما حاول اختطاف ناتاشا روستوفا. ولقد
ساعدته أخته إيلين بالتقرب من ناتاشا
روستوفا. لم يعرف أناتولي وإيلين تقريع
الضمير، لكن الحياة لم تتركهما بلا عقاب.
فلقد عاقبهما النظام الكوني، والإرادة
الكلية. فلم يعرفا السعادة والهدوء
والانسجام مع الذات.
كان وضع آنّا كارينينا أقل صعوبةً من وضع
ناتاشا روستوفا لأنّها لاتحبّ زوجها،
وتحبّ عشيقها فرونسكي، ولذلك لم تراودها
الأفكار التي راودت ناتاشا، ولم تتحسس
أحاسيسها، ولكنها لم تكن زوجةً مخلصةً،
كما كانت على سبيل المثال تاتيانا في
(يفغيني أوينغن) (1823-1831) لبوشكين (1799-1837) ، هل
أخطأت آنّا في اختيارها؟ أعطتها الحياة
إجابةً عن هذا السؤال. ويؤكد تولستوي في
روايتيه "آنّا كارينينا" و "الحرب والسلام"
أنّنا نحبّ الناس الذين نقدّم لهم الخير،
ونكره الذين نسبب لهم الشر، ويكرر تولستوي
هذه الفكرة، مما يدلّ على اقتناعه بها. أيّ
أنّ العمل يسبق الإحساس والشعور
بالكراهية أو المحبة.
إذا كانت آنا كارينينا حلت بسهولة
المشكلة الأولى، وهي إمّا أن تختار الزوج
الذي لاتحبه أو العشيق الذي تحبه، فاختارت
الثاني، فقد اعترضتها المشكلة الثانية
القاسية إمّا العشيق فرونسكي وإما ابنها.
وبعد صراع طويلٍ ومرير، اختارت عشيقها بعد
أن أنجبت منه طفلاً. وبعد أن يئست من الناس
ومن الحياة قررت آنّا كارينينا الانتحار،
لا لكي تعاقب نفسها، وإنما لكي تعاقب
الآخرين، لأنّها كانت تنظر إلى الموت
كخيرٍ وليس كشرٍ. ولقد انتظر ليفن النهاية
ذاتها، فلقد فكّر طويلاً بالانتحار. "إنّ
خطيئتي الكبرى هي الشك. إنني أشك في كلّ
شيء. وأقضي أكثر أوقاتي في الشك... وأحياناً
أشك في وجود اللّه (99ص706) يقول ليفن في
الرواية المذكورة. ولقد أنقذ ليفن من
الإقدام على الانتحار إيمانه العميق في
حكمة تنظيم الكون، ومحبته للعمل.
تتكرر فكرة الحض على الإيمان بعدالة
الحياة في مؤلفات ميخائيل نعيمه. فيقول
مرداد في كتاب "مرداد" (1947) : "اعتصموا
بالإيمان، والإيمان يجترح المعجزة التي
تتمنون.
هكذا علمت نوحاً.
وهكذا أعلمكم" (61ص762) .
وفي مسرحية "الآباء والبنون" 1917 تتجاوز
شهيدة -بطلة المسرحية، الشك في عدالة
الكون، وتؤمن بكمال الحياة: "أمّا أنا
فأتقبل علقمها بالشكر طمعاً بشهدها. وأشهى
شهدها عندي أن أعمل وأن أقول مايجلب الراحة
والسرور لغيري. ذلك هو سروري الأكبر" -تقول
شهيدة في المسرحية المذكورة. (61 ص179) وترى
شهيدة أنّ الحياة رائعة ومن لا ير روعتها،
فليتأكد من سلامة رؤيته، وليست الحياة
مذنبة. فنحن السبب وليست الحياة. فكلّ
الأمراض والآلام والعذاب تمر في حياة
شهيدة مرور الكرام لإيمانها بعدالة
الحياة.
يعرض بطل مسرحية تولستوي "ويضيء النور في
الظلام" (1902) نيكولاي إيفانوفتش فكرةً
مماثلةً لفكرة شهيدة في مسرحية "الآباء
والبنون" يقول: "يجب أن نؤمن، الإيمان
ضروري، لا يجوز أن نعيش بلا إيمان، ولكن لا
نؤمن بما يقول الآخرون، وإنّما نؤمن بما
تقنعنا به عقولنا... الإيمان باللّه، وفي
الحياة الأبدية الحقيقية." (105ص130) .
في رواية "آنا كارينينا" نرى أنّ آنّا تقدم
على الانتحار، في حين ينقذ الإيمان ليفن من
الانتحار. ويذكّرنا هذا الجانب في رواية
"آنّا كارينينا" برواية فيدور دوستيفسكي
"الجريمة والعقاب" 1866. كان ينتظر
راسكولنيكوف المصير نفسه الذي انتظر
سفيدر يغاليوف، الذي أقدم على الانتحار في
الرواية المذكورة، ولقد أنقذ راسكولنيكوف
من الانتحار بعثه الروحي، الذي ساعدته فيه
سونيا بإيمانها بضرورة حمل صليب الفداء

/ 122