تولستوی و دوستیفسکی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تولستوی و دوستیفسکی - نسخه متنی

ممدوح أبو الوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(37).
كان لبطل القصة علاقة قبل الزواج مع
فلاحةٍ متزوجةٍ. وكان المجتمع يبرّر مثل
هذه العلاقات، ولذلك فإن ارتينييف، لم
يتحسس أيّ ذنب أو تقريع ضميرٍ. وكان يأمل
ألا تترك هذه العلاقة عواقبها بعد الزواج،
ولكنّ الأمور سارت بصورةٍ أخرى. فجرت
الرياح بما لاتشتهي السفن، لأنّ كلّ أمرٍ
يترك عواقبه وآثاره في نظر تولستوي.
وكان ليف تولستوي قد كتب قبل ذلك بعامين
مسرحية "سلطة الظلام" وأخذ التصدير لهذه
المسرحية من الإنجيل حول تحريم الزنى. بطل
هذه المسرحية نيكيتا عامل أغوى فتاةً،
اسمها مارينا وبعد ذلك مارس الحب مع زوجة
معلمه أنيسا، وأقدم على قتل زوجها بطرس،
وبعد ذلك يقدم على قتل ابنه الطفل. لا
يرتاح والده أكيم الذي يخاف اللّه، من
تصرفات ابنه، ولذلك ينبّهه والده: "نيكيتا
تستطيع إخفاء تصرفاتك عن الناس، ولكنك لن
تستطيع إخفاءها عن اللّه. أنت نيكيتا لن
تستطيع الكذب... " (102ص141).
يرى الوالد المتقدم في السن أنّ ابنه يسير
نحو الهلاك، لأنّ الخطيئة تجر الأخرى. ويقع
الابن في الشبكة. ويتبين أنّ الوالد كان
محقاً. فلم يستطع نيكيتا في نهاية
المسرحية تحمل الخطيئة، فيعترف أمام
الجميع بخطيئته.
يتحدث تولستوي عن فساد العالم المعاصر في
قصة "فرانسوازا"، التي كتبها في عام 1890
واقتبسها عن قصة الكاتب الفرنسي موباسان
"المرفأ"، خلال مدة أربعة أعوام لم ير
البحّار ديو كلو وطنه، وفي إحدى المرات
ذهب إلى مقهى والتقى فتاةً وعرف فيما بعد
أنّ هذه الفتاة أخته، وفهم بطل القصة
سيليستين ديو كلو أنّ لهذه النساء أخوة
مثله.
كتب ليف تولستوي حول قصة موباسان: ".... تتصف
القصة بقوةٍ هائلةٍ. فهي عميقة وذات تأثير
أخلاقي." (118ص51).
وأصدر تولستوي رواية "البعث" في عام 1899،
وهي تبدأ بتصدير من الإنجيل، الذي يعبّر
عن الفكرة الأساسية للرواية. مثله مثل
التصدير لرواية "آنّا كارينينا"، يتضمن
التصدير المعنى التالي: لا يحق للإنسان
إدانة أخيه الإنسان، لأنّه من أجل ذلك
يوجد قاضٍ أساسيّ وهو اللّه، لأنّ الناس
كلهّم خاطئون وحتى القضاة خاطئون أمام
المتهمين.
لا يحق لنيخليودوف إدانة كاتيوشا
ماسلوفا، لأنّها كانت ضحية جريمته. وشاء
القدر أن يحاكمها نيخليودوف الذي أساء
إليها، وهي أحق بمحاكمته منه بمحاكمتها،
لأنّ كاتيوشا ماسلوفا لم تسيء إلى
نيخليودوف أو لغيره، أمّا هو فقضى على
حياتها. فهم نيلخيودوف هذا الأمر، وحاول
مساعدة كاتيوشا ماسلوفا.
نظر نيخليودوف إلى الزنى كوسيلةٍ للترفيه
عن النفس، مثل بطل قصة "فرانسوازا"، لكنه
فهم فيما بعد أنّ الزنى خطيئة عظيمة لابدّ
من دفع ثمن عظيم للتكفير عنها.
لا تختلف أفكار ميخائيل نعيمه حول هذا
الموضوع عن أفكار ليف تولستوي، ويرى أنّ
الإنسان يعاقب إذا نظر إلى امرأة
واشتهاها، فيكتب في كتابه "سبعون" عام 1959
أنّه في إحدى المرات فقد محفظة نقوده،
ويفهم هذه الحادثة بأنّها عقوبة من اللّه.
سرقت المحفظة في الوقت الذي كان فيه
ميخائيل ينظر إلى فتاةٍ قرويةٍ نظراتٍ
جائعةً. كتب نعيمه في الجزء الأول من سيرته
الذاتية "ألعل قدرةً أجهلها شاءت أن تقتص
مني لذنب اقترفته فاتخذت من ذلك السارق
أداةً لقصاصي؟ أجل. أجل. أما قال السَّيد
المسيح: إنّ كلّ من ينظر إلى امرأةٍ لكي
يشتهيها فقد زنى بها في قلبه. ألم أنظر مثل
تلك النظرة إلى الفتاة القروية التي كانت
واقفةً في الصف أمامي. سبحان من لايفوته
علم شيء. والذي يجري العدل في كلّ شيء"
(48ص245).
وعندما كان يدرس ميخائيل نعيمه في
السمنار الداخلي في بولتافا في روسيا، ذهب
من أجل النزهة مع فتاة. وعندما بقي وإياها
وحدهما، أحس بصراعٍ قاسٍ داخلي، لأنّ شرف
هذه الفتاة أمانة في عنقه، ويمكن أن يبعث
بها إلى طريق الدعارة، ويستطيع أن يحافظ
على شرفها. وقرر الصمود حتى النهاية: "أنا
ورفيقتي مستلقيان على الأعشاب الطرية.
القمر يطل من بين الغيوم، ثمّ يغيب. إنّه
يترصدنا. رفيقتي بجانبي تتململ. وأنا أدري
مابها. لأنّ الذي بي مثل الذي بها. ولكنّ في
داخلي صراعاً عنيفاً: أمامك تجربة قاسية
-بل معركة ضارية- ياميشيا. فهل تنتصر؟ أم هل
تستسلم. بل عليك أن تبرهن لنفسك أنّك أقوى
من التجربة. فشرفك أمانة في عنقك. وهذه
الفتاة أمانة بين يديك... وقر رأيي على
الصمود حتى النهاية". (48ص192-193).
أحبّ ميخائيل نعيمه فيما بعد أخت صديقه في
السمنار واسمها ماريا، وكانت متزوجةً.
ويعترف الكاتب بهذه الخطيئة للقارئ كما
يعترف الخاطئ للكاهن. ميخائيل نعيمه مثله
مثل تولتسوي لايريد أن يخفي شيئاً من سيرة

/ 122