روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی - جلد 1

شهاب الدین سید محمود آلوسی بغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

? روح المعاني في تفسير القرآن العظيم
والسبع المثاني ، المعروف بتفسير الألوسي
بسم الله الرحمن الرحيم خطبة المفسر حمدا
لمن جعل روح معاني الأكوان تفسيرا لآيات
قدرته وصير نقوش أشباح الأعيان بيانا
لبينات وحدته وأظهر من غيب هويته قرآنا
غدا فرقانه كشافا عن فرق الكتب الألهية
الغياهب وأبرز من سجف ألوهيته نروا أشرق
على مرايا الكائنات بحسب مزايا
الإستعدادات فأتضحت من معالم العوالم
المراتب وصلاة وسلاما على أول ذرة أضاءت
من الكنز المخفي في ظلمة عماء القدم
فأبصرتها عين الوجود وعلة إيجاد كل ذرة
برأتها يد الحكيم إذ تردت في هوة العدم
فعادت ترفل بأردية كرم وجود مهبط الوحي
الشفاهي الذي أرتفع رأس الروح الأمين
بالهبوط إلى موطيء أقدامه ومعدن السر
الألهي الذي أنقطع فكر الملأ الأعلى دون
ذكر الوصول إلى أدنى مقامه فهو النبي الذي
أبرزه مولاه من ظهور الكمون إلى حواشي
متون الظهور ليكون شرحا لكتاب صفاته
وتقريرا ورفعه بتخصيصه من بين العموم
بمظهرية سره المستور وأنزل عليه قرآنا
عربيا غير ذي عوج ليكون للعالمين نذيرا
وشق له من أسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا
محمد وعلى آله وأصحابه مطالع أنوار
التنزيل ومغارب أسرار التأويل الذين
دخلوا عكاظ الحقائق بالوساطة المحمدية
فما برحوا حتى ربحوا فباعوا نفوسا وشروا
نفيسا وقطعوا أسباب العلائق بالهمم
الحقيقية فما عرجوا حتى عرجوا فلقوا عزيزا
وألقوا خسيسا فهم النجوم المشرقة بنور
الهدى والرجوم المحرقة لشياطين الردى رضي
الله عنهم وأرضاهم وإلى متبعيهم وأولاهم
ما سرحت روح المعاني في رياض القرآن وسبحت
أشباح المباني في حياض العرفان ( أما بعد (
فيقول عيبة العيوب وذنوب الذنوب أفقر
العباد إليه عز شأنه مدرس دار السلطنة
العلية ومفتي بغداد المحمية أبو الثناء
شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي
عفي عنه أن العلوم وإن تباينت أصولها
وغربت وشرقت فصولها وأختلفت أحوالها
وأتهمت وأنجدت أقوالها وتنوعت أبوابها
وأشأمت وأعرقت أصحابها وتغايرت مسائلها
وأيمنت وأيسرت وسائلها فهي بأسرها مهمة
ومعرفتها على العلات نعمة إلا أن أعلاها
قدرا وأغلاها مهرا وأسناها مبنى وأسماها
معنى وأدقها فكرا وأرقها سرا وأعرقها نسبا
وأعرفها أبا وأقومها قيلا وأقواها قبيلا
وأحلاها لسانا وأجلاها بيانا وأوضحها
سبيلا وأصحها دليلا وأفصحها نطقا وأمنحها
رفقا العلوم الدينية والفهوم اللدنية فهي
شمس ضحاها وبدر دجاها وخال وجنتها ولعس
شفتها ودعج عيونها وغنج جفونها وحبب
رضابها وتنهد كعابها ورقة كلامها ولين
قوامها على نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له
منها نصيب ولا سهم فلا ينبغي لعاقل أن
يستغرق النهار والليل إلا في غوص بحارها
أو يستنهض الرجل والخيل إلا في
سبر أغوارها أو يصرف نفائس الأنفاس إلا في
مهور أبكارها أو ينفق بدر الأعمار إلا
لتشوف بدر اسرارها إذا كان هذا الدمع يجري
صبابة على غير سمي فهو دمع مضيع وإن من ذلك
علم التفسير الباحث عما أراده الله سبحانه
بكلامه المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهو
الحبل المتين والعروة الوثقى والصراط
المبين والوزر الأقوى والأوقى وإني ولله
تعالى المنة مذ ميطت عني التمائم ونيطت
على رأسي العمائم لم أزل متطلبا لإستكشاف
سره المكتوم مترقبا لإرتشاف رحيقه
المختوم طالما فرقت نومي لجمع شوارده
وفارقت قومي لو صال خرائده فلو رأيتني
وأنا أصافح بالجبين صفحات الكتاب من السهر
وأطالع إن أعوز الشمع يوما على نور القمر
في كثير من ليالي الشهر وأمثالي إذ ذاك
يرفلون في مطارف اللهو ويرقلون في ميادين
الزهو ويؤثرون مسرآت الأشباح على لذات
الأرواح ويهبون نفائس الأوقات لنهب خسائس
الشهوات وأنا مع حذاثة سني وضيق عطني لا
تغرني حالهم ولا تغيرني أفعالهم كأن لبني
لمبانتي ووصال سعدي سعادتي حتى وقفت على
كثير من حقائقه ووفقت لحل وفير من دقائقه
وثقبت والثناء لله تعالى من دره بقلم فكري
درأ مثمنا ولا بدع فأنا من فضل الله الشهاب
وأبو الثنا وقبل أن يكمل سني عشرين جعلت
أصدح به وأصدع وشرعت أدفع كثيرا من
إشكالات الأشكال وأدفع وأتجاهر بما
ألهمنيه ربي مما لم أظفر به في كتاب من
دقائق التفسير وأعلق على ما أغلق مما لم
تعلق به ظفر كل ذي ذهن خطير ولست أنا أول من
من الله تعالى عليه بذلك ولا آخر من سلك في
هاتيك المسالك فكم وكم للزمان ولد مثلي
وكم تفضل الفرد عز شأنه على كثير بأضعاف
فضلي ألا إنما الأيام أبناء واحد وهذي
الليالي كلها أخوات إلا أن رياض هذه
الأعصار عراها إعصار وحياض تيك الأمصار
أعتراها إعتصار فصار العلم بالعيوق
والعلماء أعز من بيض الأنوق والفضل معلق
بأجنحة النسور وميت حي الأدب لا يرجي له

/ 595