روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی - جلد 1

شهاب الدین سید محمود آلوسی بغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الثاني وددت الرجل ونفيه كناية عن الكراهة
وأتى ب ( ما ) للإشارة
إلى أن أولئك متلبسون بها و ( من ) للتبيين
وقيل : للتبغيض وفي إيقاع الكفر صلة
للموصول وبيانه بما بين وإقامة المظهر
موضع المضمر إشعار بأن كتابهم يدعوهم إلى
متابعة الحق إلا أن كفرهم يمنعهم وإن
الكفر شر كله لأنه الذي يورث الحسد ويحمل
صاحبه على أن يبغض الخير ولا يحبه كما أن
الإيمان خير كله لأنه يحمل صاحبه على
تفويض الأمور كلها إلى الله تعالى و ( لا )
صلة لتأكيد النفي وزيدت ( له ) هنا دون قوله
: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب
والمشركين ) لما أن مبني النفي الحسد
واليهود بهذا الداء أشهر لا سيما وقد تقدم
ما يفيد إبتلاءهم به فلم يلزم من نفي
ودادتهم هذه نفي ودادة المشركين لها ولم
يكن ذلك في ( لم يكن ) وسبب نزول الآية أن
المسلمين قالوا لحلفائهم من اليهود :
آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فقالوا :
وددنا لو كان خيرا مما نحن عليه فنتبعه
فأكذبهم الله تعالى بذلك وقيل : نزلت
تكذيبا لجمع من اليهود يظهرون مودة
المومنين ويزعمون أنهم يودون لهم الخير
وفصلت عما قبل وإن أشتركا في بيان قبائح
اليهود مع الرسول صلى الله تعالى عليه
وسلم والمؤمنين لإختلاف الغرضين فإن
الأول لتأديب المؤمنين وهذا لتكذيب أولئك
الكافرين ولأجل هذا الإختلاف فصل السابق
عن سابقه ومما ذكرنا يعلم وجه تعلق الآية
بما قبلها والقول : بأن ذلك من حيث أن القول
المنهي عنه كثيرا ما كان يقع عند تنزيل
الوحي المعبر عنه بالخير فيها فكأنه أشير
إلى أن سبب تحريفهم لهإلى ما حكى عنهم
لوقوعه في أثناء حصول ما يكرهونه من تنزيل
الخيرمساق على سبيل الترجي وأظنه إلى
التمني أقرب وقريء ( ولا المشركون ) بالرفع
عطفا على الذين كفروا أن ينزل عليكم في
موضع النصب على أنه مفعول ( يود ) وبناء
الفعل للمفعول للثقة بتعيين الفاعل
وللتصريح به فيما بعد وذكر التنزيل دون
الإنزال رعاية للمناسبة بما هو الواقع من
تنزيل الخيرات على التعاقب وتجددها
لاسيما إذا أريد ( من خير ) في قوله تعالى :
من خير الوحي وهو قائم مقام الفاعل و ( من )
صلة وزيادة خير والنفي الأول منسحب عليها
ولذا ساغت زيادتها عند الجمهور ولا حاجة
إلى ما قيل : إن التقدير يود أن لا ينزل خير
وذهب قوم إلى أنها للتبعيض وعليه يكون
عليكم قائما ذلك المقام والمراد من الخير
إما الوحي أو القرآن أو النصرة أو ما أختص
به رسول الله صلى الله عليه وسلم من
المزايا أو عام في أنواع الخير كلها لأن
المذكورين لا يودون تنزيل جميع ذلك على
المؤمنين عداوة وحسدا وخوفا من فوات
الدراسة وزوال الرياسة وأظهر الأقوال كما
في البحر الأخير ولا يأباه ما سيأتي لما
سيأتي + من ربكم في موضع الصفة للخير و ( من )
إبتدائية والتعرض لعنوان الربوبية
للإشعار بعلية التنزيل والإضافة إلى ضمير
المخاطبين لتشريفهم والله يختص برحمته من
يشاء جملة إبتدائية سيقت لتقرير ما سبق من
تنزيل الخير والتنبيه على حكمته وإرغام
الكارهين له والمراد من الرحمة ذلك الخير
إلا أنه عبر عنه بها إعتناء به وتعظيما
لشأنه ومعنى إختصاص ذلك على القول الأول
ظاهر ولذا أختاره من إختاره وعلى الأخير
إنفراد رسول الله صلى الله تعالى عليه
وسلم والمؤمنين بمجموعه وعدم شركة أولئك
الكارهين فيه وعروهم عن ترتب آثاره وقيل :
المراد من الآية دفع الإعتراض الذي يشير
إليه الحسد بأن من له أن يخص لايعترض عليه
إذا عم وفي إقامة لفظ الله مقام ضمير ربكم
تنبيه على أن تخصيص بعض الناس بالخير دون
بعض يلائم الألوهية كما أن إنزال الخير
على العموم يناسب الربوبية والباء داخلة
على المقصور أي يؤتي رحمته و ( من ) مفعول
وقيل : الفعل لازم و ( من ) فاعل وعلى
التقديرين العائد محذوف والله ذو الفضل
العظيم 501 تذييل لما سبق
وفيه تذكير للكارهين الحاسدين بما ينبغي
أن يكون مانعا لهم لأن المعنى على أنه
سبحانه المتفضل بأنواع التفضلات على سائر
عباده فلا ينبغي لأحد أن يحسد أحدا ويود
عدم إصابة خير له والكل غريق في بحار فضله
الواسع الغزير كذا قيل : وإذا جعل الفضل
عاما وقيل : بإدخال النبوة فيه دخولا أوليا
لأن الكلام فيها على أحد الأقوال كان هناك
إشعار بأن النبوة من الفضل لا كما يقوله
الحكماء من أنها بتصفية الباطن وأن حرمان
بعض عباده ليس لضيق فضله بل لمشيئته وما
عرف فيه من حكمته وتصدير هذه الجملة
بالأسم الكريم لمناسبة العظيم + ما ننسخ من
آية أو ننسها نزلت لما قال المشركون أو
اليهود : ألأ ترون إلى محمد صلى الله تعالى
عليه وسلم يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه
ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ويرجع
عنه غدا ما هذا القرآن إلا كلام محمد عليه
الصلاة والسلام يقوله من تلقاء نفسه وهو
كلام يناقض بعضه بعضاوالنسخفي اللغة

/ 595