روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی - جلد 2

شهاب الدین سید محمود آلوسی بغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لدلالة ما قبله عليه أي إن كنتم صادقين
فأتوا بالتوراة فأتلوها روى أنهم لم
يجسروا على الإتيان بها فبهتوا وألقموا
حجرا # وفي ذلك دليل ظاهر على صحة نبوة
نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم إذ علم بأن
ما في التوراة يدل على كذبهم وهو لم يقرأها
ولا غيرها من زبر الأولين ومثله لا يكون
إلا عن وحي ( فمن أفترى على الله الكذب ( أي
أخترع ذلك بزعمه أن التحريم كان على
الأنبياء وأممهم قبل نزول التوراة ( فمن )
عبارة عن أولئك اليهود ويحتمل أن تكون
عامة ويدخلون حينئذ دخولا أوليا وأصل
الإفتراء قطع الأديم يقال : فرى الأديم
يفريه فريا إذا قطعه وأستعمل في الإبتداع
والإختلاق والجملة يحتمل أن تكون مستأنفة
وأن تكون منصوبة المحل معطوفة على جملة (
فأتوا ) فتدخل تحت القول ومن يجوز أن تكون
شرطية وأن تكون موصولة وقد روعي لفظها
ومعناه ( من بعد ذلك ( أي أمرهم بما ذكر وما
يترتب عليه من قيام الحجة وظهور البينة # (
فأولئك ( أي المفترون المبعدون عن عز القرب
( هم الظالمون 49 ( لأنفسهم بفعل ما أوجب
العقاب عليهم وقيل : هم الظالمون لأنفسهم
بذلك ولأشياعهم بإضلالهم لهم بسبب
إصرارهم على الباطل وعدم تصديقهم رسول
الله صلى الله تعالى عليه وسلم وإنما قيد
بالبعديةمع أنه يستحق الوعيد بالكذب على
الله تعالى في كل وقت وفي كل حال للدلالة
على كمال القبح وقيل : لبيان أنه إنما
يؤاخذ به بعد إقامة الحجة عليه ومن كذب
فيما ليس بمحجوج فيه فهو بمنزلة الصبي
الذي لا يستحق الوعيد بكذبه وفيه تأمل ثم
مناسبة هذه الآية لما قبلها أن الأكل
إنفاق مما يحب لكن على نفسه وإلى ذلك أشار
علي بن عيسى وقيل : إنه لما تقدم محاجتهم في
ملة إبراهيم عليه السلام وكان مما أنكروا
على نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم أكل
لحوم الإبل وأدعوا أنه خلاف ملة إبراهيم
ناسب أن يذكر رد دعواهم ذلك عقيب تلك
المحاجة ( قل صدق الله ( أي ظهر وثبت صدقه في
أن
( كل الطعام كان حلا لبني إلا ما حرم
إسرائيل على نفسه ) وقيل : في أن محمدا صلى
الله تعالى عليه وسلم على دين إبراهيم
عليه السلام وأن دينه الإسلام وقيل : في كل
ما أخبر به ويدخل ما ذكر دخولا أوليا وفيه
كما قيل : تعريض بكذبهم الصريح ( فأتبعوا
ملة إبراهيم ( وهي دين الإسلام فإنكم غير
متبعين ملته كما تزعمون وقيل : أتبعوا مثل
ملته حتى تخلصوا عن اليهودية التي أضطرتكم
إلى الكذب على الله والتشديد على أنفسكم
وقيل : أتبعوا ملته في إستباحة أكل لحوم
الإبل وشرب ألبانها مما كان حلا له حنيفا (
أي مائلا عن سائر الأديان الباطلة إلى دين
الحق أو مستقيما على ما شرعه الله تعالى من
الدين الحق في حجه ونسكه ومأكله وغير ذلك # (
وما كان من المشركين 59 ) # أي في أمر من أمور
دينهم أصلا وفيه تعريض بشرك أولئك
المخاطبين والجملة تذييل لما قبلها ( إن
أول بيت وضع للناس ( # أخرج إبن المنذر
وغيره عن إبن جريج قال : بلغنا أن اليهود
قالت : بيت المقدس أعظم من الكعبة لأنه
مهاجر الأنبياء ولأنه في الأرض المقدسة
فقال المسلمون : بل الكعبة أعظم فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى
مقام إبراهيم # وروى مثل ذلك عن مجاهد ووجه
ربطها بما قبلها أن الله تعالى أمر الكفرة
بإتباع ملة إبراهيم ومن ملته تعظيم بيت
الله تعالى الحرام فناسب ذكر البيت وفضله
وحرمته لذلك وقيل وجه المناسبة أن هذه
شبهة ثانية أدعوها فأكذبهم الله تعالى
فيها كما أكذبهم في سابقتها والمعنى إن
أول بيت وضع لعبادة الناس ربهم أي هيء وجعل
متعبدا والواضع هو الله تعالى كما يدل عليه
قراءة من قزا ( وضع ) بالبناء للفاعل لأن
الظاهر حينئذ أن يكون الضمير راجعا إلى
الله تعالى وإن لم يتقدم ذكره سبحانه
صريحا في الآية بناءا على أنها مستأنفة
وإحتمال عوده إلى إبراهيم عليه السلام
لإشتهاره ببناء البيت خلاف الظاهر وجملة (
وضع ) في موضع جر على أنها صفة ( بيت ) و (
للناس ) متعلق به واللام فيه للعلة وقوله
تعالى : ( للذي ببكة ( خبر إن واللام من حلقة
وأخبر بالمعرفة عن النكرة لتخصيصها وهذا
في باب إن وبكةلغة في مكة عند الأكثرين
والباء والميم تعقب إحداهما الأخرى كثيرا
ومنه نميط ونبيط ولازم ولازب وراتب وراتم
وقيل : هما متغايران فبكة موضع المسجد ومكة
البلد بأسرها وأصلها من البك بمعنى الزحم
يقال بكه يبكه بكا إذا زحمه وتباك الناس
إذا أزدحموا وكأنها إنما سميت بذلك
لأزدحام الحجيج فيها وقيل : بمعنى الدق
وسميت بذلك لدق أعناق الجبابرة إذا
أرادوها بسوء وإذ لا لهم فيها ولذا تراهم
في الطواف كآحاد الناس ولو أمكنهم الله
تعالى من تخلية المطاف لفعلوا وقيل إنها
مأخوذة من بكأت الناقة أو الشاة إذا قل
لبنها وكأنها إنما سميت بذلك لقلة مائها
وخصبها قيل : ومن هنا سميت البلد مكة أيضا
أخذا لها من أمتك الفصيل ما في الضرع إذا

/ 473