بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وإلا فمن اليهود أيضا قوم مهتدون لكنهم لما لم يكونوا في الكثرة كالذين من النصارى لم يتعد حكمهم إلى جنس اليهود # ( وأنهم لايستكبرون 28 ( عطف على أن منهم أي وبأنهم لايستكبرون عن اتباع الحق والانقياد له إذا فهموه أو أنهم يتواضعون ولا يتكبرون كاليهود وهذه الخصلة على ماقيل شاملة لجميع أفراد الجنس فسببيتها لأقربيتهم مودة للمؤمنين واضحة وفي الآية دليل على أن التواضع والاقبال على العلم والعمل والاعراض عن الشهوات محمودة أينما كانت وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ( عطف على ( لايستكبرون ) و ( إذا ) في موضع نصب بتري وجملة ( تفيض ) في موضع الحال والرؤية بصرية أي ذلك بسبب أنهم لايستكبرون وأنهم إذا سمعوا القرآن رأيت أعينهم فائضة من الدمع وجوز السمين وغيره الاستئناف وأيا ما كان فهو بيان لرقة قلوبهم وشدة خشيتهم ومسارعتهم إلى قبول الحق وعدم إبائهم إياه والظأهر عود ضمير ( سمعوا ) للذين قالوا إنا نصارى # وقد تقدم أن الظأهر فيه العموم وقيل : يتعين هنا إرادة البعض وهو من جاء من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن كل النصارى ليسوا كذلك والفيض الصباب عن امتلاء ووضع هنا موضع الامتلاء باقامة المسبب مقام السبب أي تمتليء من الدمع أو قصد المبالغة فجعلت أعينهم بأنفسها تفيض من أجل الدمع قاله في الكشاف وأراد على مافي الكشف أن الدمع على الأول هو الماء المخصوص وعلى الثاني الحدث وهو على الأول مبدأ مادي وعلى الثاني سببي وفي الإنتصاف أن هذه العبارة أبلغ العبارات وهي ثلاث مراتب فالأولى فاض دمع عينه وهذا هو الأصل والثانية محولة من هذه وهي فاضت عينه دمعا فانه قد حول فيها الفعل إلى العين مجازا ومبالغة ثم نبه على الأصل والحقيقة بنصب ما كان فاعلا على التمييز والثالثة مافي النظم الكريم وفيها التحويل المذكور إلا أنها أبلغ من الثانية باطراح التنبيه على الأصل وعدم نصب التمييز وإبرازه في صورة التعليل وجوز الزمخشري أن تكون من هذه هي الداخلة على التمييز وهو مردود وإن كان الكوفيون ذهبوا إلى جواز تعرييف التمييز وأنه لايشترط تنكيره كما هو مذهب الجمهور لأن التمييز المنقول عن الفاعل يمتنع دخول من عليه وإن كانت مقدرة معه فلا يجوز تفقأ زيد من شحم فليفهم ( مما عرفوا من الحق ( ( من ) الأولى لابتداء الغاية متعلقة بمحذوف وقع حالا من ( الدمع ) أي حال كونه ناشئا من معرفة الحق وجوز أن تكون تعليلية متعلقة بتفيض أي أن يفيض دمعهم بسبب عرفانهم # وجوز على تقدير كونها للابتداء أن تتعلق بذلك أيضا لكن لايجوز على تقدير اتحاد متعلق ( من ) هذه ومن في ( من الدمع ) القول باتحاد معناهما فانه لايتعلق حر فاجر بمعنى بعامل واحد و ( من ) الثانية للتبعيض متعلقة بعرفوا على معنى أنهم عرفوا بعض الحق فأبكاهم فكيف لو عرفوه كله وقرأوا القرآن وأحاطوا يالسنة أو لبيان ( ما ) بناء على أنها موصولة ونص ابو البقاء على أنها متعلقة بمحذوف وقع حالا من العائد المحذوف ولم يذكر الاحتمال الأول وقريء ( ترى أعينهم ) على صيغة المبني للمفعول ( يقولون ( استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية حالهم عند سماع القرآن كأنه قيل : ماذا يقولون فاجيب يقولون : ( ربنا ءامنا ( بما أنزل أو بمن أنزل عليه أو بهما # وقال ابو البقاء : إنه حال من الضمير في ( عرفوا ) وقال السمين : يجوز الامران وكونه حال من الضمير المجرور في ( أعينهم ) لما أن المضاف جزؤه كما في قوله تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا ) # ( فاكتبنا مع الشاهدين 38 أي اجعلنا عندك مع محمد صلى الله عليه وسلم وامته الذين يشهدون يوم القيامة على ماروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أو مع الذين يشهدون بحقية نبيك صلى الله عليه وسلم وكتابك كما نقل عن الجبائي وروي بمعناه عن الحسن ومالنا لانؤمن بالله وما جاءنا من الحق ( جعله جماعة ومنهم شيخ الاسلام كلاما مستأنفا تحقيقا لايمانهم وتقريرا له بانكار سبب انتفائه ونفيه بالكلية على أن ( لانؤمن ) حال من الضمير في ( لنا ) والعامل ما فيه معنى الاستقرار أي أي شيء حصل لنا غير مؤمنين والانكار متوجه الى السبب والمسبب جميعا كما في قوله تعالى : ( ومالي أعبد الذي فطني ) ونظائره لا إلى السبب فقط مع تحقق المسبب كما في قوله تعالى ( فمالهم لايؤمنون ) وأمثاله وقيل : هو معطوف على الجملة الأولى مندرج معها في حيز القول أي يقولون ربنا آمنا الخ ويقولون مالنا لانؤمن الخ وقيل : هو عطف على جملة محذؤفة والتقدير مالكم لاتؤمنون بالله ومالنا لانؤمن نحن بالله الخ وقال بعضهم : إنه جواب سائل قال : لم آنتم واختاره الزجاج # واعترض بأن علماء العربية صرحوا بأن الجملة المستأنفة الواقعة جواب سؤال مقدر لا تقترن بالوا وذكر علماء المعاني أنه لابد فيها من الفصل إذ الجواب لايعطف على