روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی - جلد 5

شهاب الدین سید محمود آلوسی بغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

كحي مستوى القامة بادي البشرة في الكناية
عن الانسان والتعبير عن المؤمن بذلك
للأشعار بأن الصبر والشكر عنوان المؤمن
الدال على مافي باطنه والمراد على ماقيل
لكل من يليق بكمال الصبر والشكر أو
الايمان ويصير أمره إلى ذلك لا لمن اتصف به
بالفعل لأن الكلام تعليل للأمر بالتذكير
المذكور السابق على التذكير المؤدى إلى
تلك المرتبة فان من تذكر ما فاض أو نزل
عليه أو على ماقبله من النعمة والنقمة
وتنبه لعاقبة الصبر والشكر أو الايمان
لايكاد يفارق ذلك وتخصيص الآيات بالصبار
الشكور لأنه المنتفع بها لا لأنها خافية
عن غيره فان التبيين حاصل بالنسبة إلى
الكل وتقديم الصبر على الشكر لما أن الصبر
مفتاح
بسم الله الرحمن الرحيم ( وما أبرئ نفسي (
أي لاأنزهها عن السوء قال ذلك عليه السلام
: هضما لنفسه البرية عن كل سوء وتواضعا لله
تعالى وتحاشيا عن التزكية والاعجاب
بحالها على أسلوب قوله صلى الله تعالى
عليه وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر ( 1 ) أو
تحديثا بنعمة الله تعالى وابرازا لسره
المكنون في شأن أفعال العباد أي لاأنزهها
من حيث هي هي ولا أسند هذه الفضيلة اليها
بمقتضى طبعها من غير توفيق من الله سبحانه
بل إنما ذلك بتوفيقه جل شأنه ورحمته وقيل :
إنه أشار بذلك إلى أن عدم التعرض لم يكن
لعدم الميل الطبيعي بل لخوف الله تعالى (
إن النفس ( البشرية التي من جملتها نفسي في
حد ذاتها ( لأمارة ( لكثيرة الأمر ( بالسوء (
أي بجنسه والمراد أنها كثيرة الميل الى
الشهوات مستعملة في تحصيلها القوى
والآلات وفي كثير من التفاسير أنه عليه
السلام حين قال : ( ليعلم أني لم أخنه
بالغيب ) قال له جبريل عليه السلام : ولا
حين هممت فقال : ( وما أبرئ نفسي ) الخ وقد
أخرجه الحاكم في تاريخه وابن مردويه بلفظ
قريب من هذا عن أنس مرفوعا وروى ذلك عن ابن
عباس وحكيم بن جابر والحسن وغيرهم وهو إن
صح يحمل الهم فيه على الميل الصادر عن طريق
الشهوة البشرية لا عن طريق العزم والقصد
وقيل : لا مانع من أن يحمل على الثاني ويقال
: إنه صغيرة وهي تجوز على الأنبياء عليهم
السلام قبل النبوة ويلتزم أنه عليه السلام
لم يكن إذ ذاك نبيا والزمخشري جعل ذلك
وماأشبهه من تلفيق المبطلة وبهتهم على
الله تعالى ورسوله وارتضاه وهو الحري بذلك
ابن المنير وعرض بالمعتزلة بقوله : وذلك
شأن المبطلة من كل طائفة ( إلا مارحم ربي (
قال ابن عطية : الجمهور على أن الاستثناء
منقطع و ( ما ) مصدرية أي لكن رحمة ربي هي
التي تصرف عنها السوء على حد ما جوز في
قوله سبحانه : ( ولا هم ينقذون إلا رحمة منا
) وجوز أن يكون استثناء من أعم الأوقات و (
ما ) مصدرية ظرفية زمانية أي هي أمارة
بالسوء في كل وقت إلا في وقت رحمة ربي
وعصمته والنصب على الظرفية لا على
الاستثناء كما توهم لكن فيه التفريغ في
الاثبات والجمهور على أنه لايجوز إلا بعد
النفي أو شبهه نعم أجازه بعضهم في الاثبات
ان استقام المعنى كقرأت الا يوم الجمعة
وأورد على هذا بأنه يلزم عليه كون نفس يوسف
وغيره من الأنبياء عليهم السلام مائلة إلى
الشهوات في أكثر الأوقات إلا أن يحمل ذلك
على ماقبل النبوة بناءا على جواز ماذكر
قبلها أو يراد جنس النفس لاكل واحدة +
وتعقب بأن الأخير غير ظاهر لأن الاستثناء
معيار العموم ولا يرد ماذكر رأسا لأن
المراد هضم النوع البشري اعترافا بالعجز
لولا العصمة على أن وقت الرحمة قد يعم
العمر كله لبعضهم أه ولعل الأولى الاقتصار
على ما في حيز العلاوة فتأمل وأن يكون
استثناء من النفس أو من الضمير المستتر في
أمارة الراجع إليها
أي كل نفس أمارة بالسوء إلا التي رحمها
الله تعالى وعصمها عن ذلك كنفسي أومن
مفعول أمارة المحذوف أي أمارة صاحبها إلا
مارحمه الله تعالى وفيه وقوع ( ما ) على من
يعقل وهو خلاف الظاهر ولينظر الفرق في ذلك
بينه وبين انقطاع الاستثناء ( إن ربي غفور
رحيم # 35 # ) ) عظيم المغفرة فيغفر ما يعتري
النفوس بمقتضى طباعها ومبالغ في الرحمة
فيعصمها من الجريان على موجب ذلك والاظهار
في مقام الاضمار مع التعرض لعنوان
الربوبية لتربية مبادئ المغفرة والرحمة
ولعل تقديم ما يفيد االأولى على ما يفيد
الثانية لأن التخلية مقدمة على التحلية
وذهب الجبائي واستظهره أبو حيان إلى أن (
ذلك ليعلم ) إلى هنا من كلام امرأة العزيز
والمعنى ذلك الاقرار والاعتراف بالحق
ليعلم يوسف إني لم أخنه ولم أكذب عليه في
حال غيبته وما ابرئ نفسي مع ذلك من الخيانة
حيث قلت ماقلت وفعلت به ما فعلت إن كل نفس
امارة بالسوء إلا نفسا رحمها الله تعالى
بالعصمة كنفس يوسف عليه السلام إن ربي
غفور لمن استغفر لذنبه واعترف به رحيم له
وتعقب ذلك صاحب الكشف بأنه ليس موجبه إلا
ماتوهم من الاتصال الصوري وليس بذاك ومن
أين لها أن تقول : ( وما أبرئ نفسي ) بعد ما

/ 595