روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روح المعانی فی تفسیر القرآن العظیم و السبع المثانی - جلد 6

شهاب الدین سید محمود آلوسی بغدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أهلها لا سيما على ما روي من أن دخولهما
كان قبل غروب الشمس وبالأهل الثاني الجميع
على لما ورد أنهما عليهما السلام كانا
يمشيان على مجالس أولئك القوم يستطعمانهم
فلو جيء بالضمير لفهم أنهما استطعما البعض
وعكس بعضهم الأمر فقال : المراد بالأهل
الأول الجميع ومعنى إتيانهم الوصول إليهم
والحلول فيما بينهم وهو نظير إتيان البلد
وهو ظاهر في الوصول إلى بعض منه والحلول
فيه وبالأهل الثاني البعض إذ سؤال فرد فرد
من كبار أهل القرية وصغارهم وذكورهم
وإناثهم وأغنيائهم وفقرائهم مستبعد جدا
والخبر لا يدل عليه ولعله ظاهر في أنهما
استطعما الرجال وقد روي عن أبي هريرة
والله تعالى أعلم بصحة الخبر أنه قال :
أطعمتها امرأة من بربر بعد أن طلبا من
الرجال فلم يطعموهما فدعيا لنسائهم ولعنا
رجالهم فلذا جيء بالظاهر دون الضمير ونقل
مثله عن الإمام الشافعي عليه الرحمة في
الرسالة وأورد عليهما أن فيهما مخالفة لما
هو الغالب في إعادة الأول لأن فائدة
المغابرة المذكورة فيه زيادة التشنيع على
أهل القرية كما لا يخفى + واختار بعضهم على
القول بالتأكيد أن المراد بالأهل في
الموضعين الذين يتوقع من ظاهر حالهم حصول
العرض منهم ويحصل اليأس من غيرهم باليأس
منهم من المقيمين المتوطنين في القرية ومن
لم يحكم العادة يقول : إنهما عليهما السلام
أتوا الجميع وسألوهم لما أنهما على ما قيل
قد مستهما الحاجة ( !< فأبوا أن يضيفوهما >!
بالتشديد وقرأ الزبير والحسن وأبو رجاء
وأبو رزين وأبو محيصن وعاصم في رواية
المفضل وأبان بالتخفيف من الإضافة يقال
ضافه إذا كان له ضيفا وأضافه وضيفه أنزله
وجعله ضيفا وحقيقة ضاف مال من ضاف السهم عن
الهدف يضيف ويقال أضافت الشمس للغروب
وتضيف إذا مالت ونظيره زاره من الأزورار
ولا يخفى ما في التعبير بالإباء من
الإشارة إلى مزيد لؤم القوم لأنه كما قال
الراغب شدة الامتناع ولهذا لم يقل : فلم
يضيفوهما مع أنه أخضر فإنه دون ما في النظم
الجليل في الدلالة على ذمهم ولعل ذلك
الإستطعام كان طلبا للطعام على وجه
الضيافة بأن يكونا قد قالا : إنا غريبان
فضيفونا أو نحو ذلك كما يشير إليه التعبير
بقوله تعالى ( فأبوا أن يضيفوهما ) دون
فأبوا أن يطعموهما مع اقتضاء ظاهر (
استطعما أهلها ) إياه وإنما عبر باستطعما
دون استضافا للإشارة إلى أن جل قصدهما
الطعام دون الميل بهما إلى منزل وإيوائهما
إلى محل وذكر بعضهم أن في ( أبوا أن
يضيفوهما ) من التشنيع ما ليس في
أبو أن يطعموهما لأن الكريم قد يرد السائل
المستطعم ولا يعاب كما إذا رد غريبا
استضافه بل لا يكاد يرد الضيف إلا لئيم ومن
أعظم هجاء العرب فلان يطرد الضيف وعن قتادة
شر القرى التي لا يضاف فيها الضيف ولا يعرف
لابن السبيل حقه + وقال زين الدين الموصلي
إنما خص سبحانه الإستطعام بموسى والخضر
عليهما السلام والضيافة بالأهل لأن
الإستطعام وظيفة السائل والضيافة وظيفة
المسئول لأن العرف يقضي بذلك فيدعو المقيم
القادم إلى منزله يسأله ويحمله إليه انتهى
وهو كما ترى و مما يضحك من العقلاء ما نقله
النيسابوري وغيره أن أهل تلك القرية لما
سمعوا نزول هذه الآية استحيوا وأتوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل من ذهب
فقالوا : يا رسول الله نشتري بهذا الذهب أن
تجعل الباء من ( أبوا ) تاء فأبى عليه
الصلاة والسلام وبعضهم يحكي وقوع هذه
القصة في زمن علي كرم الله تعالى وجهه ولا
أصل لشيء من ذلك وعلى فرض الصحة يعلم منه
قلة عقول أهل القرية في الإسلام كما علم
لؤمهم من القرآن والسنة من قبل ( فوجدا (
عطف كما قال السبكي على ( أتيا ) ( فيها جدار
( روي أنهما التجآ إليه حيث لم يجدا مأوى
وكانت ليلتهما ليلة باردة وكان على شارع
الطريق ( يريد أن ينقض ( أي يسقط وماضيه
انقض على وزن انفعل نحو انجر والنون زائدة
لأنه من قضضته بمعنى كسرته لكن لما كان
المنكسر يتساقط قيل الأنقضاض السقوط
والمشهور أنه السقوط بسرعة كانقضاض
الكوكب والطير قال صاحب اللوامح : هو من
الفضة وهي الحصى الصغار ومنه طعام قضض إذا
كان فيه حصى فعلى هذا المعنى يريد أن يتفتت
فيصير حصى انتهى # وذكر أبو علي في الإيضاح
أن وزنه أفعل من النقض كأحمر وقال السهيلي
في الروض هو غلط وتحقيق ذلك في محله +
والنون على هذا أصلية والمراد من إرادة
السقوط قربه من ذلك على سبيل المجاز
المرسل بعلاقة تسبب إرادة السقوط لقربه أو
على سبيل الاستعارة بأن يشبه قرب السقوط
بالإرادة لما فيهما من الميل ويجوز أن
يعتبر في الكلام استعارة مكنية وتخييلية
وقد كثر في كلامهم إسناد ما يكون من أفعال
العقلاء إلى غيرهم ومن ذلك قوله : يريد
الرمح صدر أبي براء ويعدل عن دماء بني عقيل
وقول حسان رضي الله تعالى عنه : إن دهرا يلف
شملي بحمل لزمان يهم بالإحسان وقول الآخر :
أبت الروادف والثدى لقمصها مس البطون وإن

/ 531