بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يتعلق بذلك والجملة معطوفة على قوله تعالى ( وقالوا مال هذا الرسول ) إلى آخره ووضع الموصول موضع الضمير للتنبيه بما في حيز الصلة على أن ما يحكى عنهم في الشناعة بحيث لايصدر عمن يرجو لقاء الله عز وجل والرجاء في المشهور الأمل وقد فسر أحدهما بالآخر أكثر اللغويين وفي فروق ابن هلال الأمل رجاء يستمر ولذا قيل للنظر في الشيء إذا استمر وطال تأمل وقيل : الأمل يكون في الممكن والمستحيل والرجاء يخص الممكن وفي المصباح الأمل ضد اليأس وأكثر ما يستعمل فيما يبعد حصوله والطمع يكون فيما قرب حصوله والرجاء بين الامل والطمع فان الراجي يخاف أن لايحصل مأموله ولذا استعمل بمعنى الطمع انتهى وفسره أبو عبيدة وقوم بالخوف وقال الفراء : هذه الكلمة تهامية وهي أيضا من لغة هذيل إذا كان مع الرجاء جحد ذهبوا به إلى معنى الخوف فيقولون : فلان لايرجو ربه سبحانه يريدون لايخاف ربه سبحانه ومن ذلك ( مالكم لاترجون لله وقارا ) أي لاتخافون لله تعالى عظمة وإذا قالوا : فلان يرجو ربه فهذا على معنى الرجاء لا على معنى الخوف وقال الشاعر : إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عواسل وقال آخر : لايرتجي حين يلاقي الذائذا أسبعة لاقت له أو واحدا انتهى وذكر أن استعمال الرجاء في معنى الخوف مجازا لأن الراجي لأمر يخاف فواته وأصل اللقاء مقابلة الشيء ومصادفته وهو مراد من قال : الوصول إلى الشيء المماسة ويطلق على الرؤية لأنها وصول إلى المرئي ولقاؤه تعالى هنا كناية عن لقاء جزائه يوم القيامة أو المراد ذلك بتقدير مضاف والمعنى على التفسير المشهور للرجاء وقال الذين لايأملون لقاء جزائنا بالخير والثواب على الطاعة لتكذيبهم بالبعث كذا قيل وقيل : المراى به رؤيته تعالى في الآخرة والرجاء عليه بمعنى دون الخوف إذ لامعنى لكون الرؤية مخوفة وهو خلاف الظاهر وإن لم يأبه ما بعد إذ يكون المعنى عليه إن الذين لايرجون رؤيتنا في الآخرة التي هي مظنة الرؤية لكثير من الناس اقترحوا رؤيتنا في الدنيا التي ليست مظنة لذلك وقد يقال : نفي رجاء لقائه تعالى كناية عن انكار البعث والحشر ولعله أولى مما تقدم أي وقال الذين ينكرون البعث والحشر ( لولا أنزل علينا الملائكةأي هلا أنزلوا علينا فيخبرونا بصدق محمد صلى الله عليه وسلم ( أو نرى ربنا ( فيخبرنا بذلك كما روي عن ابن جريج وغيره وفي طلب إنزال ملائكة للتصديق دون انزال ملك إشارة إلى أنهم بلغوا في التكذيب مبلغا لاينفع معه تصديق ملك واحد وإذا اعتبرت أل في الملائكة للاستغراق الحقيقي كانت الاشارة إلى قوة تكذيبهم أقوى وتزداد القوة إذا القوة إذا اعتبر في ( علينا ) معنى كل واحد منا ولم يعتبر توزيع ويشير أيضا إلى قوة ذلك تعبيرهم بالمضارع الدال على الاستمرار التجددي في أو ( نرى ربنا ) كأنهم لم يكتفوا برؤيته تعالى واخباره سبحانه بصدق رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يروه سبحانه ويخبرهم مرارا بذلك ولا يأبى قصد الاستمرار من المضارع كون الأصل في لولا التي للتحضيض أو العرض أن تدخل على المضارع وما لم يكن مضارعا يؤول به ولعل عدولهم إلى الماضي في جانبإنزال الملائكة المعطوف عليه وإن كان في تأويل المضارع على نحو ما قدمنا في تفسير قوله تعالى ( لولا أنزل اليه ملك ) فتذكر فما في العهد من قدم + وقيل : المعنى لولا أنزل علينا الملائكةفيبلغون أمر الله تعالى ونهيه بدل محمد صلى الله عليه وسلم أو نرى ربنا فيخبرنا بذلك من غير توسيط أحد ورجح الأول بأن السياق لتكذيبه صلى الله عليه وسلم وحاشاه ثم حاشاه من الكذب والتعنت في طلب مصدق له عليه الصلاة والسلام لا لطلب من يفيدهم الأمر والنهي سواه صلى الله عليه وسلم ولا نسلم أن ( لولا أنزل علينا الملائكة ) يتكرر عليه مع لولا أنزل عليه ملك السابق لظهور الفرق بين المطلوبين فيهما ولو فرض لزوم التكرار بينهما فهو لايضر كما لايخفى وانتصر للاخير بأن المقام ليس الا لذكر المكذبين وحكاية أباطيلهم الناشئة عن تكذيبهم وقد عد فيما سبق بعضا منها متضمنا تعنتهم في طلب مصدق له صلى الله عليه وسلم فالأولى أن يكون ما هنا حكاية نوع آخر منها ليكون أبعد عن التكرار وأدل على العناد والاستكبار ولعل قوله تعالى ( لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا # 12 # ) ) أنسب بما ذكر ومعنى استكبروا في أنفسهم أوقعوا الاستكبار في شأنها وعدوها كبيرة الشأن وفيه تنزيل الفعل المتعدي منزلة اللازم كما في قوله : # يجرح في عراقيبها نصلي # والعتو تجاوز الحد في الظلم وهو المصدر الشائع لعتا واللام واقعة في جواب القسم أي والله لقد استكبروا في شأن أنفسهم وتجاوزوا الحد في الظلم والطغيان تجاوزا كبيرا بالغا أقصى غايته حيث كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام ولم ينقادوا لبشر مثلهم يوحى اليه في أمرهم ونهيهم ولم يكترثوا بمعجزاته