بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
قبلها أن الأولى ختمت بفضل الله تعالى وافتتحت هذه بما هو من ذلك وقال بعض الأجلة ذلك : لما كان في مطلع الأولى ذكر صفاته تعالى الجليلة ومنها الظاهر والباطن وقال سبحانه : ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم ) افتتح هذه بذكر أنه جل وعلا سمع قول المجادلة التي شكت إليه تعالى ولهذا قالت عائشة فيما رواه النسائي وابن ماجه والبخاري تعليقا حين نزلت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله تعالى ( قد سمع ) الخ وذكر سبحانه بعد ذلك ( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) الآية وهي تفصيل لأجمال قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) وبذلك تعرف الحكمة في الفصل بها بين الحديد والحشر مع تواخيهما في الأفتتاح بسبح إلى غير ذلك مما لا يخفى على المتأهل + ( ( بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله ( بإظهار الدال وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن محيصن بادعائها في السين قال خلف بن هشام البزاز : سمعت الكسائي يقول : من قرأ قد سمع فبين الدال فلسانه أعجمي ليبس بعربي ولا يلتفت إلى هذا فكلا الأمرين فصيح متواتر بل الجمهور على البيان ( قول التي تجد لك في زوجها ( أي تراجعك الكلام في شأنه وفيما صدر عنه في حقها من الظاهر وقريء تحاورك والمعنى على ما تقدم وتحاورك أي تسائلك ( وتشتكي إلى الله ( عطف على ( تجادلك ) فلا محل للجملة من الأعراب وجوز كونها حالا أي تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى وفيه بعد معنى ومع هذا يقدر معها مبتدأ أي وهي تشتكي لأن المضارعية لا تقترن بالواو في الفصيح فيقدر معها المبتدأ لتكون إسمية واشتكاؤها إليه تعالى إظهار بثها وما أنطوت عليه من الغم والهم وتضرعها إليه عز وجل وهو من الشكو وأصله فتح الشكوة وإظهار ما فيها وهي سقاء صغير يجعل فيه الماء ثم شاع في ذلك وهي امرأة صحابية من الأنصار اختلف في اسمها واسم أبيها فقيل : خولة بنت ثعلبة بن مالك وقيل : بنت خويلد وقيل : بنت حكيم وقيل : بنت الصامت وقيل : خويلة بالتصغير بنت ثعلبة وقيل : بنتمالك بن ثعلبة وقيل : جميلة بن الصامت وقيل : غير ذلك والأكثرون على أنها خولة بنت ثعلبة بن مالك الخزرجية وأكثر الرواة على أن الزوج في هذه النازلة أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت وقيل : هو سلمة بن حجر الأنصاري والحق لهذا قصة أخرى والآية نزلت في خولة وزوجها أوس وذلك أن زوجها أوسا كان شيخا كبيرا قد ساء خلقه فدخل عليها يوما فراجعته بشيء فغضب فقال : أنت علي كظهر أمي وكان الرجل في الجاهلية إذا قال ذلك لامرأته حرمت عليه وكان هذا أول ظهار في الأسلام فندم من ساعته فدعاها فأبت وقالت : والذي نفس خولة بيده لاتصل إلى وفد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم فينا و فأتت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلا سني ونثرت بطني أي كثر ولدي جعلني عليه كأمه وتركني إلى غير أحد فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشني بها وإياه فحدثني بها فقال عليه الصلاة والسلام : والله ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن وفي رواية ما أراك إلا قد حرمت عليه قالت : ما ذكر طلاقا وجادلت رسول الله عليه الصلاة والسلام مرارا ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك شدة وحدتي وما يشق علي من فراقه وفي رواية قالت : أشكو إلى الله تعالى فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك اللهم فأنزل على لسان نبيك وما برحت حتى نزل القرآن فيها فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : يا خولة أبشري قالت : خيرا فقرأ عليه الصلاة والسلام عليها ( قد سمع الله الآيات ) وكان عمر رضي الله تعالى عنه يكرمها إذا دخلت عليه ويقول : قد سمع الله تعالى لها + وروي ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات أنها لقيته رضي الله تعالى عنه وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها ووضع يده على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت فقال له رجل : يا أمير المؤمنين حبست رجال قريش على هذه العجوز قال : ويحك أتدري من هذه قال : لا قال : هذه امرأة سمع الله تعالى شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف حتى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها وفي رواية للبخاري في تاريخه أنها قالت له : قف يا عمر فوقف فأغلظت له القول فقال رجل : يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم فقال رضي الله تعالى عنه : وما يمنعني أن أستمع إليها وهي التي استمع الله تعالى لها فأنزل فيها ما أنزل ) قد سمع الله ) الآيات والسماع مجاز عن القبول والإجابة