رویا الشعبیة فی الخطاب الملحمی عند العرب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رویا الشعبیة فی الخطاب الملحمی عند العرب - نسخه متنی

یوسف اسماعیل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التردي الداخلي على مستوى اللا شعور في
مواجهة واقع لا يستطيع مقاومته.
شكل ذلك الوضع بمجمله تهديداً لكيان
الشعب العربي الإسلامي وانتمائه وتراثه
وهويته الوطنية، ونظرته إلى الوجود. فخضع
لقدر الحياة. وخنع لما تجري به الأيام
واستكان لما تجلبه الحوادث. وضعفت لديه
روح الإقدام التي كان يؤججها في النفوس
إعداد الجيوش. واقتحام الحروب في عصر
القوة والوحدة والازدهار فأصابه الخوف
والقلق من كل طارئ وجديد.
وركن إلى الماضي وخشي التجريب واقترب من
المألوف والقديم والتقليدي.
وأما الانكفاء على الذات كان لابدّ من
وسائل حماية ذاتية تركن إليها نفس
المواطن، وتطمئن إليها أحلامه فكان
الماضي المزدهر اقتصادياً واجتماعياً
وسياسياً وثقافياً، وباستلهام الفرد لذلك
الماضي يجابه المتسلطَيْن، الداخلي
والخارجي. وبالانتماء إلى الماضي يحقق
انتماءه إلى أمة قوية، يجسد بها حصناً
دفاعياً، يتيح له تصريف العدوانية
المتراكمة.^(^^)
ويرتبط التمسك بالماضي والعودة إليه بحجم
الآلام المعنوية الحاضرة من ناحية،
وبإغراءات الماضي المزدهر من ناحية أخرى.
وفي تمثله ـ أي الماضي ـ يكتسب وسيلة
لاستنهاض الهمة واستعادة الثقة بالنفس من
خلال الإنجازات الذاتية، ممّا يدفع إلى
تحمل مرارة الإخفاق وفقدان الاعتبار
الذاتي.
وفي تلك العودة إلى الماضي تحدث عمليتان.
الأولى: تزيين الماضي من خلال طمس عثراته
من ناحية. والمبالغة في إظهار إنجازاته من
ناحية أخرى، فيتحول بذلك إلى عالم سحري.
يحقق المجد، ويعيد الاعتبار للذات
المهزومة التي تلغي الزمن من خلال اختزاله
في بعده الماضي فقط؛ إذ الحياة هي الماضي
وحده ولا شيء غيره، أمّا الحاضر فهو
اللحظة العابرة المتبدلة التي يجب أن لا
يقف عندها الإنسان، بينما لا يدخل
المستقبل في الحسبان.
الثانية: اختيار الراوي الجمعي من الماضي
ما يلائم موقفه الشعوري الخاص. وفي ضوء ذلك
الاختيار تصبح السيرة الشعبية واحدة من
أوليات الدفاع عن الذاتين: الجمعية
والفردية لدى المجتمع الذي أنتجها.
لعلّه غدا من الواضح أن المفاتيح الثلاثة
"الارتكاز، التماثل، الواقع" تتحكم
بالخطاب الملحمي عند العرب، فهي بمثابة
المؤطر الفني الذي يقيم علاقة تفاعل بين
مجموعة العناصر المشكلة لنسيج الملحمة.
ولا بد من امتلاك تلك المفاتيح لدى أية
مقاربة فعالة تهدف إلى الكشف عن مضمون ذلك
الخطاب.
وسنحاول توضيح ذلك من خلال التطبيق على
ملحمة الأميرة ذات الهمة، تحدونا الرغبة
في الكشف عن البنية الدلالية التي توحي
بها المفاتيح الثلاثة وليس الخطاب
المباشر لنص الملحمة. أي الكشف عن صيغة
الخطاب بوجهيه السلبي والإيجابي، للوصول
إلى ملامسة الوعي للشعب المنتج بسمتيه،
التعويضية /الاستلابية، والرؤيوية/
الحلمية".
والسمتان مندغمتان في بنية دلالية واحدة
تفضي الواحدة منهما إلى الأخرى. حيث تقتضي
التعويضية الرؤيوية. والعكس صحيح. ولكي
يصل الراوي إلى نسج "الرؤية التعويضية"
عليه أن يسلب التاريخ أمانته وعلميته، بل
عليه أيضاً أن يعيد خلق التاريخ، ولكن
بمادة العصر بالوعي المعرفي والجمالي
والاجتماعي.. أي عليه أن يفكك الموروث
التاريخي ليبني تاريخه المعاصر، ولأن
رؤيته التعويضية رؤيا حُلمية فهو لن يخضع
لنسق من الوعي لا ينسجم ووضعيته الكائنة
في اللحظة الإبداعية.
الفصل الثاني:
ملخص سيرة الأميرة ذات الهمة
أين ومتى ألّفت السيرة؟
تجدر الإشارة في البداية إلى أن النتاج
الأدبي الشعبي المكتمل كسيرة الأميرة ذات
الهمة لم ينشأ منذ البداية مكتملاً وإنما
تعد الصورة المكتملة لهذا النتاج المرحلة
الأخيرة التي تطور إليها عن طريق الرواية
الشفوية.
فالسيرة جمعت بين أخبار كانت تروى في زمن

/ 61