توظیف التراث فی الروایة العربیة المعاصرة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

توظیف التراث فی الروایة العربیة المعاصرة - نسخه متنی

محمد ریاض وتار

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حيث يتوازى خط سير السرد الروائي مع خط سير
السرد الحكائي، وثانيهما الشكل التخالفي
أو التعاكسي، وفيه يعاكس السرد الروائي
السرد الحكائي، ويمشي في الاتجاه المعاكس
له. ويتناول الاختلاف الحكاية الإطارية
والحكايات الفرعية المتولدة عنها.
- تحطيم الحكاية الإطارية في روايتي
"ليالي ألف ليلة" و"رمل الماية، فاجعة
الليلة السابعة بعد الألف": تبدأ رواية
"ليالي ألف ليلة" من النقطة التي توقف
عندها السرد في ألف ليلة وليلة^(^^)، أي من
النهاية التي شهدت عفو شهريار عن شهرزاد،
وتوقفه عن قتل العذراوات.
ينفتح السرد على الوزير دندان، والد
شهرزاد، وهو يستعد للذهاب إلى قصر
السلطان، لمعرفة مصير ابنته بعد نهاية
الحكايات التي دامت ألف ليلة وليلة. وإذا
كانت شهرزاد قد توقفت عن الحكي فإن خيط
الحكي سيمتد على مستوى آخر يختلف عن
المستوى الذي قام عليه في ألف ليلة وليلة،
وسيحصل الحكي على مشروعية امتداده
واستمراره من تغير مبدأ الحكي من العجيب
في ألف ليلة وليلة، حيث يحفز العجيب على
متابعة السرد، من خلال إشباع فضول شهريار
إلى معرفة الغريب والعجيب من الحكايات،
إلى الشر^(^^) الذي بنيت عليه حكايات "ليالي
ألف ليلة" التي انتهت كل واحدة منها بالقتل
نتيجة ارتكاب الشخصيات للآثام والذنوب،
بدافع الطمع والحسد.. وهكذا، قام الانتقام
من الحكاية "ألف ليلة وليلة" إلى الرواية
"ليالي ألف ليلة" على تغير مبدأ الحكي من
"يستمر الحكي ما دام العجيب موجوداً" إلى
"يستمر الحكي ما دام الشر موجوداً". إن
انتقال مبدأ الحكي من العجيب، بوصفه يرتبط
بالخرافي والخيالي، إلى الشر دليل على
رغبة الرواية في مفارقة الحكاية
الخرافية، وتأسيس السرد على الاجتماعي
والواقعي، بدلاً من الخرافي والخيالي،
بوصف الشر نتيجة لعلاقة الإنسان بالآخر
والمجتمع. وقد جاء استبدال الشر بالعجيب
على مستوى مبدأ الحكي متوافقاً مع ما نهدت
إليه الرواية، وهو استبدال ما يحدث بما
حدث، من خلال تحويل الخيالي إلى واقع^(^^).
وهكذا، أعادت رواية "ليالي ألف ليلة" سرد
حكايات ألف ليلة وليلة على أنها حكايات
راهنة، تحدث في حاضر السلطنة، لا في
الماضي، يقول شهريار لشهرزاد: "تكرار
الحكايات آية صدّقها يا مولاي"^(^^). إن صدق
الحكاية هو ما تسعى إليه الرواية. وهكذا،
تضفي الرواية على مفهوم الحكاية بعداً
آخر، و مدلولاً جديداً، يثمن الحكاية بدل
أن يحتقرها.
أما رواية "رمل الماية، فاجعة الليلة
السابعة بعد الألف" فترفض انتهاء الحكاية،
وتفتح ملفها من جديد، منطلقة من الشك في كل
ما روته شهرزاد للملك شهريار، ووصفه بأنه
غير حقيقي، وأن شهرزاد خبأت عن الملك
شهريار الحقيقة التي يتكفل السرد الروائي
بإخراجها إلى النور.
وقد قامت دنيا زاد بمهمة سرد الحقيقة التي
خبأتها أختها شهرزاد عن الملك شهريار،
وبدأت من حيث انتهت أختها، معلنة عن تمديد
السرد من النقطة التي توقف عندها، وهي
حكاية "فاطمة العرة وزوجها معروف
الإسكافي"، حيث سكتت شهرزاد للمرة
الأخيرة. توسع رواية "رمل الماية" مفهوم
الحكاية من خلال إعادة سردها من جديد،
وتعلي من شأنها، بوصفها "السر الوهاج"^(^^)
الذي يختزل في داخله تاريخاً أريد لـه أن
يزيف، وحقيقة أريد لها أن تمحى، وصراعاً
يسعى كل طرف فيه إلى الخروج منتصراً. إن
الحكاية التي تريد الرواية سردها هي حكاية
الليلة السابعة بعد الألف، ولما كانت
الرواية استمراراً لألف ليلة وليلة فإن
ثمة ست ليال تشكل الزمن الذي تعنى الرواية
بسرد الأحداث التي وقعت فيه، بدءاً من
انحراف السلطة الدينية والسياسية، ممثلة
بمعاوية بن أبي سفيان، وعثمان بن عفان عن
الديمقراطية والاشتراكية والعدالة
والمساواة، حين أقدما على نفي أبي ذر
الغفاري، لأنه جهر بالثورة ضد السلطة،
مروراً بسقوط غرناطة، وانتهاءً بالتاريخ
الراهن الذي تطرحه الرواية على أنه امتداد
للماضي، من حيث اغتصاب السلطة، وقمع
الحريات، وإذلال الشعب، والتواطؤ مع
الأجنبي الذي يساعد السلطة في إنهاء
الحكاية بالطريقة التي تريدها. وهكذا،
تطرح رواية "رمل الماية" مفهوماً جديداً
للحكاية، هو مفهوم الصراع الدائر بين
السلطة والشعب في الماضي والحاضر.
إن الحكاية - كما يقدمها السرد الروائي -
تبدو مشدودة إلى طرفين متناقضين
ومتصارعين: السلطة التي تعمل على إخفاء
الحقيقة، مستخدمة لأجل ذلك الوراقين
الذين يكتبون التاريخ بالطريقة التي تعجب
السلطة، والشعب الذي يتعرض للقمع
والمحاصرة والتجويع والتعذيب والتضليل.
ولما كانت السلطة تريد أن تنتهي الحكاية/
حكاية الصراع بالطريقة التي تفضلها، و
تحرص عليها، وهذا ما عبر عنه شهريار بن

/ 117