روایة و التحولات فی الجزائر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روایة و التحولات فی الجزائر - نسخه متنی

مخلوف عامر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مخلوف عامر
الروايــة
والتحوّلات في الجزائر
(دراسات نقدية في مضمون الرواية المكتوبة
بالعربية)
دراســـة
قبل البدء
تشكل هذه المقالات حصيلة متابعات للحركة
الأدبية دامت سنوات طوالاً.
وقد كُتبت في فترات متقطعة، متقطعة بسبب
طبيعة العمل الذي لم يكن يسمح باستقرار
دائم، ولا بالبحث المتأني المنتظم، ثم
بسبب ما فرضته العشرية الأخيرة من تشرّد
وعيش مضطرب.
وبما أن معظم الأدباء في بلادنا قد عزفوا
عن النقد وآثروا كتابة الشعر والقصة
والرواية في الوقت الذي يشتكون فيه دوماً
-من غياب النقد- فقد اخترت منذ بداياتي
تجريب الكتابة، طريق المحاولات النقدية.
ولا أزعم أنها ترضيني، فضلاً عن أن ترضي
الآخرين، لأني أدرك جيداً مدى افتقارها
إلى الاستفادة من المناهج النقدية
المتطورة.
ولعل هذا ما يفسر نزوع هذه المحاولات نحو
التركيز على المضمون. لكن هذا الميل ذاته
تبرّره طبيعة الإنتاج الأدبي موضوع النقد.
إذ مهما اجتهد الروائيون المعنيون في
اصطناع تقنيات جمالية مستحدثة وسعيهم
لخلق بنيات فنية جديدة، إلا أن المضمون هو
الذي يكشف عن وجهه قبل أي مظهر من مظاهر
الشكل.
ولما تبيّن لي أن حرب التحرير والثورة
الاجتماعية تمثلان مرتكزاً يحضر في سائر
الأعمال الأدبية -إلا ما ندر- فقد رأيت من
المفيد أن أرصد المنطلقات والمفاهيم التي
يستند إليها الكُتّاب في بلورة رؤاهم.
ولكني حاولت أيضاً- وفي حدود الإمكان- أن
أتعرف إلى طبيعة الأدوات الفنية المكرورة
منها والمبتكرة عند جيل من الأدباء
عايشتهم منذ فترة السبعينيات الخصبة.
وذلك اقتناعاً مني بأن طبيعة النص الأدبي
هي التي تُملي على القارئ /الناقد الجانب
المثير فيه والذي يستحق الدرس والمعالجة،
وهذا ما جعلني أتتبع مفهوم الحرب والثورة
أو علاقة النص بالخطاب السياسي أو دلالة
الارتداد أو دلالة الصورة الأدبية أو أثر
الإرهاب في الكتابة الروائية حسب طبيعة
النصوص وتمايزها.
وكل أملي أن أكون قد عبّرت عن حضور ما،
وبصوت قد يبدو للبعض مبحوحاً أحياناً،
لكني وجدته أفضل من الانسحاب إلى دهاليز
الصمت.
-مدخل-
كل من يهتم بالحركة الأدبية في بلادنا
ويتتبعها يلاحظ في يسر كثرة الكلام عن
أزمة النقد الأدبي. ومن غير شك إنّ لهذا
الكلام جذوراً، كما أن هناك اختلافاً في
طبيعة الأزمة ذاتها وفي تحديد هذه الجذور.
فالأعمال النقدية في الجزائر -على ندرتها-
بدأت بأسلوب أكاديمي كلاسيكي، سواء أتعلق
الأمر بنظرات "رمضان حمود" النقدية أم
بجهود الدكتورين "محمد مصايف" و"عبد الله
ركيبي".
ولكنها مرحلة طبيعية لا يسعنا إلاّ أن
نقدر مجهودات الذين ساهموا فيها. وأما
الحديث عن الأزمة فهو حديث طبيعي أيضاً،
لكنها أزمة هذا المنهج القديم وليست أزمة
عامة مطلقة، هي أزمة إبداع أيضاً إلى حدٍ
ما، لأن وجود نقد أدبي راق يتطلب وجود
إبداع راق أيضاً.
ولقد ظهرت في الساحة الأدبية وجوه تحاول
أن تتجاوز النقد التقليدي إلاّ أن ما يغلب
على محاولاتها أنها تنحو في معظم الأحيان
منحى نظرياً يبدو فيه اطلاع كبير على أحدث
النظريات النقدية كالبنيوية مثلاً، غير
أن الصلة بالنظريات المعاصرة بقيت على
صعيد التنظير واجترار التنظير.
ولا أحد ينكر أهمية النظرية ودورها
بوصفها عصب التفكير، فالممارسة بدونها
عمياء لا تهتدي إلى الطريق السوي ولكن

/ 54