ولایة الفقیه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولایة الفقیه - نسخه متنی

السید مصطفی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وسجيتهم، فالاخرة أحوج إلى المنبهات والموجهات قطعا وطبعا. الرسول الاعظم كان متكفلا لجيمع الامور برمتها ولكن ليس هذا يرجع إلى أنه غير قابل لان يتصدى العائلة البشرية - في أمر دنياهم وما يحتاجون إليه - لتشكيل الحكومة والنظام العسكري والبلدي، أو غير مأمورين بذلك، حتى يتوهم أن اللازم من ذلك ما يتوقف عليه الهداية إلى دار الاخرة. وبعبارة اخرى: أن الزعامة وتشكيل الحكومة كان لبسط الاسلام وتعريفه إلى المجتمع في ذلك اليوم، وإصغاء الاخرين إلى يوم

القيامة، حتى لا يزول بزوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تكفل بهذه الامور السياسية لحفظ الديانة من الاندراس، ولو كان الاسلام يمشي في البلاد بموافقة ملوك الامصار، لما كان (صلى الله عليه وآله وسلم) ينظم الحكومة ويشكل الزعامة والسلطنة، فإن هذا التوهم باطل غير سديد جدا، لما نجد في القوانين الاسلامية ما يفي بسعادة البشر في جميع شؤونه وفي كافة اموره، ضرورة أن الاسلام له قوانين في شتى المراحل والمنازل، وفي مختلف الجهات المرتبطة بالافراد والاحاد وبالمجتمعات والجماعات، فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وقد أحصاها، فهو دين الدينا والاخرة. وليس كلمة الدين - كما يتبادر منه بدوا - ما كان يوجه البشر إلى الاخرة محضا، بل الدين هي السياسة العظمى الكافلة لجميع أنحاء السعادات الجزئية والكلية، الدنيوية والاخروية، ولذلك نجد أن الاسلام جامع شتات المسائل الروحية والمادية والفردية والاجتماعية، بخلاف سائر القوانين والملل، فإن قوانينهم الاساسية قاصرة عن الاحكام الفردية والروحية، بل هي قواصر حتى في امور دنياهم، والتفصيل يطلب من مواقف اخر. حول أن التوصية وجعل القيم من شعب الرسالة العامة ولعمري إنه إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم الرسل، ولا يأتي من بعده نبي ولا رسول، وكان شغل الرسول الاعظم الختمي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الذي

أسمعناك، فهل يمكن أن نلتزم بأن يكون دينه بلا وصي ولا قيم في مختلف الامصار والاعصار، لا في عصر خاص دون عصر؟! أفنحتاج إلى الدليل اللفظي على لزوم تصديه لما يلزم من إهما له الهرج والمرج، بالامر وبإصدار الفرمان بتشكيل إحدى الحكومات الممكنة من المشهورات في هذا العصر، وهي الحكومة الجمهورية أو المشروطة أو الاستبدادية أو غير ذلك من أنحائها؟! أفلا يكون عليه - فرارا عن الفساد في البلاد على العباد - تعيين الوظيفة بنحو الكلي للمسلمين وزعمائهم وأكابرهم؟! فهل يوجد عاقل في العالم لا يقول بالتصدي لمثل ذلك، بعد ما يجد قول الله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) (1)؟! أو ترضى أن تقول: إن الله تعالى تقضي رحمته الواسعة وعفوه الكريم ولطفه العميم ببعث الرسل وإنزال الكتب، ولا تقضي بأزيد من ذلك، وهو أن يأمر الرسول بتعيين الوظيفة للمسلمين في طول الدهر ومدى الايام، ولا سيما بعد كونه خاتم الرسل والانبياء، وبعده ينقطع الوحي والتنزيل، أم العقل السليم والذهن المستقيم لا يصطفي ذلك، ولا يحتمله في حقه تعالى، فإن ذلك من شعب تلك الرسالة العظيمة، ومن أغصان هذه الشجرة الطيبة. أو ترضى أن يتكفل بأمر الاسلام، الذي اهريق لبنائه دماء الافاضل، 1 - الزمر (39): 30.

وهتك لاجله أعراض الاماجد في جميع الازمان، لا الزمن الخاص المحدود بالحدود المتناهية - ولاسيما إذا تناهت إلى خمسين ومائتي عام على المذهب الحق - أم يجب على الله تعا لى، كما يجب عليه إرسال الرسل وإنزال الكتب، أن يتكفل بعائلة البشر دينا ودنيا بعد ما ينقطع الوحي إلى الابد. وهذا معنى ما اشتهر عنا: أن العلماء في هذه الامة كأنبياء بني إسرائيل (1)، لانهم أنبياء عن الرسول الاعظم بعد وصول الكتاب الالهي إليهم، والمتون النبوية لديهم، وإلى هذه البارقة الالهية يشير ما في الاحاديث: أن الفقهاء امناء الرسل (2)، وأنهم حصون الاسلام (3)... وهكذا. فلعمري إن هذه المسألة لا ينبغي أن تعد من النظريات، بعد الغور فيما هو السبب لبعثة الانبياء والرسل، ما هو سر لطفه تعالى بالرعية، ولاجل وضوح المسألة لا يوجد في الكتاب والسنة ما يفي - حسب المصطلحات الاخيرة - بإثبات هذه الحكومة الكلية لغير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من يحذو حذوه، لما يشكل تارة في سنده، واخرى في دلالته

/ 25