تقریر عن المؤتمر الدولی الخامس للوحدة الإسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تقریر عن المؤتمر الدولی الخامس للوحدة الإسلامیة - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تقرير عن المؤتمر الدولي الخامس للوحدة الإسلاميّة

الأمانة العامة للمجمعالعالمي

للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة

تحت إشراف مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة افتتح المؤتمر الدولي الخامس للوحدة الإسلاميّة تحت عنوان(رواد التقريب) وذلك يوم الأحد المصادف 15 ربيع الأول عام(1413 هـ) بحضور عدد من العلماء والمفكرين الإسلاميين من داخل البلاد وخارجها في فندق الاستقلال بطهران.

وقد امتاز هذا المؤتمر بعالميته، حيث اشترك فيه نحو(350) شخصية من علماء المسلمين ومفكر يهم. وقد ألقى الأمين العام كلمة بارك فيها للحاضرين ذكرى ميلاد الرسول الأكرممحمد المصطفى ـ صلى الله عليه وآله ـ وذكرى ميلاد الإمام الصادق (عليه السلام) وأسبوع الوحدة، ومما جاء في كلمته:

(إن اقتران ذكرى ميلاد الرسول الأكرم ـ صلى اللهعليه وآله ـ بذكرى ميلاد الإمام الصادق (عليه السلام) هو من المرتكزات الأساسية للوحدة الإسلاميّة؛ لأن الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ هو رمز وحدة المسلمين،والإمام الصادق (عليه السلام) الذي يرتبط به روؤساء المذاهب الفقهية الإسلاميّة بعلاقة خاصة هو الذي ألهمنا ودعانا إلى التقريب بين المذاهب الإسلاميّة.

وبعدانتصار الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ طرحت مسألة الوحدة والتقريب، باعتبارهما محوراً للحركة الإسلاميّة في العالم في الوقتالحاضر، وقد خلفه في حمل لواء التقريب بين المذاهب الإسلاميّة اليوم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي حفظه الله .

وقد افتتح المؤتمر بخطاب سماحة الشيخ الناطقالنوري رئيس مجلس الشورى الإسلامي ، حيث بارك ذكرى ميلاد النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ ، والإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وقال:(ليس معنى إيجاد الوحدة هو أن نجمعالمذاهب كلها في مذهب واحد يتفق عليه الجميع ونطرح المذاهب الأخرى جانباً،

ولامعناها أن نجعل من المذاهب المختلفة مذهباً جديداً اعتماداً على المشتركاتالموجودة بين المذاهب، ولا يدعي دعاة الوحدة التنازل عن بعض متينياتهم من الأصول والفروع في سبيل إيجاد الوحدة، بل أن الهدف هو: أن يقوم المسلمون ومن خلال المشتركاتبإيجاد وحدة فيما بينهم.

إن المسلمين لديهم رؤية كونية وثقافة وحضارة ونبي ورب وقبلة وآداب وسنن واحدة يستطيعون بموجبها أن يشكلوا امة واحدة، وأن يقفوا أمامأعداء الله والإسلام، لذا فإن المسلمين ومن أجل الوصول إلى الوحدة يجب أن يتنازلوا عن بعض حقوقهم للوصول إلى حق أعلى.

إن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) يعتبرأول رائد لوحدة المسلمين، وتقدم قبل الجميع لأجل وحدة المسلمين، غض النظر عن حقه لأجل حفظ الإسلام، وكذا سيرة الأئمة الباقين من أهل بيته (عليه السلام)، فمثلاً: كانالإمام الصادق (عليه السلام) يوصي طلا به من الشيعة والسنة بضرورة التقارب، كما أنه في زمان غيبة الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ كان هناك علماء أعلام من رواد التقريب:كالشيخ الطوسي، والمرحوم الفيض الكاشاني، والسيد جمال الدين الحسيني، وآية الله

الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، والسيد محسن الأمين، والسيد شرف الدين،والحاج الشيخ حبيب آل مهاجر، والشيخ محمود شلتوت، وآية الله البروجردي، والإمام الخميني رضي الله عنهم.

إن الإمام الخميني كان قد تحدى أعداء الإسلام ونادىبنداء الوحدة منذ بداية جهاده. وأما في الوقت الحاضر فإن قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيد علي الخامنئي هو رائد الوحدة الإسلاميّة ، حيث أمر بتشكيل(مجمع التقريببين المذاهب الإسلاميّة ) ومجامع أخرى، وأصدر البيانات في هذا المجال.

إن الاستكبار العالمي والاستعمار كانا يخافان طول التاريخ من عدة وعدد المسلمين، لأنهماعلى علم من أن المسلمين يشكلون أكثر من مليار مسلم يستطيعون ـ ومن خلال الاستفادة من مختلف إمكاناتهم الطبيعية والظروف الجغرافية ـ أن يقفوا ضد الأعداء بأفضل ما يمكنويشكلون بالتالي خطراً(جدياً) يهدد الاستكبار.

لذا قام الاستعمار ـ ومن أجل القضاء على البلدان غير التابعة لنفوذه ـ بزرع التفرقة بين هذه البلدان، فأضرمالمستعمرون ـ بالإفادة من شعار(فرق تسد) ـ نار الحروب بين شعوب العالم، واستطاعوا بهذه الخطة ـ ومن خلال طرحهم بحوثاً غوغائية في المسائل الجزئية بين المذاهب الإسلاميّة ـ أن يفرقوا بينهم.

وبعد انتصار الثورة الإسلاميّة واستقرار النظام فإن مسألة المذاهب قد حلت في الجمهورية الإسلاميّة ، بحيث وصل الأمر في الوقت الحاضر إلىانتخاب ممثلين من أهل السنة في بعض المدن التي تسكنها أكثرية من الشيعة).

ثم تحدث بعده الشيخ التسخيري، الأمين العالم للمجمع العالمي لأهل البيت (عليه السلام) حولضرورة الوحدة الإسلاميّة ، وقال:(إن البشرية اليوم ـ وبعد سقوط الخرافات والأفكار الهدامة ـ على أعتاب حركة وتحول كبير، ومن هذه الخرافات: خرافة عدم إمكان العيش من دونالاتكاء على إحدى الدول الكبرى، وخرافة عدم وجود نظرية اجتماعية إلاّ في إطار الرأسمالية أو الاشتراكية، واستحالة

استقلال أي بلد دون الانضمام إلى إحدى الدولالمستكبرة.

إن سقوط هذه الخرافات والمستحيلات أوجد مرحلة جديدة من اهتمام العالم بالمعنويات حسب تعبير قائد الثورة الإسلاميّة ، ومن الجدير بالملاحظة أيضاًظهور أشياء جديدة تؤكد لنا على أن العالم على أعتاب هذا التحول الكبير.

لقد استطاعت القوى الكبرى أن تستفيد من المبادئ الإنسانية لمصالحها: كمبدأ حقوق الإنسان،ومبدأ الحرية، ومبدأ النظام العالمي الواحد الجديد، والهدف من ذلك هو سوق البشرية إلى مرحلة جديدة.

وأما العالم الإسلامي اليوم فهو مشرف على حركة كبيرة نتيجةتعطشه لإجراء الأحكام الإسلاميّة في كل نواحي الحياة، فأينما تذهب اليوم تسمع نداء المطالبة بتطبيق الأحكام الإسلاميّة.

إن انتشار الآداب والسنن الإسلاميةعلى المستوى العالمي ـ كالتزام المرأة المسلمة في كثير من البلدان بالحجاب الإسلامي ـ يبشر بمستقبل مشرق، وإن هذه العواطف والأحاسيس الإسلاميّة الحارة هي إحدى ثمراتالثورة الإسلاميّة في إيران وعلامة مضيئة على هذا الطريق.

وقد كان بعض المفكرين يقول: إن موت الشعور الإسلامي بالمسؤولية هو السبب الذي أدى إلى اندلاع ثورةالإمام الحسين (عليه السلام) الكبرى، وإن الإمام (عليه السلام) استطاع بتضحيته أن يعيد للمسلمين الشعور الإسلامي، وإن المجتمع إذا امتلك حساً(قويا) فهو مجتمع حي، وإذافقد هذا الإحساس فهو مجتمع ميت (ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم((1).

وأضاف: أن خصائص المجتمع الإسلامي الأصيل قد ذكرتها(سورة الأنفال)، ومنها: الأهداف البعيدة والاطمئنان إلى المستقبل المشرق من دون شك، والاعتماد على

الله،وهذه الخصائص التي يتصف بها المجتمع المسلم تقابل خصائص المجتمع الكافر والمنافق والمجتمع المادي والسلطوي.

إن رسالة المسلمين الواعين اليوم ـ وخصوصاً رسالةالثورة الإسلاميّة العظيمة ـ هي أن تكون نموذجاً حياً للمجتمع الإسلامي، المجتمع الذي يتشكل من أساسين:

الأول: تأليف القلوب.

الثاني: سيادة الولايةالمتبادلة.

ولا يمكن للمجتمع الإسلامي أن ينهض من دون الاعتماد على هذين الأساسين).

وكان المتحدث الآخر في المؤتمر السيد المولوي المحبي من علماء أهلالسنة، حيث تحدث عن محبة أهل البيت في نظر الأئمة الأربعة لأهل الجمهور، وقال:

(إن محبة أهل البيت من الإيمان ولا يتأتى الإيمان باليوم الآخر من دون محبة أهل بيترسول الله صلى الله عليه وآله.

إن المدينة المنورة محبوبة؛ لأنها مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله، وغار حراء محبوب؛ لأنه محل عبادة ومناجاة رسول الله صلىالله عليه وآله، وذو الفقار محبوب؛ لأنه سيف رسول الله صلى الله عليه وآله، والصحابة محبوبون؛ لأنهم أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله.

إن آيات القرآن الكريمتصرح بوجوب محبة أهل البيت (عليه السلام)، ولا تدع مجالاً للشك في ذلك. فلذا نرى الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ أوجب السلام على أهل البيت (عليه السلام) في الصلاة، واعتبرهاالإمام أبو حنيفة سنة، واعتبر جميع أئمة الفقه أن صلاة من لا يأتي بالسلام على أهل البيت (عليه السلام) صلاة ناقصة. وتوجد كذلك كتب كثيرة في مدح أهل البيت ـ عليهم السلام ).

ثم ألقى الدكتور كليم صديقي، رئيس المؤسسة الإسلاميّة في لندن، وعضو

المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة خطابه الذي كان حولموضوع:(ضرورة إطاعة المذاهب الإسلاميّة المختلفة لقائد واحد). وقال فيه:

(إن المجتمع الإسلامي قد تكامل، وجسد الإسلام في زمن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله،وإن تنوع المذاهب الإسلاميّة هو نتيجة طبيعية للتحقيق والاجتهاد طوال التاريخ الإسلامي، ولا يوجد اختلاف بين المسلمين بخصوص الحكومة والقائد السياسي.

إنالإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ هو المحيي لشخصية الأمة الإسلاميّة كما هو الحال في زمان الإمام علي (عليه السلام) وفي الوقت الحاضر يسير الإمام الخامنئي على خطى الإمامالخميني، ويعتبر خليفته، وأن التقريب بين المذاهب الإسلاميّة أحد الأهداف العليا للسيد الخامنئي وللثورة الإسلاميّة ، وسيصاحب هذا التقريب تغيير في التعامل الفرديوالجماعي بين المسلمين، ولا نحتاج إلى زمن كثير لحصول ذلك إن شاء الله تعالى.

أحب أن أخبركم ـ ونحن نحتفل بأسبوع الوحدة ـ أنني قد كتبت كتباً ومقالات كثيرة ولمتكن في هذه الكتب والمقالات جملة واحدة خلاف المذاهب الإسلاميّة المختلفة، ولم تطبع لحد الآن في مجلة(كرسنت انترنشنال) و(الهلال الدولي) مقالة واحدة لا تحظى بقبولالمذاهب الإسلاميّة.

وجاء تأسيس(البرلمان الإسلامي) في انجلترا من قبل المسلمين الإنجليز نتيجة الضغط الذي واجهوه من قبل الحكومة الإنجليزية والمواطنينالإنجليز من غير المسلمين نتيجة الفتوى الي أصدرها الإمام الخميني ( بوجوب قتل المرتد سلمان رشدي . وقد أصدر الإمام الخميني ( هذه الفتوى بسبب ظهور الفتنة في الأرض، وهتكحرمة الإسلام، وكذلك يوجد في البرلمان الإسلامي ممثلين عن جميع المساجد ويمثلون هناك الشخصية الإسلاميّة المتوازنة.

هناك معركة الآن بين الإسلام والحضارةالغربية، وسوف تأخذ هذه المعركة

شكلها النهائي، وتحتاج هذه المعركة إلى توحيد الصفوف، واتحاد المسلمين جميعاً تحت قيادة واحدة، وترك التعصب المذهبي، فليس هذاوقت: أنا حنفي، وأنا مالكي، وأنا زيدي، وأنا شيعي، يجب في هذا الوقت اتباع قيادة واحدة).

ثم تحدث الدكتور وهبة الزحيلي ـ أستاذ(جامعة دمشق) ـ عن أهمية وسبل تحقيقالوحدة، وقال:

(لقد بدأت الدعوة إلى الوحدة الإسلاميّة ـ والتي تعتبر الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية من روادها ـ منذ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيرانبقيادة الإمام الخميني رضي الله عنه، ويجب علينا الآن السعي لرفع راية الجهاد في جميع الأراضي الإسلاميّة المغتصبة).

وأشار الدكتور الزحيلي إلى جرائم القوىالعظمى في البلدان الإسلاميّة كلبنان، وافغانستان، وفلسطين، والبوسنة والهرسك، والى التفرقة الموجودة بين المسلمين، وقال:(لا تتحقق الوحدة الإسلاميّة إلاّ عبر الطرقالآتية:

1 ـ تحقيق الوحدة السياسية.

2 ـ وحدة القرار في التعامل مع القرارات والخطط الدولية.

3 ـ منع وقوع الحروب والمشاحنات بين المسلمين.

4 ـ اختيار الأسلوب الموحد في التربية والتعليم.

5 ـ إقامة حلف عسكري مشترك بين المسلمين، وتشكيل جيش إسلامي عالمي.

6 ـ القضاء على عوامل التفرقةوالتجزئة

7 ـ توحيد الإحساسات الإسلاميّة

8 ـ النضال ضد التعصب القومي والسياسي والمذهبي).

وكان السيد محمد باقر الحكيم ـ رئيس المجلس الأعلىلمجمع التقريب ـ المتحدث الأخير في الجلسة الافتتاحية، حيث تحدث عن نظرية أهل البيت (عليه السلام)

في الوحدة الإسلاميّة وذكر نقاطاً تمثل مجمل الإطار الذييتبناه أهل البيت (عليه السلام) في قولهم وسلوكهم ومواقفهم في التاريخ الإسلامي، وقال:

(يمكن أن أورد في هذه الإشارة ست نقاط تمثل الخط الذي يتبناه أهل البيت(عليه السلام) في الوحدة الإسلاميّة ، وهي كالتالي:

أولا: تشخيص مجمل الأولويات التي لابد للمسلمين أن يهتموا بها في حياتهم وهي:

الأولوية الأولى:الإسلام وأصول العقيدة الإسلاميّة:

إن أهل البيت (عليه السلام) كانوا عندما يواجهون خطراً حقيقياً على الإسلام فإنهم يتخلون ويتنازلون عن خصوصياتهم من أجلالمحافظة على العقيدة الإسلاميّة.

الأولوية الثانية: المحافظة على الكيان السياسي الإسلامي:

نجد أن بعض مواقف أهل البيت (عليه السلام) لا يمكن أن تفسرإلاّ من أجل المحافظة على الكيان السياسي الإسلامي: كموقف الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) السياسي من حقه في الخلافة مع إيمانه الكامل بأنها حقه وكذلك تجاه بعضمتبنياته الإسلاميّة ، حيث لا يمكن تفسيرها إلاّ على هذا الأساس، لا سيما إذا علمنا أن الإمام عليا (عليه السلام) كان حوله وجود سياسي قوي: كالزبير، والعباس، وأبي سفيان،وأبي ذر، والمقداد، وسلمان، وعدد من الشخصيات الإسلاميّة ، وتاريخ الامام الزاهر في الإسلام وتضحياته في سبيل ترسيخ هذا الدين يمكنانه من التحرك ضد من تسلم الخلافة،ولكنه غض طرفه عن كل ذلك من أجل المحافظة على الكيان الإسلامي.

الأولوية الثالثة: قضية الوحدة الإسلاميّة:

اهتم الأئمة من أهل البيت (عليهالسلام) بالمحافظة على وحدة المجتمع الإسلامي كقضية أساسية مركزية.

ثانياً: تبني القضايا الكبرى للأمة الإسلاميّة:

لعل التفسير الحقيقي لمواجهة الإمامالحسين (عليه السلام) ليزيد تنطلق من هذا المنطلق، ويؤكد ذلك إجماع علماء المسلمين بالرغم من اختلاف مواقفهم ومذاهبهم السياسية والفكرية على تصحيح حركة الإمام الحسين(عليه السلام)؛ لأنها حركة ترتبط بالمسلمين بشكل عام؛ وأدرك ذلك كبار الصحابة والتابعين: كعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الرحمان بن أبي بكر، وغيره، ولكنالإمام الحسين(عليه السلام) كان الوحيد الذي واجه هذه الحقيقة وتحمل مسؤوليتها؛ لأنه الوحيد القادر على التأثير في عمود التاريخ الإسلامي بما يمتاز به من خصائص، وكأبرزشخص في أهل البيت ـ عليهم السلام.

هذا والمسألة الأخرى هي: دعم الإمام الباقر (عليه السلام) للخليفة الأموي هشام بن الحكم عندما استشاره في مسألةإقتصادية، فأمر الإمام الباقر (عليه السلام) بضرب النقد الواقع تحت هيمنة الرومان داخل الدولة الإسلاميّة ، وأنقذ بذلك المسلمين والدولة الإسلاميّة من مسألة اقتصاديةعويصة جداً.

ثالثاً: التعددية السياسية:

كان أهل البيت (عليه السلام) يرون مشروعية التعددية السياسية ضمن الاطر والعقائد الإسلاميّة ما دامتهذه التعددية لا تمس الكيان الإسلامي الكبير يضرر كما حدث ذلك في زمن الإمام علي (عليه السلام) حيث سمح للخوارج الذين يخالفونه في الرأي بالعمل داخل الدولة الإسلاميّة ماداموا لم يرفعوا السلاح بوجه الدولة الإسلاميّة.

رابعاً: التقية: عمل أهل البيت(عليه السلام) بالتقية نتيجة القمع الذي كان يمارسه الحكام الظلمة، فكان يقومالحاكم مرة بقمع الأمة الإسلاميّة ككل، ومرة يقوم بقمع اتباع أهل البيت (عليه السلام) فقط، فوقف أهل البيت (عليه السلام) إلى جانب الأمة الإسلاميّة حفاظاً على وحدةالمسلمين وحفظ الجماعة

الصالحة منهم، فتحمل أهل البيت (عليه السلام) نتيجة ذلك كل أنواع الأذى والمضايقات.

خامساً: الانفتاح( فتح بابالاجتهاد):

والمقصود بذلك: فتح باب الحوار العلمي الهادئ القائم على الدليل والحجة، فأهل البيت (عليه السلام) انفتحوا على الآخرين ولم يسمحوا بغلق باب الاجتهاد،لا سيما في الوقت الحاضر، حيث يعتبر من الضروريات لحدوث كثير من المسائل لم تكن في العصور الماضية.

سادساً: التعايش الاجتماعي:

دعا أهل البيت (عليهالسلام) شيعتهم إلى التعايش مع بقية المسلمين اجتماعياً، وأن يعودوا مرضاهم، ويتزاوجوا معهم ويؤدوا أماناتهم، ويصلوا في مساجدهم، ويحسنوا جوار الناس، وان يحضرواجنائزهم، فلابد للناس من بعضهم البعض).

وفي اليوم الثاني ـ وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم ـ كان إمام جمعة سنندج السيد صلاح الدين الحسامي أول المتحدثين، حيثبارك لقائد الثورة الإسلاميّة والمسلمين في العالم حلول ذكرى ميلاد نبي الإسلام الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:، وقال:

(في تاريخ الأديانالعالمية نرى أن هنالك أشخاصاً وصلوا إلى مقام ما في العلم والقيادة، ولكنهم لم يحصلوا إلاّ على بعد تربوي واحد، أما الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ونتيجةالتربية الإلهية والاهتمام الخاص فإننا نراه يتمتع بأبعاد وكفاءات مختلفة نتيجة هذه التربية الإلهية الخاصة، ولا تزال أفكار هذا النبي العظيم السياسية وسيرته باقيةلحد الآن ومحفوظة في المسلمين المستوطنين في أرجاء العالم الإسلامي.

وإذ نظرنا إلى العالم الذي حولنا فإننا سنرى كيف أن مليون يهودي أذلاء استطاعوا أن يسيطرواعلى مقدرات المسلمين، وأن يؤذوا المسلمين بهذا الشكل،

ولا نرى سبباً لهذا الوضع السيء إلاّ نتيجة عدم اتحاد المسلمين.

وحل هذا المعضل هو: أن يكونالمسلمون سداً وصفاً مرصوصاً، وذلك باتباعهم القرآن ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ مقابل أعداء الإسلام والقرآن، ويجب أن نستيقن أن الاتحاد هو رمز الانتصار).

وكان المتحدث الآخر هو: حجة الإسلام والمسلمين محمد المحمدي العراقي رئيس(منظمة الإعلام الإسلامي)، حيث قال في حديثه:

(إن أعداء الإسلام اليوم لم يتركوا لناعيداً ونحن نسمع كل يوم حديثاً عن مجازر لقتل المسلمين في مناطق مختلفة من العالم، فالبوسنيون يقتلون بوحشية، ويتجاوز على أعراضهم وحرماتهم؛ لأنهم مسلمون ويريدونلبلادهم الاستقلال...

وأشار إلى أن جاهلية القرن العشرين، أو ما يسمى بالعالم المتحضر أسوأ من الجاهلية التي كانت قبل الإسلام، حيث إن أعظم جناية ارتكبتهاالجاهلية قبل الإسلام هي: مسألة وأد البنات، ولكن جاهلية القرن العشرين ـ كما شاهدناها في البوسنة والهرسك ـ تقتل الجنين وهو في بطن أمه.

وكما أعلنت أمريكابصراحة فإن الدول الغربية ومنظمة الأمم المتحدة هما المدافع عن المصالح غير المشروعة للاستكبار العالمي.

في دنياً كهذه، لا يستطيع الاستكبار العالمي أن ينزلهذه المصائب العظيمة بالمسلمين إذا اتحد مليار مسلم وسيطروا على قدراتهم العظيمة والمصادر الطبيعية الكثيرة التي منحها الله لهم.

إن آيات الكتاب المبين أشارتإلى موضوع وحدة المسلمين بشكل خاص آخر، ولم تحذر من شيء كما حذرت من خطر الاختلاف والتفرقة، وإن النجاح الذي نراه في تاريخ المسلمين إنما كان بفضل تمسكهم بالوحدةالسياسية والاجتماعية ووحدة القيادة، وحينما تستحكم هذه الوحدة فإن النصر سيكون حليف المسلمين والفشل حليف أعدائهم.

إن على علماء الإسلام أن يلتفتوا إلى أنالوحدة هي أهم عامل في ثبات الأمة الإسلاميّة أمام التهديدات، وهي العلاج العملي لكل هذه الآلام التي تواجهها الأمة الإسلاميّة، كما ويجب على علماء الإسلام أن يقوموابوظيفتهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما بينها القرآن الكريم.

وعرض المتحدث في ختام كلمته اقتراحات بهذا الشأن وهي:

1 ـ السعي إلى تشكيل جامعةإسلامية كبيرة.

2 ـ تشكيل جيش إسلامي عالمي للدفاع عن المسلمين والمقدسات الإسلاميّة في العالم.

3 ـ السعي لتشكيل محكمة إسلامية.

4 ـ تشكيل سوقإسلامية مشتركة.

5 ـ تشكيل برلمان إسلامي مشترك.

6 ـ دعم وكالات الأنباء ووسائل الإعلام التي تهدف إلى التقريب بين الشعوب الإسلاميّة).

وبعدهاتحدث الدكتور محمد العاصي إمام جمعة مسجد واشنطن، وعضو المجلس الأعلى لمجمع التقريب، حيث أكد على ضرورة حل المسلمين لمشكلاتهم فيما بينهم وقال:

(إن بعض المغرضيننفذوا بيننا وأشاعوا الاختلاف والحقد بين المسلمين، ووظيفتنا الآن هي: سد الثغرات الموجودة في صفوف المسلمين لمنع أي اختراق لأعداء الإسلام داخل صفوفهم.

إنإشاعة الخرافات والجهل بين المسلمين هي من العوامل التي أدت إلى التفرقة، ومثال على ذلك: تسخير الإعلام الشيعي لضرب أهل السنة، وتسخير الإعلام عند بعض الشيعة لضرب البعضالآخر منهم، ويوجد شبيه ذلك بين أهل السنة أيضاً.

وأضاف: لقد سعى المسيحيون كثيراً لنشر الانحرافات بين المسلمين وكان رد فعل الأمة الإسلاميّة لفضح هذهالمؤامرات ضعيفاً للأسف الشديد.

ومن أجل تحقيق الوحدة الإسلاميّة يجب، عمل ما يلي:

1 ـ طبع القرآن الكريم بقراءة هي مورد قبول جميع المسلمين

2 ـجمع الأحاديث الخاصة بأهل الشيعة والسنة والتأكيد على النقاط المشتركة والإعراض عن الأحاديث غير المعتبرة.

3 ـ دعم وتقوية مسألة الاجتهاد.

4 ـ دعم مجمعالتقريب بين المذاهب الإسلاميّة من أجل الوصول إلى الأهداف المحددة.

5 ـ تأكيد البعد الأدبي الأكاديمي لمجمع التقريب، وذلك بالاستفادة من أسلوب القصص والأفلامفي التقريب بين الشيعة والسنة.

وأشار في نهاية حديثه إلى مسألة البوسنة والهرسك حيث قال: إن مسألة البوسنة والهرسك تعتبر امتحاناً للأمة الإسلاميّة، ولا فرقفيها بين الشيعة والسنة؛ لأن المسألة تتعلق بعامة المسلمين، والمسلمون البوسنيون الذين هم قطعة من الكيان الإسلامي يذبحون بشكل مفجع؛ لا،هم طالبوا باستقلال بلدهموبإسلاميته.

لذا، ولأجل تحقيق الوحدة الإسلامية يجب على(مجمع التقريب) الذي يتولى مسؤوليته الأستاذ محمد واعظ زاده الخراساني أن يتابع عمله بجدية ونشكر كذلكالإمام الخامنئي على اهتمامه بهذه القضية المهمة).

وتحدث بعد ذلك الأستاذ والشاعر النجفي السيد مصطفى جمال الدين، حيث أكد على ضرورة حل الاختلافات بين المسلمينلتحقيق وحدة ثابتة ومتينة، وقال:

(إن أهم العوامل المهددة لوحدة المسلمين هي: مسألة العصبيات المذهبية والتي يجب الابتعاد عنها)، وألقى قصيدة رائعة بمناسبةأسبوع الوحدة نالت إعجاب الحاضرين.

وتحدث الأستاذ الشيخ محمد إبراهيم الجناتي ـ عضو المجلس الأعلى لمجمع التقريب ـ حول فقه المذاهب، وقال:

إن للوحدةأبعاداً متنوعة نذكر منها بعدين:

1 ـ البعد السياسي والاجتماعي.

2 ـ البعد العلمي والثقافي، والثاني يعبر عنه بالتقريب.

وبشكل مختصر: أن الوحدةالسياسية هي: وقوف المسلمين صفاً واحداً بوجه الكفار؛ كي تكون الغلبة دائماً للمسلمين على الكفار والمشركين.

وأما البعد العلمي والثقافي فإنه يتحقق باجتماععلماء المذاهب الإسلاميّة بما في ذلك: الحنفي والإمامي والحنبلي وغيرهم في مكان واحد؛ لكي يعرضوا ويبحثوا المسائل النظرية والخلافية في جو سليم وهادئ للوصول إلىالحقائق الإسلاميّة، ويدرجوا نتائج بحوثهم في نشرة خاصة، ويوصلوا هذه النتائج إلى أتباعهم من المسلمين، وهذا هو المفهوم الواقعي للتقريب.

واستمر في حديثهقائلاً:

إن مسألة الوحدة والتقريب قد تناولها منذ زمن بعيد بعض علماء السنة والشيعة، وكان سعيهم حثيثاً في هذا السبيل مثل: الشيخ محمد عبده، والسيد جمال الدينالحسيني الأسد آبادي، والكواكبي، والسيد محسن الأمين، والسيد عبد الحسين شرف الدين، والشيخ محمود شلتوت. وأما في العقود الأخيرة فكان المرحوم آية الله البروجرديوالإمام الخميني ـ رضي الله عنهما ـ من المهتمين بها.

وأضاف: سيكون لمجمع التقريب دوراً مهماً حينما يسعى المسؤولون في هذا المجمع لتحقيق أهدافه، ويفلحون فيإخراج الأحقاد من القلوب. وتتحقق الوحدة الإسلاميّة من قبل مجمع التقريب من خلال الأمور التالية:

1 ـ التعامل الجدي مع مسألة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة بعيداً عن الشكليات.

2 ـ السير على خطى علماء المذاهب السابقين في كيفية رفع الخلافات الذاتية.

3 ـ الارتباط الدائم بين المذاهب الإسلاميّة ، وهو منالشروط المهمة والمصيرية.

4 ـ رفض الأعضاء الجمود والتحجر؛ لأن الاجتهاد لابد منه مع تبدل الزمان والمكان.

5 ـ الابتعاد عن التعصب؛ لأنه يُبعد الإنسان عنالحقيقة.

6 ـ التعامل الحسن القائم على النية السليمة، والصبر عند الحوار وتبادل وجهات النظر.

7 ـ تفادي الاختلاف وسوء الظن ما أمكن.

8 ـ يجب علىأعضاء مجمع التقريب الإلمام بطرق التقريب.

9 ـ غص النظر عن الموضوعات التي يستفيد منها أعداء الإسلام.

10 ـ إعطاء كل مذهب المكان والدرجة التي يستحقها.

11 ـ إصدار نشرة جامعة تتمتع بالخصوصيات التالية:

أ ـ بيان مصادر التقريب.

ب ـ عرض أخبار العالم الإسلامي، وذكر الأخطار والعراقيل المتوقعة.

جـ ـ عرض وجهات النظر، والتفكير في طرق لحل مشاكل العالم الإسلامي.

د ـ تقديم معلومات كافية عن مستوى المجتمعات الإسلاميّة من الناحية العلمية.

هـتقديم بحوث تربوية وأخلاقية وسياسية وتاريخية وكلامية

وـ عرض المسائل النظرية بعيداً عن التعصب مع رعاية الإنصاف.

وكان المتحدث الآخر: الأستاذ عبدالهادي الآونج عضو المجلس الأعلى لمجمع التقريب من(ماليزيا)، حيث تحدث عن الوحدة الإسلاميّة ، وقال:

(يواجه العالم الإسلامي اليوم مشكلات ومؤامرات تحاك من قبلأمريكا.

ومنها: المشكلة الوطنية، وما شابهها من المشاكل التي تؤدي إلى تضعيف الوحدة، حيث نرى آثار ذلك في حياة شعوب العالم المسلمة التي تعيش الحرمان والفقروالتشريد، وفي مقابل ذلك يعيش عدد من أصحاب الثروات النفطية في رفاه وراحة تامة.

ومن أجل الوصول إلى النصر والوحدة يجب التركيز على نقاط الوفاق دون نقاطالاختلاف؛ لأننا مشتركون في الأصول، ولاخلاف بيننا في ذلك، وأن رابطة الأخوة الإسلاميّة والعقيدة هي أوقى من رابطة الدم والنسب

وأضاف مستطرداً: إذا اسر مسلم فيارض الكفر فيجب على جميع المسلمين أن يهبوا لتخليصه من أيدي الكفار، وهذا الأمر لا يكون عملياً وملايين المسلمين يتعرضون لشتى صنوف العذاب والقهر من قبل الكفار.

إن تحقيق الوحدة الإسلاميّة لا يكون عمليا إلاّ بوجود حكومة ودولة تدعم قرارات هذه الوحدة، وإلا فإن القرارات ستكون حبراً على ورق لا غير.

هناك عراقيل تقفأمام تطبيق الوحدة الإسلاميّة ، ومنها: الحكومات الإلحادية التي تحكم بلاد المسلمين وتتبنى الوطنية مبدأ لها، ويغذي الاستعمار هذه الحكومات وفي المقابل تقوم هذهالحكومات بالدفاع عنه وتأمين مصالحه. إن إقامة هذا المؤتمر على أرض الدولة الإسلاميّة له أثر كبير بالنسبة إلى المؤتمرات التي عقدت قبل تأسيس الدولة والحكومةالإسلاميّة في إيران ).

وكان المتحدث الأخير في اليوم الثاني من المؤتمر: الأستاذ زاكزاكي عضو المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب من(نيجيريا)، حيث قال:

(إن المسلمين في كافة أرجاء العالم يحتفلون كل عام بذكرى ميلاد الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بحيث أصبح هذا الاحتفال سنة للمسلمين، ويحتفل المسلمونالنيجيريون بهذه المناسبة من أول شهر ربيع الأول حتى آخر الشهر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حب وعلاقة المسلمين بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

وتعرض الأستاذ زاكزاكي لمسألة المرتد سلمان رشدي وآثارها على المسلمين في العالم، وأوضح أن رد الفعل القوي الذي أبداه المسلمون تجاه كتاب( الآيات الشيطانية) دليل علىحبهم وموالاتهم لنبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم.

بالرغم من وجود اختلافات بين المذاهب الإسلاميّة فإنه يوجد وجه مشترك بينها وهو: وحدة فكرها السياسي تجاهالأعداء وعالم الكفر الذين يسعون دائماً للتآمر على المسلمين، علماً بأن المسلمين يستطيعون الوقوف بوجه كل هذه المؤامرات من خلال تضامنهم واتحادهم.

إنالمسلمين اليوم يتعرضون للظلم والقهر، ليس في أوروبا(البوسنة والهرسك) فقط، بل في آسيا وأفريقيا وفي الصومال بالذات، مع العلم: أن نسبتهم في الصومال 100 بالمائة، ويتعرضونكذلك للاعتداء من قبل جيرانهم من الدول الأخرى).

وفي الجلسة الختامية التي عقدت جوار المرقد الطاهر للإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ تحدث في البدء عدد من الضيوفالأجانب وقرئت تقارير اللجان التخصصية بواسطة مدراء هذه اللجان. وكان للمؤتمر ثلاث لجان تخصصية هي:

1 ـ لجنة لدراسة أسلوب أئمة وفقهاء المذاهب في التقريبوالوحدة.

2 ـ لجنة لدراسة أسلوب المفسرين والمتكلمين والفلاسفة والعرفاء في التقريب والوحدة.

3 ـ لجنة لدراسة أسلوب العلماء المعاصرين في التقريبوالوحدة.

بعد ذلك تحدث الأستاذ محمد واعظ زاده الخراساني ـ الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ـ عن أعمال المؤتمر: كالكلمات والخطاباتوالمقالات التي ألقيت، واللجان التي شكلت، ونشاطات الهيئات العلمية في مجال أهمية الوحدة بين المسلمين، وتحدث كذلك عن برامج مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة.

وكان آخر متحدث في هذه الجلسة: حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، حيث اعتبر الوحدة والتضامن الآيديولوجي بين المسلمين أكبر مظهر من

مظاهر القدرةوالعظمة في المعادلات الدولية، وقال:

(إن وحدة المسلمين الحقيقية تتحقق عند إحساسهم بأن إلههم واحد، وإن للشعوب الإسلاميّة في الوقت الحاضر هماً مشتركاً يقومعلى أساس الإسلام وطلب الحقيقة، وإذا أرادوا أن يوجدوا حلاً لمشاكلهم فما عليهم إلاّ الابتعاد عن جميع أنواع التفرقة والتشتت في سبيل إحياء القيم والحقائق الإسلامية،وأن يضعوا جميع إمكاناتهم في خدمة أهدافهم المصيرية.

وأضاف: إن العالم الاستكباري يعتبر نمو العقائد الإسلاميّة وانتشارها خطراً جدياً يهدد وجوده. فعلىالمسلمين أن يوحدوا كلمتهم وأن يكونوا حماة للإسلام.

إن القوى الكبرى تستفيد من جميع الإمكانات الإعلامية في سبيل تنفيذ مخططاتها في العالم الإسلامي ن ومنها:إيجاد التفرقة والانحراف في صفوف المسلمين، وقد رصدت لهذا العمل مبالغ عظيمة).

في الختام: أصدر المؤتمر الدولي الخامس للوحدة الإسلاميّة قرارات في 12 مادة أعلنفيها دعمه ومواساته للمسلمين في البوسنة والهرسك، وفلسطين، وآذربايجان، وكشمير، وسائر نقاط العالم الإسلامي، وأدان فيها مؤامرات الاستكبار العالمي لزرع التفرقة بينالمسلمين، واليكم النص الكامل لهذه القرارات:

بسم الله الرحمن الرحيم

(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)

بمناسبةذكرى ميلاد الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ رسول الرحمة والوحدة، محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه، وكذلك ذكرى ولادة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أقيمالمؤتمر الدولي الخامس للوحدة الإسلاميّة من قبل مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في أسبوع الوحدة من تاريخ(15ـ17 ربيع الأول 1413 هـ.ق)، وشارك في هذا المؤتمر حوالي(350)شخصية من العلماء

والمفكرين الشيعة والسنة من داخل البلد، وأكثر من 40 شخصية من الأئمة والعلماء المسلمين من 20 بلداً.

وطرحت خلال المؤتمر موضوعاتمتنوعة. تحت شعار(رواد التقريب) في ثلاث جلسات عامة وست جلسات تخصصية. وبعد الاطلاع على الخطابات والكلمات والاقتراحات المطروحة في المؤتمر صودق على ما يلي:

1 ـيعتبر المؤتمر أن أتباع المذاهب الإسلاميّة الذين يعتقدون بأصول الإسلام العامة ويعملون بها هم الأمة الإسلاميّة الواحدة، وكتابهم السماوي القرآن، وقبلتهم الكعبة،وجميعهم من أتباع الكتاب والسنة. ويعلن أن الاختلافات بين المذاهب الإسلاميّة تنحصر في المسائل الجانبية والاجتهادية ولا تنافي وحدتهم، ويجب أن لا تؤدي الاختلافاتالعنصرية والقومية والقبلية واللغوية إلى تفرقهم.

2 ـ طبقاً للآية الكريمة (إنما المؤمنون إخوة( والحديث النبوي(هم يد على من سواهم) فإن المؤتمر يؤكد على الأخوةوالمساواة بين أفراد الأمة الإسلاميّة ، ويطلب من جميع المسلمين أن يشارك بعضهم البعض في الأفراح والأحزان، وأن يقفوا كالبنيان المرصوص أمام الأعداء والأشرار والهجمةالثقافية للمتآمرين.

3 ـ إن المؤتمر يطالب المسلمين بتجليل أسبوع الوحدة(12 ـ 17ربيع الأول) على الدوام، والذي يصادف ذكرى ميلاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله،وأن يحيوا المناسبة باسم الوحدة في بلدانهم. ويقترح تسمية الثاني من شهر ذي الحجة يوم التقريب، كما صودق على ذلك في ندوة الوحدة في مكة المكرمة.

4 ـ كما جاء فيالنظام الأساسي لمجمع التقريب، فإن المؤتمر يؤكد على تشكيل لجان علمية في فروع الفقه والكلام والتفسير والحديث وغيرها، متكونة من علماء المذاهب الإسلاميّة ، وتحت إشرافمجمع التقريب، ويطلب من هذه اللجان النظر من جديد في المسائل المختلف والمتفق عليها، وتنشر نتائج هذه التحقيقات والدراسات بلغات مختلفة؛ لكي يطلع كل مذهب على آراء وأدلةالمذاهب الأخرى، وبالنتيجة

سوف تزال جميع أنواع سوء الفهم.

5 ـ إن المؤتمر يؤكد على ضرورة تحكيم العلاقة بين المجتمعات الإسلاميّة وبينها وبين مجمعالتقريب، وأن يطلع المسلمون على أحوال بعضهم البعض من خلال التبادل الثقافي.

6 ـ يطلب المؤتمر من السادة العلماء والمفكرين والأئمة في العالم الإسلامي أن يوضحوالوسائل الإعلام والكتاب والخطباء فائدة وضرورة الوحدة؛ كي يبتعد هؤلاء عن الخطابات والموضوعات والمطالب الباعثة على التفرقة.

7 ـ إن المؤتمر يؤكد على ضرورةالتحلي بالآداب والأخلاق الإسلاميّة ، ويطلب من جميع المسلمين في العالم الوقوف ضد الهجمة الثقافية الغربية، وأن يدافعوا عن السنن والرسوم والآداب وباقي الأبعادالثقافية الإسلاميّة الأصيلة.

8 ـ نظراً لأهمية وقيمة القيادة في النظام الإسلامي فالمؤتمر يدعو جميع العلماء والمفكرين والأئمة في العالم الإسلامي إلى السعيفي سبيل توحيد القيادة في الأمة الإسلاميّة.

9 ـ في الوقت الذي يعلن المؤتمر دعمه للمسلمين المظلومين في البوسنة والهرسك وفلسطين وآذربايجان وكشمير والعراقوالصومال والجزائر ولبنان وباقي المناطق الإسلاميّة فإنه يدين جميع مؤامرات الاستكبار العالمي، ويطالب المسلمين بالصمود في وجه هذه المؤامرات.

10 ـ المؤتمريرحب بتحرر البلدان الإسلاميّة في آسيا الوسطى وأفغانستان من شر الشيوعية، ويبارك لها انضمامها إلى الأمة الإسلاميّة الواحدة، ويطالب بمحو آثار الاستعمار من هذهالدول الإسلاميّة.

11 ـ إن المؤتمر يدين بشدة مؤامرات الاستكبار العالمي التي تهدف إلى التفرقة بين المسلمين وإثارة الخلافات كما في مسألة الجزر الإيرانية فيالخليج، ويعتبر إثارة هذه الخلافات خطوة في سبيل إيجاد الاختلاف والتشتت بين الشعوب الإسلاميّة.

12 ـ اعتبر المؤتمر الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ من أكبر روادالتقريب بين المذاهب الإسلاميّة في العصر الراهن، ويشكر في الوقت نفسه خلفه الصالح ولي أمر المسلمين آية الله الخامنئي على اهتمامه بمسألة التقريب بين المذاهبالإسلاميّة وتأسيسه لمجمع التقريب.

طهران 17/ ربيع الأول / 1413 هـ. ق

في جوار المرقد الطاهر للإمام الخميني(قدس سره)

قال الرسول الأعظم ـصلى الله عليه وآله ـ:( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) / كنزل العمال 15 / 892.


1 ـ الحديد: 16.


/ 1