تشجیع المشترکات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تشجیع المشترکات - نسخه متنی

السید حیدر الموسوی الحائری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تشجيع المشتركات (*)

أ.السيد حيدر الموسوي الحائري

مفكر وباحث في الجامعة العالمية للعلوم في المملكة المتحدة

هناك نقطة غاية في الأهمية، وهي أن لكل دين من الأديان ولكل مذهب من المذاهب خصوصيات ودوائر حمراء لا بد للآخرين من احترامها وتناولها بغاية الاحترام وعدمالتدخل فيها ونقضها إلا بالحجة والدين، كما ان هناك مساحات مشتركة لكل مذهب ترتبط بالآخر، ومن هذا المنطلق لا بد أن نبتعد عن الخصوصيات المذهبية، والعمل على تشجيع هذهالمشتركات التي من خلالها نستطيع أن نلملم شعث هذه الأمة والنهوض بها بشكل مفيد للجميع.

وإن علاقة المذاهب الإسلامية بعضها ببعض هي علاقة التكامل والانماء وبخاصةاذا علمنا ان هذه الروافد جميعها تصب في نهر الاسلام، بغض النظر عما هو سلبي عندي أو عند الآخرين، لان السفينة واحدة والمصلحة كذلك واحدة، وهي اثراء المكتبة الفكريةالاسلامية، فلو كنت اعترض على شخصية ما من البشر لتصرف معين، بشرط ألا يمس بالعقيدة والوجدان الإسلامــي والمذهبي، فلابد أن أستقي المنفعة العامة والخاصة منه لأنه أحدالمصادر المعرفية للعقل، وهذا هو ديدن العلماء ببعضهم البعض، فكم من العلماء اختلفوا في آراء كثيرة وأفكار عديدة، ولكن كان منطق المنهجية العقلية يفرض الاصغاءوالاستفادة، وهنا نرى ان علاقة العلماء والفقهاء مكملة لبعضها البعض لما فيه من إثراء للعقل.

وإن استعادة الوحدة في الاسلام تأتي بأمور كثيرة ومتنوعة لا تكفي هذه

الكلمات أو السطور القليلة لوصفها وشرحها بهذه العجالة لكننا نشير إلى بعضها، فأولها النظم، فلكل شيء عند الله تعالى نظام ووقت ومكان، فالعباداتنظام وللعمل نظام وللأخلاق نظام، وهكذا، في سائر مرافق الحياة يجري النظام والقانون وليس للفوضى مكان، وخصوصا أن الإنسان بفطرته يميل إلى النظام، وهذا من أول أسبابالوحدة، كما قال أمير المؤمنين (ع): »نظام الدين خصلتان إنصافك من نفسك، ومواساة إخوانك«، والأمر الثاني هو الحرية بكل أنواعها، فهي كالقلب بالنسبة إلى الجسد الإسلامي،ولا شك ان في الاسلام أوسع الحريات وأشملها، فالأصل في كل شيء الحرية الا المحرمات المعدودة، وكما قال أمير المؤمنين (ع): »أيها الناس إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة وأن الناسكلهم أحرار«، والأمر الثالث هو الشورى، كما قال تعالى: »وأمرهم شورى بينهم«، وكما قال رسول الله (ص): »الحزم أن تستشير ذا الرأي وتطيع أمره«، وقال الإمام علي (ع) »من شاورالرجال شاركهم عقولهم«، أما الأمر الرابع فهو الوحدة، فقد قال تعالى: »إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون«، وقال الإمام علي (ع) »لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلااشتد أمرهم واستحكمت وحدتهم«، وخامسها الاخوة في الله تعالى ومعناها ان المسلم في اي مكان او زمان هو أخ لاخوانه المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، وهذه الحقيقة التيجسدها رسول الله (ص) في حياته عمليا وفي أقواله »ان المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد«، وكما قال الإمام الصادق (ع) »إنما المؤمنون خدمٌ بعضهملبعض«، وكذلك الغاء التفاضل والتمايز بين المسلمين، وأيضا رفع شعار السلام من كل جوانبه، والاعتماد على النظام الاداري في الاسلام الذي كان يعتمد على البساطة دونتعقيدات وقيود ليس لها معنى، كما قال الامام علي (ع): »سبب التدمير سوء التدبير«، والاكتفاء الذاتي وتحريم الربا عمليا وتوزيع الثروة بشكل عادل بين الناس، والمجانية مبدأفي الاسلام فالأرض والماء والصيد وغيرها كانت مجانية في الاسلام وهذا من اسباب التفاف الناس حول الاسلام، وأهم الامور نقاء الروح؛ حيث وجد كل من اعتنق الاسلام برنامجاروحيا عظيما، كما قال تعالى: »فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع

وآمنهم من خوف«، وأيضا اعطاء الأولوية للإنسان حيث جعله المحور في كلشيء، ثم الأخلاق، كما قال رسول الله (ص): »إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق«، وأيضا لم يغفل الإسلام المرأة التي أعطاها أرفع الأوسمة وأقدس مكانة بعد أن حقرتها الحضارات قبلالإسلام، بل حتى ان الغرب حقرها، فهم من عرّى المرأة وأجهدها وفرض عليها ضرائب عظيمة من الأخلاق والآداب حتى يوصلها إلى مبدأ زائف ومخادع يسمى »المساواة بين الجنسين«،فهو أشبه بمريض لا يستطيع أن يأكل على مائدة شهية من الطعام، ولكن يجب أن نشير إلى ملاحظة في غاية الأهمية، وهي اننا لا نستطيع الرجوع إلى مناهج الاسلام كافة وتعاليمه مرةواحدة ودفعة واحدة، ويجب العودة تدريجيا حتى لا يختل النظام ولا تحدث فجوات.

هناك اختلاف على المرجعيات التاريخية في استقاء الحديث النبوي الشريف.

- فان كانالمقصود بذلك كتب الحديث بين المدرستين فالجواب نعم، وهذه هي حال جميع المذاهب الاسلامية، فلو علم المسلمون ان الفرقتين الأساسيتين في الاسلام »الشيعة والسنة« ثم ظهرتالخوارج التي تشعبت إلى 24 شعبة والسنة إلى 6 شعب ومنها الجبرية إلى 3 شعب والمعتزلة إلى 13 شعبة ثم الشيعة إلى 7 شعب والزيدية إلى 4 شعب والغلاة إلى 6 شعب، وكلها كانت بسبباختلافهم في المرجعيات التاريخية لاستقاء الحديث النبوي لديهم، وهذا ما يذكره كل أصحاب الكتب المتخصصة في الملل والنحل، فالاختلاف وارد طبعا، أما سبل الاتفاق على هذهالمرجعيات فتكون بطريقة واحدة، وهي ما يغذي المشتركات بين الجميع يؤخذ به، أما ما يثير النعرات الطائفية فلا يتم التطرق اليه.

واما بالنسبة للآية الكريمة: »إنماالمؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون«

هنا يجب أن نقدم مقدمة مهمة وقد أشرت اليها بوضوح في ما سبق، أولا، أنا أمثل شخصي وفكري فقط، ولا أمثلطائفة بكاملها، بل اعبر قدر المستطاع لأوضح ما اعتقده في وجداني من مذهب اعتقده، وأجد ان كلمة سنة مقابل

شيعة فيها نوع من الخطأ التاريخيالواضح، فأهل السنة ليسوا جميعهم في حالة صراع مع شيعة أهل البيت عليهم السلام، بل فئة قليلة جدا، وهم لا يعبرون عن الجميع بل لو قرأت كتبهم تجد الانكار الواضح لهم فيكثير من الجوانب، ثم انه ليس كل من قال أنا من شيعة أهل البيت يحسب عليهم.

وهذا الكم الهائل من التشعبات لا يمكن أن يحصر في كلمتين هما »شيعة وسنة« فقط ونتجاهلالباقين، وأعود إلى ما أشرت اليه سابقا انه لا بد من مخاطبة العلماء بعضهم البعض الآخر، وذلك لتنمية المساحات المشتركة بينهم، والحديث عن تنازلات في العقائد وهم خاطئولا يقبل أحد بذلك، أن الملاذ الحقيقي هو أن تتفهم جميع الأطراف ضرورة التعايش بسلام، وعدم تجريح الآخرين، فهذه البلاد قامت على أكتاف الجميع، ولامجال لغير التعايشبطريقة حضارية، كباقي البلدان المتحضرة، وأنا عشت فترة من حياتي، وهي فترة التحصيل الجامعي والدراسات العليا في بريطانيا، وكنت أرى وأعيش الحقيقة الاسلامية في التعايشالسلمي بين جميع الديانات والمذاهب بصورة طبيعية جدا، بل كان عندي الكثير من الاصدقاء من اليهود والمسيحيين غير الصهاينة، فنحن لا نتدخل بطرق عباداتهم ومقدساتهم، فهمالمحاسبون عليها، كما اننا نحن المحاسبين على أعمالنا وعباداتنا، هذا من جهة، أما من جهتنا فنحن المسلمين تجمعنا الكثير من الصفات المشتركة كالدين، فكلنا مسلمون قبلتناواحدة ونبينا واحد وعباداتنا جميعا تقريبا واحدة، فِلَم يجتمع المتناقضون في الغرب ونفترق نحن الموحدون المتفقون في الشرق؟


* - موضوعات هذا الباب مستلة من مقابلة مع الاستاذة المذكورين في جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ الاربعاء 24 ديسمبر 2003 العدد 13335 تحت عنوان حوار السنة والشيعةأمام الرأي العام.


/ 1