سبع المعلقات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سبع المعلقات - نسخه متنی

عبد الملک مرتاض

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على مرجعيّة، أو تكون له صلة بالمجتمع
الذي ينتمي إِليه: من حيث هو بيئة شاملةُ
المظاهر، متراكبة العلاقات؛ لأننا لو
إِلى ذلك أردْنا، وإياهُ قَصَدْنا؛ لَمَا
عُجْنا على مفهوم الأنتربولوجيا نسائله
عن دلالاتها التّي تعدّدت بين
الأمريكيّين والأوربيّين من وِجْهة،
وتَطوّرت بين قرنين اثنيْن: القرن التاسع
عشر والقرن العشرين من وجهة أخراة: كما كان
شعراء ما قبل الإسلام يسائلون الربوع
الدارسة، والأطلال البالية، والقِيعان
التي هجرَها قطينُها، فعَزَّ أَنيسُها...
لكنّنا لسنا أيضاً اجتماعِيّيَن نتعصّب
للمجتمع فنزعم أنه هو كلّ شيء، وأنّ ما
عداه ممّا يبدو فيه من آثار المعرفة،
ومظاهر الفنّ، ووجوه الجمال، وأَسقاط
الأدب؛ لا يعدو كلّ أولئك أن يكون مجرّد
انعكاس له، وانتساخ منه، وانبثاق عنه...
ذلك بأنّ الفنّ قد يستعصم، والجمالَ قد
يستعصي، والأدب قد يعتاص على الأَفهام فلا
يعترف بقوانين المجتمع، ولا بتقاليده،
فيثور عليها، وينسلخ منها رافضاً
إِيّاها؛ مستشرفاً عالَماً جديداً
جميلاً، وحالماً ناضراً، لا يخضع للقيود،
ولا يذعن للنواميس البالية...
إِنّا لو شئنا أن نُدَارِسَ الأدب في ضوء
المنهج الاجتماعيّ لكنّا استرحنا من كلّ
عناء، ولما كنّا جشّمنا النفس ضنى القراءة
في المعرفيّات الإنسانيّة، ولكنّا أخلدنا
إلى هذه القراءة البسيطة التي تجتزىْ،
مقتنعة واثقة من أمرها، بتأويل الظاهرة
الأدبيّة، أو قل بتفسيرها على الأصحّ، في
ضوء الظاهرة الاجتماعيّة، وتستريح؛
ولكنها لا تريح. بل إِنّ مفهوم التأويل
الذي نصطنع هنا قد يكون في غير موضعه من
الدلالة الاصطلاحية؛ إِذ عادة ما يكون هذا
التأويل أدعى إِلى الجهد الفكري، والذهاب
في مجاهله إِلى أقصى الآفاق الممكنة من
حيث إِنّ المنهج الاجتماعيّ، في قراءة
الأدب، لا يكاد يُعْنِتُ نفسّه، ولا يكاد
يشقّ عليها، أو يجاهدها: إِذ حَكَمَ،
سلَفاً، باجتماعيّة هذا النصّ، أي
بابتذالِه؛ أي بتمريغه في السوقّيّة؛ أي
بعزوه إِلى تأثير الدهماء. بل لا يجتزىْ
بذلك حتى يجعَلَه نتاجاً من أثارها،
ومظهراً من مظاهر تفكيرها، وطوراً من
أطوار حياتها، بدون استحياء...
المنهج الاجتماعيّ بفجاجته، وسطحيّته،
وسوقيّته، وفزَعِه إِلى شؤون العامّة
يستنطقها: لا يُجْدِي فتيلاً في تحليل
الظاهرة الأدبيّة الراقية، ولا في
استنطاق نصوصها العالية، ولا في الكشف
عمّا في طيّاتها من جمال، ولا في تقصّي ما
فيها من عبقريّ الخيال... فأَوْلَى لعلم
الاجتماع أن يظلّ مرتبطاً بما حدّده بنفسه
لنفسه، وبما حَكَم به على وضعه، وهو النظر
في شؤون العوامّ وعلاقاتهم: بعضهم ببعض،
أو تصارع بعضهم مع بعض، أو تصارعهم مع مَنْ
أعلى منهم، حسَداً لهم، وطمَعَاً في
أرزاقهم؛ كما قرر ذلك ماركسهم فأقام
الحياة كلَّها على صراع البنية السفلى مع
العليا...
وعلى الرغم من أننا لا نعدم من يحاول ربط
علم الاجتماع بالأنتروبولوجيا، أوجعل
الأنتروبولوجيا مجرد فرعيّة اجتماعيّة،
وأنّ قد يسمّى "الأنتروبولوجيا
الاجتماعيّة" إِنما انبثق عن دراسة
المجتمعات الموصوفة بـ "البدائيّة" (1):
فإِنّ ذلك لا يعدو كَونَهُ حذلقةً جامعيّة
تكاد لا تعني كبيرَ شيءٍ؛ وإِلاّ فما بالُ
هذا العِلْمِ يتمرّد على علم الاجتماع،
فيختلف عنه في منهجه، ويمرق عنه في تحديد
حقوله؛ ممّا أربك علم الاجتماع نفسّه،
فجعله يكاد لا يُعْنَى بشيء إِلاّ‍ ألفى
نفسه خارج الحدود الحقيقيّة التي كان
اتخذها، أصلاً، لطبيعة وضعه؛ وذلك كشأن
البحوث المنصرفة إلى الدين، وإلى
الأسطورة، وإلى السحر، وإلى السياسة،
وإلى علاقات القربى بين الناس، وإلى كل،
مظاهر العادات والتقاليد والمعتقدات
والبيئات الأولى لنشوء الإنسان...
لقد استأثرت الانتروبولوجيا- أو علم
معرفة الإنسان- بمعظم مجالات الحياة
الأولى للإنسان، فإذا هي كأنها: "علم
الحيوان للنوع البشريّ" (2)؛ إذ تشمل، من
بين ما تشمله: علم التشريح البشريّ، وما
قبل التاريخ، وعلم الآثار، وعلم وصف
الشعوب، وعلم معرفة الشعوب، وعلم
الاجتماع نفسه، والفولكور، والأساطير،
واللسانيّات (3). فما ذا بقي لعلم الاجتماع
أمام كلّ هذا؟
أم أنّ علم الاجتماع يستطيع أن يزعم أنه
قادر على منافسة الأنتروبولوجيا في صميم
مجالات اختصاصها؟ أنّا لا نعتقد ذلك. ولكن

/ 217