جهاد الإمام السجاد زین العابدین (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الإمام السجاد زین العابدین (علیه السلام) - نسخه متنی

السید محمدرضا الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

هذه المحاولة هذا الدور بقوله: والمرحلة
الثانية التي بدأها الإمام الرابع، زين
العابدين عليه السلام، تتركّز مهمّة
الأئمة عليهم السلام فيها: على حماية
الشريعة، ومقاومة الانحراف الذي حدث في
جسم الأمة على يد العلماء المزيَفين
المنحرفين، .. ولذلك نرى حرص الأئمة في
المرحلة الثانية على الابتعاد عن الصراع
السياسي، والانصراف إلى بَثّ العلوم،
وتعليم الناس، وتربية المخلصين، وتخريج
العلماء والفقهاء على أيديهم، والإشراف
على بناء الكتلة الشيعية ... (5)
ويقول: إنّ الإمام أراد أن تكون زعامته
للاُمة، زعامة دينية، وأن تصطبغ نشاطاته
بصبغة روحية علمية، فكانت زعامته في الأمة
تختلف عن زعامة الأئمة قبله، حيث كانوا
يصارعون الدولة، ويقصدون الإصلاح،
ويقارعون الظالمين . فكانت الطريقة التي
عاش بها الإمام زين العابدين والظواهر
التي برزت في حياته لا تسمح بزعامته إلا
أنْ تكون دينية وروحية وعلمية، وأن يكون
قدوة صالحة في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) نظرية الإمامة (ص 349) وانظر (351)، وانظر:
الفكر الشيعي والنزعات الصوفية للشيبي (ص
17) والصلة بين التصوف والتشيع، له (ص 104 و 147)
..
(4) معتزلة اليمن (ص 17 18) .
(5) الإمام السجاد، لحسين باقر (ص 13- 14) .
ص12
المجال التربويّ والمعيشة الربانية، لا
في مجالات التضحية والجهاد فكانت حياته
بطولات في ميادين الجهاد الأكبر جهاد
النفس لا الجهاد الأصغر جهاد الأعداء (6)
وزاد في تعميق المفاجأة: عندما وجدتُ
هؤلاء جميعاً قد أغفلوا أمراً واحداً وهو
تحديد السياسة التي ادّعوا أنّ الإمام:
ابتعد عنها أو انصرف عنها أو زهد فيها أو
لم يشارك فيها أو انعزل عن ساحتها إلى غير
ذلك من التعابير المختلفة . وإذا كانت هي
زعامة العباد، وتدبير أمور البلاد (7) فهي
داخلة في معنى الإمامة التي لابد أن
نفرضها للإمام أو على الأقل نفرضها له
عندما نتحدّث عنه من حيث كونه إماماً .
وإذا كانت الإمامة متضمنّة للسياسة، فكيف
يريد الإمام أن يبتعد عنها ? .
أو يريد الكُتَاب أن يفرضوا فراغ إمامته
عنها ? .
أو حصرها بالزعامة الروحية والعلمية، فقط
? .
وفي خصوص الإمام زين العابدين عليه
السلام: كانت المفاجأة أعمق أثراً، عندما
لاحظتُ أنّ المصادر القديمة والمتكفلة
لذكر حياة الإمام عليه السلام تعطي بوضوح
نتيجة معاكسة لما شاع عند هؤلاء الكُتَاب،
وهي :
أنّ الإمام عليه السلام قد قام بدور سياسي
فعَال، وكان له تنظيم وتخطيط سياسي دقيق،
يمكن اعتباره من أذكى الخطط السياسية
المتاحة لمثل تلك الظروف العصيبة الحالكة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) الإمام السجاد، لحسين باقر (ص 63) وانظر
خاصة (ص 91 93) . ويلاحظ: أن جهاد النفس ليس من
شؤون الإمامة، ولا الإمام فقط، بل إنمّا
هو واجب عام على كل من آمن بالله، وأراد
الجنة
(7) يلاحظ أن التصدي للحكام غير الشرعيين
يعتبر داخلا في هذا المعنى للسياسة، حتّى
في العرف المعاصر . وسيأتي في (التمهيد)
تحديدنا للسياسة التي ندّعي أنّ للإمام
زين العابدين جهاداً وجهوداً في سبيل
تحقيقها .
ص13
ووقفتُ على شواهد عينية من التأريخ تدل
على أن الجهاد السياسي الذي قام به الإمام
السجاد عليه السلام من أجل تنفيذ خططه يعد
من أدق أشكال العمل السياسي، وأنجحها .
فكان أنْ قصدتُ إلى تأليف هذا الكتاب
ليجمع صُوَراً من تلك الشواهد والعينات .
فمهّدتُ بحثين يعتبران منطلقاً أساسياً
لما يلي من بحوث في الكتاب، وهما:
1- البحث عن الإمامة، وتعريفها، وما
تستلزمه من شؤون.
2-البحث عن إمامة الإمام زين العابدين
عليه السلام وإثباتها .
ثم دخلتُ في الفصول، وهي:
الفصل الأول: أدوار النضال في حياة الإمام
عليه السلام: في كر بلاء، وفي الأسر، وفي
المدينة .
الفصل الثاني: النضال الفكري والعلمي في
مجالات: القرآن والحديث، والعقيدة
والفكر، والشريعة والأحكام .
الفصل الثالث: النضال الاجتماعي والعملي
في مجالات: التربية والأخلاق، والإصلاح
وشؤون الدولة، ومناهضة الفساد الاجتماعي
في أشكال: العصبية، والفقر، والرقّ .
الفصل الرابع: مظاهر فذَة في حياة الإمام:
الزهد والعبادة، والبكاء، والدعاء الفصل
الخامس: مواقف حاسمة في حياة الإمام: من
الظالمين، ومن أعوان الظالمين، ومن

/ 98