بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
جهاد الإمام السجاد عليه السلام تأليف السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ المقدّمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمد الرسول الصادق الأمين، وعلى الأئمة الأطهار المعصومين من آله الأ كر مين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . لماذا هذا الكتاب ? كثيرة تلك الكُتُب والمؤلّفات التي كُتِبَت حَولَ الإمام السجاد، عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين عليه السلام المولود عام (38) والمتوفّى عام (95) من الهجرة . وقد عُني مؤلّفوها بجوانب من حياتِهِ الكريمة لتزويد الأمة بثرواتها من مكارم الأخلاق و الأداب، والمعارف والعلوم والاثار، وما في تاريخه من عظاتٍ وعِبَر وجهادٍ وجهودٍ، ليستنير أمَامَهَا دربُ الحياة، للوصول إلى السعادة الدنيوية و الأخروية . ولقد تبارى في هذا الموضوع الرحب مؤلَفون قدماء، كما شارك في حَلَبته مؤلَفون في عصرنا الحاضر . وفي المؤلّفين الجُدُد من استهدف تحليل تاريخ الإمام، ودراسة حوادثه على أساس من المقارنة بين الأسباب والمسبَبات، ليقتنص حقائق ثابتة، مدعوما بالأدلّة، من بطون المصادر والحوادث التاريخية . ولقد فوجئتُ بأنَ عِدَةً من الدارسين من هذا القبيل، اتفقوا أو كادوا على مقولة مُعيَنَةٍ في ما يرتبط بواقِعِ الحركة السياسية في حياة الإمام السجاد عليه السلام . فهم يؤكّدون على إبعاد الإمام عن الجهاد السياسي ويُفرغونَ حياته من كل ص10 أشكال العمل السياسي . بالرغم من اختلاف اتجاهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الدينية: ففيهم السُنّي، والعلماني، والشيعي: الزيدي، بل الإمامي الا ثنا عشري. وهم يحسِبون الإمام قائماً بدور المُعَلم فحسب في تربية الطليعة المثقّفة والواعية، بعيداً عن الصراع السياسيّ، ومنصرفاً عن أيّ تحرك معارض للأنظمة الحاكمة، ويُحدّدون واجباته بالإعداد الثقافي للاُمَة، والتحصين لها عقائدياً، وفقط. وحاول بعضُهم إجراءَ هذا الحكم على الأئمة بعد الإمام السجاد عليه السلام، وفَرَضَهم سائرين على منهج واحد، أو يؤدّون دوراً، بِعَيْنِهِ . ولنقرأ معاً بعض ما كتبوه في هذا الصدد: تقول كاتبة جامعية: افتقدت الشيعة بمصرع الحسين الزعيم الذي يكون محوراً لجماعتهم وتنظيمهم، والذي يقودهم إلى تحقيق تعاليمهم ومبادئهم، وانصرف الإمام عليّ زين العابدين عن السياسة إلى الدين، وعبادة الله عز وجل، وأصبح للشيعة زعيماً روحيّاً، ولكنّه لم يكن الثائر السياسي الذي يتزعّم جماعة الشيعة، حتّى أنّه آثر البقاء في المدينة طوال حياته . وحاول المختار بن أبي عبيده الثقفي أن ينتزع علياً من حياة التعبيد، والاشتغال بالعلم إلى ميادين السياسة، دون جدوى (1) ويقول كاتب شيعي: كانت فاجعة مقتل أبيه التي شاهدها ببصره أقسى من أن تتركه يطلب بعد ذلك شيئاً من إمارة الدنيا، أو يثق في الناس، أو يشارك في شأن من شؤون السياسة، اعتكف على العبادة...(2) ويقول كاتب سُنّي: لكن الإقبال على الله واعتزال شؤون العالم ... كان منهجه في حياته الخاصة، وطابعه الذي طبع به التشيع الاثني عشري، فاتجه إلى الإمامة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) جهاد الشيعة للدكتورة الليثي (ص29) (2) نظرية الإمامة، لصبحي (ص 349) عن كاظم جواد الحسيني: حياة الإمام علي بن الحسين (ص 320) وانظر ثورة زيد لناجي حسن (ص 30 -31) . ص11 الروحيّة مبتعداً عن طلب إمامة سياسية (3) . ويقول كاتب يَمَنيّ: وفي تاريخ الشيعة كذلك نشأتْ نظرات مُتَخاذلة، تولّدت من شعور بعض العلويّين وأنصارهم بالهزيمة الداخليّة، وقلة النصير، وفجعتهم التضحيات الكبيرة التي قدَموها، ففضَلوا السلامة . وقد وطَدتْ معركة كر بلاء من هذا الاتجاه، إذ كان تأثيرها مباشراً على عليّ بن الحسين الذي ابتعد من هول الفجيعة عن السياسة، ونأى بنفسه عن العذاب الذي عاناه مَن سَبَقَه، وعلى قريب من هذا النَهْج سار ابنه محمَد، وحفيده جعفر(4) وفي أحدث محاولة لتقسيم أدوار الأئمة عليهم السلام، جُعِلَتْ حصّة الإمام السجاد عليه السلام الدور الثاني وهو الذي امتدَ منذ زمانه حتّى زمان الإمام الباقر، والصادق عليهما السلام، هو: بناء الجماعة المنطوية تحت لوائهم . ويشرح واحد من أنصار