شذا الفیاح فی ترجمة أبی عبیدة بن الجراحِ نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
حيَثُ أمَّر النَبِيُّ عَمْرو بنَ العَاصِ في غَزْوَةِ ذَاتِ السَلاسِلِ، فَخَشِيَ عَمْرُو؛ فَبَعَثَ يَسْتَمِدُّ، فَنَدَبَ النَبِيُّ الناسَ مِنَ المُهاجِرِينَ الأوَّلِينَ، فَانتَدَبَ أبُو بَكرِ وعُمرَ في آخَرينَ، فأمَّر عَليهم أبا عُبَيْدَةَ بن الجَرَّاحِ مَدَداً لعَمْرو بنَ العَاصِ؛ فَلمَّا قَدِمُوا عَليهِ قَالَ: أنا أمِيرُكُم !. فَقَالَ المُهاجِرُونَ: بَلْ أنتَ أميرُ أصْحَابِكَ، وأبو عُبَيْدَةَ أميرُ المُهاجِرينَ. فَقَالَ: إنَّمَا أنتُم مَدَدِيْ!. فَلمَّا رَأىْ ذَلكَ أبو عُبَيْدَةَ - وكَانَ حَسَنَ الخُلِقِ مُتَبِعَاً لِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ وعَهدِهِ - فَقَالَ: تَعْلَمُ يا عَمْرو أنَّ رَسُولِ اللهِ قالَ لي:"إنْ قَدِمْتَ عَلى صَاحِبِكَ فَتَطَاوَعَا" وإنَّكَ إنْ عَصَيْتَنِي أطَعْتُكَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو: فَإنِّي أمِيرٌ عَلَيكَ ، إنَّمَا أنتَ مَدَدٌ ليْ. قَالَ: فَدُونَكَ. فَصَلَّى عَمْرُو بنُ العَاصِ بِالنَاسِ .وعن الشَعْبيِّ رَحِمَهُ اللهُ قالَ: قالَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ لأبي عُبَيْدَةَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ أمَّرَكَ عَلينا، وإنَّ ابنَ النابِغَةِ ليسَ لكَ مَعَهُ أمْرٌ - يَعني : عَمْرو بْنَ العَاصِ - فَقَالَ أبو عُبَيْدَةَ : "إنَّ رَسُولَ اللهِ أمَرَنَا أنْ نَتَطَاوَعَ، وأنا أُطِيعُهُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ " .ج- سَرِيةُ الخَبَطِ أو سِّيفُ البَحْرِ في رَجَبٍ مِنَ السَنَةِ الثَامِنَةِ للهِجْرَةِ:
عَنْ أبي الزُبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بِنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: "بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَمَّرَ عَلَينَا أَبَا عُبَيْدَةَ؛ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيشٍ وَزَوَّدْنَا جِرَاباً مِن تَمرٍ لَمْ يَجِد لَنَا غَيرَهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعطِينَا تَمرَةً تَمرَةً، قالَ: فَقلتُ: كَيفَ كُنتمْ تَصْنعُونَ بِها؟ قال: نَمُصُّهَا كَمَا يَمُصُّ الصَّبِيُّ، ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنْ الْمَاءِ، فَتَكْفِينَا يَومَنَا إِلَى اللَّيلِ، وكُنَّا نَضرِبُ بِعِصِيِّنَا الْخَبَطَ ثم نَبلُّهُ بالماءِ فَنَأكُلَهُ.قَالَ:وانطَلَقنَا عَلى سَاحِلِ البَحرِ؛ فَرُفعَ لنا عَلى سَاحِلِ البَحرِ كَهَيئَةِ الكَثِيبِ الضَّخمِ، فأتيناه؛ فَإِذَا هِيَ دَابَّة تُدعَى (الْعَنْبَرُ)، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيِّتَةٌ؟! ثُمَّ قَالَ: بَلْ نَحنُ رُسُلُ رَسُول اللَّهِ , وَفِي سَبِيل اللَّهِ, وَقَدْ اُضطُرِرّتُمْ فَكُلُوا، قال: فَأَقَمنَا عَلَيهِ شَهرًا وَنَحنُ ثَلَثمِئَةٍ حَتَّى سَمِنَّا.قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيتنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقبِ عَيْنهِ بِالْقِلَالِ الدُّهنَ، وَنَقتَطِعُ مِنهُ الفِدَرَ ، كَالثَّورِ - أَوْ كَقَدرِ الثَّورِ -فلَقدْ أخذَ منَّا أبو عُبَيدةَ ثلاثةَ عَشَرَ رجُلاً؛ فأقعَدَهُمْ في وَقْبِ عَينهِ، وَأَخَذَ ضِلعًا مِنْ أَضلَاعه فَأَقَامَهَا، ثمّ رحَّلَ أعظمَ بعيرٍ مَعَنَا فَمَرَّ مِنْ تَحْتِها، وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحمِهِ وَشَائِقَ ، فلمّا قَدِمنَا المَدينةَ أتينَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرنَا ذلِكَ لَهُ، فقَالَ: "هوَ رِزْقٌ أخرَجَهُ اللهُ لَكُمْ، فَهَلْ مَعَكُمْ مِن لحَمِهِ شَيٌء فَتُطعِمُونَا؟ "قال: فأرسلنا إلى رَسُولِ اللَّهِ منهُ فأَكَلَهُ" .7) وعِندما فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَكَّةَ في السَنَةِ الثَامِنَةِ للهِجْرَةِ، كانَ أبو عُبَيْدَةَ قائداً لأحَدِ الجُيُوشِ .8) وفِي عَامِ الوُفُودِ - وهو العَامُ التَاسِعُ للهِجْرَةِ - أرسله رَسُولِ اللَّهِ مَعَ وَفدِ نَجْرَانَ لِيُعَلِّمَهُم الإسْلامَ.فَعَن حُذَيفَةَ بن اليَمَانِ قَالَ: جَاءَ العَاقِبُ والسَيِّدُ صَاحِبَا نَجرَانَ إلى رَسُولِ اللَّهِ يُرِيدَانِ أنْ يُلَاعِنَاهُ. قَالَ : فَقَالَ أحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لا تَفعَلْ! فَوَاللهِ لئِنْ كَانَ نَبِيَّاً فَلَاعَنَنَا لا نُفلِحُ نَحنُ ولا عَقبُنَا مِنْ بَعدِنَا. قَالَا : إنا نُعطِيكَ مَا سَألتَنَا، وَابعَثْ