شذا الفیاح فی ترجمة أبی عبیدة بن الجراحِ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شذا الفیاح فی ترجمة أبی عبیدة بن الجراحِ - نسخه متنی

أبی الحسنات الدمشقی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مَعَنَا رَجُلاً أمِيناً، ولا تَبعَثْ مَعَنَا إلا أمِينَاً. فَقَالَ "لأبعَثَنَّ مَعَكُم رَجُلاً أمِينَاً، حَقُ أمِينٍ".فَاستَشرَفَ لَهُ أصحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - وَفي رِوَايَةٍ : فَجَثَا لَهَا أصحَابُ النَبِيِّ عَلَى الرُكَبِ - فَقَالَ: "قُم يا أَبَا عُبَيْدَةَ بنَ الْجَرَّاحِ"، فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "هَذَا أمِينُ هَذِهِ الأمَّةِ" .

وفِي نَفسِ العَامِ، أرسَلَهُ الرَسُولُ إلى البَحرَينِ ليأتيَ بِجِزيَتِهَا .

9) وَعِندَمَا قبُِضَ رَسُولُ اللهِ ، واجتَمَعَ النَّاسُ فِي سَقِيفَةِ بَنيْ سَاعِدَةَ، كَانَ أبُو عُبَيْدَةَ مِن أوَّل مَنْ بَادَرَ إليهَا.

فَفي حَدِيثِ السَقِيفَةِ الذيْ تَرويْهِ أمُّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: "وَاجتَمَعَتِ الأنصَارُ إلى سَعدِ بنِ عُبَادَةَ في سَقِيفَةِ بَنيْ سَاعِدَةَ ، فَقَالُوا : مِنَّا أمِيرٌ وَمِنكُم أمِيرٌ، فَذَهَبَ إليِهمْ أبو بَكرٍ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ، فَأسكَتَهُ أبو بَكرٍ، و كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا أرَدتُ بِذَلِكَ إلَّا أنِّي قَدْ هَيَّأتُ كَلَامَاً قَدْ أعجَبَنِي، خَشِيتُ أنْ لا يَبلُغَهُ أبو بَكرٍ، ثم تَكَلَّمَ أبو بَكرٍ فَتَكَلَّمَ أبلغُ النَّاسِ، فَقَالَ في كَلَامِه: "نَحنُ الأمَرَاءُ وأنْتُم الوُزَرَاءُ"، فقالَ حَبَّابُ بنُ المُنذِرِ: لا واللهِ لا نَفعَلُ! مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، فَقَالَ أبو بَكرٍ: " لا، وَلَكِنَّا الأمَرَاءُ، وأنتُمُ الوُزَرَاءُ، هُم أوسَطُ العَرَبِ دَارَاً، وأعرَبُهُم أحسَاباً، فبَايِعُوا عُمَرَ أو أبا عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ"، فقال عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أنتَ، فأنتَ سَيِّدُنَا وَخَيّرُنَا وَأحَبُّنَا إلى رَسُولِ اللهِ ، فأخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ " .

ثَانِيَاً: في خِلَافَةِ الصِّدِيّقِ والفَارُوقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا :

وَفي خِلَافَةِ الصِّدِيّقِ والفَارُوقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا ؛ كَانَ أبُو عُبَيدَةَ مِنْ كِبَارِ الصَحَابَةِ وَرُؤوسِهِم، وَمِنَ المَعلُومِ مَا لأبِي عُبَيدَةَ مِن أهميَّةٍ في فَتحِ الشامِ؛ فَإنَّ أكثَرَ الشَّامِ فُتِحَ عَلى يَدِهِ، ويَصعُبُ هُنَا ذِكرُ تَفَاصِيلِ تِلكَ الفُتُوحَاتِ، وَلِذَا؛ سَأسرُدُ أهَمَّ الأحدَاثِ والوَقَائِعِ إجمالاً دُونَ تَفصِيلٍ، مَعَ الإشِارَة لِبَعضِ مَوَاقِفِ أبِي عُبَيدَةَ:

1) في السَنَةِ الثَانِيِةِ عَشرَةَ للهجِرَةِ: كَانَ أبُو بَكرِ الصِّدِّيقُ قّد تَفَرَّغَ مِنْ حَربِ أهلِ الرِدَّةِ وحَربِ مُسَيّلَمَةَ الكَذَّابِ، فجَهَزَ أُمَرَاءَ الأجنَادِ لِفَتحِ الشَامِ: فَبَعَثَ أبَا عُبَيْدَةَ: وجَعَلَ لَهُ نِيَابَةَ حِمصٍ ، وَيَزيدَ بنُ أبي سُفيَانَ: وجَعَلَ لَهُ دِمَشَقَ ، وعَمرُو بنُ العَاصِ: وجَعَلَ لَهُ فِلسطَينَ، وشُرَحْبيلَ بنَ حَسَنَةَ: وجَعَلَ لَهُ الأردُنََّ .

2) وفي السَنَةِ الثَالِثَِةِ عَشرَةَ للهجِرَةِ: كَانَتْ أولُى المَعَارَكِ الفَاصِلَةِ في فَتحِ الشَامِ: مَعرَكَةُ أجنَادِينَ بِقُربِ الرَّملةِ في جُمَادَى الأوُلى، وَنَصرَ اللهُ فيها المُؤمِنينَ، ثُم تَوَالت الفُتُوحَاتِ: فَكَانَتْ وَقعَةُ مَرجِ الصُفَّرِ في جُمَادَى الآخِرةِ، وَوَقعَةُ فِحْلٍ في ذِيْ القِعدَةِ، وهَزَمَ اللهُ المُشرِكينَ وَقُتِلَ مِنهُمْ مَقتَلَةٌ عَظِيمَةٌ.

3) وَفي السَنِةِ الرَابِعَةِ عَشرَةَ للهِجرَةِ: حَاصَرَ المُسلِمُونَ دِمَشقَ، وكَانَ أبُو بَكرٍ قَدْ تُوفِّيَ، وَقَامَ عُمَرُ بِعَزلِ خَالدٍ وجَعَلَ أبَا عُبَيّدَةَ أمِيرا ًعلى الكُلِ، فَجَاءَهُ التَقلِيدُ فَكَتَمَهُ مُدَّةً - وَكُلُ هَذَا مِنْ دِينِهِ وَليِنِهِ وَحِلمِهِ -، وبِقِيَ الحِصَارُ لمُدَّةِ ثَلَاثَةِ أشهرٍ ثمَّ رَضِيَ الرُومُ بالصُلحِ، فَعندَ ذَلِكَ

/ 11