بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام د. صاحب خليل إبراهيم دراســــــــة بسم الله الرحمن الرحيم { رَبَّنا تَقَبّلِ مِنّا إنَّك أنتَ السَّميع العَليم } صدق الله العظيم الإهـداء إلى والديَّ الكريمين اللّذين أنارا لي الطريق وأخواني الأعزاء وإلى رفيقة العمر الوفية الصابرة التي رافقتني في رحلة التعب والجهد. وأطفالي: فراس.. وريّا.. ونوار.. ونورس.. أهدي هذه الثمرة عرفاناً بالجميل. بسم الله الرحمن الرحيم كلمة بين يدي البحث الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد النبي العربي الأمين رسول الهدى والخير والمحبة إلى الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين. وبعد: منذ أكثر من سبعة عشر قرناً انسلخت من عمر الزمن وشعرنا العربي قبل الإسلام يعيش بين ظهرانينا، ويهز أسماعنا، ونتأثر به، ويحظى بأهمية استثنائية لكونه الموروث الضخم الذي تجلت إبداعاته، وبقيت محفورة بذاكرة الزمن، وظلت خالدة ماثلة بيننا، يتناقلها الرواة، وتتغنى بها الشفاه فتتسقطها الأسماع وتتلقفها من فم لفم لحلاوة إنشادها، وعذوبة موسيقاها، وسموّ معانيها التي انتظمت في إيقاع تشتاقه النفوس وتطرب له، وكأنها تعزف على أوتار القلوب، وتتأثر به ولذلك فمن حقنا أن نتفاعل مع تراثنا، وننهض بدراسته بما يتلاءم مع عظمته وأهميته، فهو سجل حافل بالمفاخر والمآثر والقيم، فضلاً عما يضم بين جوانحه من لمحات تكشف لنا الكثير من جوانب الحياة في الصُّعُد المختلفة آنذاك. ومهما حاولنا أن نستجلي جانباً من الشعر الجاهلي بالدراسة والتحليل تبقى جوانب كثيرة فيه بحاجة إلى دراسة وإضاءةٍ دائمتين، لكون الشاعر الجاهلي موهوباً مقتدراً استطاع ببراعته أن يكونّ لنا صوراً كثيرة لحياة العرب وقتذاك، تلك الصور المتعددة أخذت جانبين، جانب الحياة من جهة، وجانب المنظور الفني من جهة ثانية، ولا يمكن لتلك الصور أن تنسلخ عن المدركات الحسية، وخاصة السمعية، لأن الشعر الجاهلي شعر مسموع، وهذا ما يسوّغ وجود صورة سمعية فيه قبل أن توجد الصورة البصرية التي تعتمد اللون، أو التركيب، أو الشكل أو الهيئة. بَيْدَ أن الصورة السمعية إذا ما افتقرت إلى الجوانب الأخر، البصرية منها، فهي تحمل في تضاعيفها جوانب متعددة من طبيعة تركيب الجملة الشعرية مثل اللفظة، سواء أكانت اسماً، أم فعلاً، فضلاً عن طبيعة الصوت المنطلق من الصورة سواءً أكان إنشاداً، أم دويّاً، أم تنغيماً، أم صوتَ رعد، أم قعقعة سلاح، أم حركة حيوان مع ما يطلقه من أصوات. ولهذا فإن الصورة الشعرية في العصر الجاهلي حسية، مستمدة من البيئة لمحاولة الشاعر استدعاء الحواس لاستيعاب الصورة التي تتفاعل معها نسب تلك الحواس، ومدى استدعاء حاسة السمع بالذات وأثرها في تشكيل الصورة. وإذا ما تجاوزنا ذلك كله إلى الجانب الشكلي، فسنجد أن القصيدة العربية قبل