طریق الی الشمس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

طریق الی الشمس - نسخه متنی

عبد الکریم ناصیف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عبد الكريم ناصيف
الطريق إلى الشمس
- ثلاثيـــــة روائيــــــة -
-3- الجــــــوزاء
[IMAGE: 0x08 graphic]
البريد الالكتروني: [LINK: mailto:unecriv@net.sy]
unecriv@net.sy E-mail :
[LINK: mailto:aru@net.sy] aru@net.sy
موقع اتحاد الكتّاب العرب على شبكة
الإنترنت
http://[LINK: http://www.awu-dam.com] www.awu-dam.com
تصميم الغلاف للفنان : ريم الخطيب
عبد الكريم ناصيف
الطريق إلى الشمس
- ثلاثيـــــة روائيــــــة -
-3-
الجــــــوزاء
[IMAGE: 0x08 graphic]
من منشورات اتحاد الكتّاب العرب
2000
تنويـــــــه
عن اتحاد الكتاب العرب، صدرت الثلاثية
الروائية "الطريق إلى الشمس" بجزئيها:
1 ـ تشريقة آل المر: عام 1993.
2 ـ شرق/ غرب: عام 1996.
وهذا هو الجزء الثالث والأخير، بعنوان:
الجوزاء.
ــ 1 ــ
ـ واحد أحد!! الله أحد!!
بدأ صاحب البيدر يكيل الحنطة، مالئاً
مكياله الخشبي واضعاً إياه في العدل.
ـ اثنين، يا موفي الدين، تابع بصوت أعلى
وهو يمسح المد الخشبي الذي ربما استخدمه
أبوه وجده مكيالاً للحنطة والشعير، ثم
أفرغه في فم العدل الجائع.
ـ ثلاثة، يا مجير من الشماتة، نغّم الفلاح
بلهجة حورانية سرعان ما عادت بعزيزٍ وهو
يتربّع بجانب صبة الحنطة، إلى أولئك
الفتيان البداة الذين جاؤوا، ذات يوم من
صباه، بغاة طغاة يأمرون "املا العدول….
املا….".
وحين رفض أن يملأ العدول انهالوا عليه
بالخيزرانات طامعين في أن ينهبوا حتى
الثوب الذي يلبسه: "افسخ الثوب… ملعون
الوالدين… افسخ الثوب"، ثم لم ينقذه من
براثن الموت إلا ظهور الفارس الملثم الذي
تكشف فيما بعد عن شمس، حبيبته….". إيه يا
لتلك الأيام!! يا شهد العسل….!!".
وأطلق عزيز تنهيدة كادت تفضحه لولا أن
كتمها آخر لحظة، فالرجال المتحلقون حول
الصبة، بدافع الفضول من بعض والعمل من
بعضهم الآخر كانوا لا يغفلون لحظة واحدة
عن حركات التاجر الشامي، الذي يتكلم
اللهجة البدوية مثلهم، ويتقن فن الأخذ
والعطاء، ويأتيهم كل موسم لينقل حبوبهم
إلى المدينة التي تلتهم كل شيء، ودائماً
تلتهم كل شيء، سائلة: "هل من مزيد؟!"،
اهراءات روما نفسها، سهول حوران، بكل
غلالها لا تشبع المدينة، فأين تذهب بها يا
ترى؟ في المواسم الخصبة وحين تجود السماء
بالأمطار وتجود التربة بالغلال الوافرة
يخشون أن تكسد غلالهم. لكن يأتي عزيز
وأمثاله فلا يبقى منها شيء. عشرة جمال كانت
تنيخ بجانب البيدر، تنتظر أن توضع على
ظهورها الأحمال. عزيز يسمع بعضها يرغي
بشيء من قلق، وهي تلتفت يمنة ويسرة كأنها
ملت الانتظار، لكن بعضها يرقب كيل الحنطة
وإملاء العدول مجتراً مافي جوفه بصمت
الخضوع وسكينة التسليم.

/ 184