فخذك اليسرى باصبعك اليمنى المسبحة ثم قل بسم الله وبالله توكلت على الله اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فانك تطرده عنه ورويت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان بعض الصحابة شكا إليه الوسوسة فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الشيطان قد حال بينى وبين صلوتى يلبسها على فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك شيطان يقال خنزب فإذا احسست به فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلثا قال ففعلت ذلك فاذهبه الله عنى خنزب بخاء معجمة تفتح وتكسر ونون ساكنه وزاء مفتوحة وباء موحدة ورويت عن ابن عباس رضى الله عنهما انه شكا إليه بعضهم الوسوسة فقال إذا وجدت من قلبك شيئا فقال هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيئى عليم. وقال العلماء انفع علاج في دفع الوسوسة ذكر الله والاكثار منه لان الشيطان إذا سمع ذكر الله خنس أي بعد وتأخر فينبغي الاكثار من قول لا اله الا الله لانها رأس الذكر و قد ورد في فضلها وشرافتها واسرارها من طريق الخاصه والعامة مالا يكاد يحصر ولهذا اختارها اهل السلوك لتربية السالكين وتهذيب المريدين
وقد جمعت بين النفى والاثباث نفى الوهية ما سوى الله واثبات الوهيته لان الاثبات إذا ورد على القلب فلا بد ان يكون خاليا من كل شئى لتستقر فيه الوهية الله تعالى وما دام فيه شئى لا تستقر لان الباري لا يقبل شريكا فإذا خلا القلب من كل شيئى تثبت فيه الوهية الله تعالى وانقهر الشيطان وتاخر قال بعض العارفين إذا اردت ان تقطع الوسواس فاى وقت احسست به فافرح فانك إذا فرحت به انقطع عنك لانه ليس شيئى ابغض الى الشيطان من سرور المؤمن وان غممت به زادك قلت هذا يدل على ان الوسواس انما يبتلى به المؤمن لان اللص لا يقصد بيتا خربا لكن دقعه يكون بكمال الايمان بالله ورسوله والائمة الرشدين صلوات الله عليهم اجمعين الوجه الثاني في دفع الوسواس الفكر والتعقل وذالك انه قد علم انه من عدونا وعدوا بينا من قبل حيث وسوس له واخرجه من الجنة والبارى عز وجل والائمة المعصومون عليهم السلام قد بينوا ذلك وامرونا بمخالفته واتباع ظاهر الشرع قال الله تعالى لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة فإذا علمنا ذالك واتبعناه نكون قد خالفنا الله والائمة المعصومين عليهم السلام واتبعنا عدونا الذى قصده اضرارنا ونكون قد ادخلنا الضرر على انفسنا اما في الدنيا فبالتعب والعنا بغير نفع واما في الاخرة فلمخالفتنا اوامر الله ورسوله والائمة المعصومين وهذا لا يفعله موفق رشيدا جارنا الله واياكم من ذلك وكان بعض مشايخنا من السادات يؤدب بعض الموسوسين ويعظه فقال له انت تخالف الله ورسوله و تعبد الشيطان بغير فائدة بل للضرر فقال كيف وانا اومن بالله
والعن الشيطان فقال السيد لان الله ورسوله والائمة المعصومين قد قرروا للطهارة والنجاسة قدر أو حد والها حدودا وانت تفعل ذلك كما قرروه ومقتضاه ان يكون صحيحا أو طاهرا فيقول لك الشيطان هذا باطل لو نجس فتتبعه وتترك ما قالوه فتعبده وانت لا تدرى فتاب ذالك الموسوس وترك الوسوسة ببركة السيد قاعدة فوائدها زائدة قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انما الاعمال بالنيات وانا لكل لامرء ما نوى وقد جاء هذا المعنى عن الائمة عليهم السلام في احاديث متكثرة ورتب الفقهاء على الحديث من الفروغ مالا يتفاهى ومن هنا لم يكفر الانسان بالسجود للملوك والابوين والاخوة كما في اخوة يوسف على قصد الادب والتعظيم واعتقاد انهم عبيد مخلوقون ويكفر لو سجد للصنم وان قصد التعظيم لانه لا عظمة له ولا يعظمه الا اهل الكفر فالسجود له لا يقع الا على وجه واحد ممنوع منه بخلاف الانسان فان السجود له يقع على وجه الادب والتعظيم فيكون راجحا إذا كان في العرف تركه اهانة والانسان اهل التعظيم لانه عبد الله فتعظيمه تعظيم لله ولهذا ورد في اكرام المؤمن خصوصا الانقياء واهل العلم عن اهل البيت مالا يتناهى من الحث والثواب والاهتمام حتى ورد انه من زار مؤمنا فكانما زار الله تعالى وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سر مؤمنا فقد سرنى ومن سرنى فقد سر الله وما ذلك الا لما قلناه لان تعظيم العبد تعظيم لمولاه وقال الباقر (عليه السلام) إذا اردت تعلم ان في قلبك خيرا فانظر الى قلبك فان كان