عمل و العمال فی فکر الامام الخمینی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عمل و العمال فی فکر الامام الخمینی - نسخه متنی

سید روح الله الخمینی؛ گردآورنده: مرکز الامام الخمینی الثقافی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا يحب كل مختال فخور".

ومهما كان هذا الأمر ثانوياً بنظرنا سيظهر أثره في الآخرة "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره".

لذلك نجد الإسلام يتدخل في كل كبيرة وصغيرة ليضع لها الأحكام وينظمها ويوجهها بالشكل الصحيح، مما يعطي كمالاً في الدنيا وفوزاً في الآخرة.

فمن الطبيعي إذاً أن نجد العمل حاضراً ضمن المفاهيم والأحكام الإسلامية، فما هي قيمة العمل ضمن المنظومة الإسلامية؟

قيمة العمل في الإسلام

يا لها من قبلة رصعتها شفاه أكرم الكائنات على تلك اليد الخشنة التي أخذ منها العمل مأخذاً، شفاه ليس فيها إلا الحق ولا تتحرك إلا لتسطيره وتأكيده.

أي شرف هذا الذي ناله العامل، وأي رسالة يريد أن يوصلها سيد الكائنات من خلال ذلك؟

نجد الجواب عند الإمام الخميني (رحمه الله) الذي تناول قصة تقبيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ليد أحد العمّال في بعض كلماته وعلق عليها قائلاً: "انظروا إلى تلك المكانة التي وضعها الإسلام لكم، ولا بد أنكم سمعتم ما ورد عن الرسول الأكرم من أنه قبل يد العامل، أي تلك اليد التي أصبحت خشنة بسبب العمل، وهذه الحادثة تعكس مكان العامل على طول التاريخ، فالنبي الأكرم الذي هو أعظم إنسان كامل، وهو أول أفراد الإنسان، تواضع للعامل بهذا الشكل، وقبّل يده التي هي علامة للعمل، وقد قبّل باطن اليد لا ظهر اليد، وهذه ملاحظة مهمة إذ أن آثار العمل تظهر في باطن اليد، وإنه يريد من ذلك أن يبين قيمة العمل لبني الإنسان، ويقول للمسلمين بأن قيمة العمل تتجلى هناك حيث عمل العامل، وقد ظهرت علامة بسبب العمل، وأنا أقبّل ذلك المكان لكي تدرك الشعوب الإسلامية والبشرية قيمة هذا العمل".

فالاسترخاء والقعود والتخمة... ليست أخلاقاً إسلامية أو قدوة للمسلمين ينبغي تقليدها، بل الذي يستحق الاحترام وينبغي تسليط الضوء عليه وتوجيه الناس نحوه هو العمل والكد والتعب لتحقيق الأهداف "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"، وغيرها من النصوص الشرعية التي تدعو إلى العمل والبناء بجميع أنواعه وأقسامه ضمن الأهداف والوسائل الشرعية التي تحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

علي (عليه السلام) إمام العمال

يقول الإمام الخميني (رحمه الله): "قبّل النبي موضع القيمة وأعلن عن قيمته، وكان الرجل الثاني في الإسلام وهو علي بن أبي طالب سلام الله عليه عاملاً، أي كان يحفر بئراً ويستخرج منه الماء، كان عاملاً، وكان يعمل من أجل إعاشة نفسه أيضاً، ورغم أنه قد حفر تلك الآبار بيده فإنه قد حمل في نفس اليوم بحسب النقل الذي بايعوه فيه بالخلافة والإمامة وعندما انتهت البيعة، فقد حمل المسحاة بيده وذهب للعمل! فيجب أن نقتدي جميعاً بهذين الرجلين العظيمين، وهما الرجلان الأولان في الإسلام، أنظروا إلى هذا الاحترام الذي حصل عليه العمل في الاسلام بواسطة عمل هذين العظيمين والقيمة التي أعطاكم إياها، حيث قد جعل نفسه في مستواكم، ولم يقتصر ذلك على الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه، بل إن الإمام الصادق والباقر كانوا كذلك فقد نقلوا أنهما كانا يعملان في مكان، ونُقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه كان يعمل في مكان ما رغم عمله الكثير، رغم عمله المعنوي الكثير وعمله الإعلامي، فقالوا له كما يُنقل اترك لنا هذا العمل لكي نقوم به، لكنه أجابهم: إنني أحب أن أشعر بحرارة الشمس في بدني إزاء ذلك العمل الذي أريد أن أقوم به بنفسي، ويا لها من قيمة كبرى أن يقوم الرجل الأول في زمانه ورغم امتلاكه لتلك المنزلة بممارسة العمل بنفسه، مما يعلمنا قيمة العمل".

قد يتصور بعض المتخمين أن العمل منقصة، وأنه عيب لا يليق بشأنهم، وأن العمال هم طبقة دونية، لذلك قد تجد بعضهم يتجنب العمل ويتحرز عنه رغم حاجته، بل بعضهم ربما يفضل أن يمد يده ويتسول بشكل أو بآخر على أن يعمل!.

هذه الحالة المرضيّة واجهها الأئمة

/ 12