وطني وقومي وديني لا يقبل أبداً عن الواجبات الدينية اليومية، لأن إسرائيل اعتدت وتعتدي على العرب والمسلمين واغتصبت أرضهم وأخرجتهم من ديارهم ودنست مقدساتهم وتعمل على تدميرها وتهويدها وتهويد وطنهم.أطلَّ في إحدى الأمسيات أحد حاخامي إسرائيل وهو الحاخام زلمنوفتش من على شاشة التلفزيون وشرح لماذا تأمر الشريعة اليهودية بالتمييز بين اليهود وغير اليهود وبتطبيق نظام الفصل العنصري بين اليهود والعرب في إسرائيل.وأكد أن المبرر لنظام الفصل العنصري "هو حتى لا نختلط بغير اليهود (العرب) ونتعلم منهم، أو نتزاوج معهم"(17). وطالب باسم المؤسسة اليهودية التي يقف على رأسها وزارة الإسكان بإصدار الأوامر المناسبة حتى لا يعيش اليهود وغير اليهود في حي سكني واحد.وبعث برسالة إلى وزير الإسكان، دافيد ليفي (آنذاك) اقترح فيها ضرورة فصل اليهود عن العرب، وعدم السماح لغير اليهود بالعيش والسكن في حي سكني واحد، أو حتى في بناية سكنية واحدة.تجسد هذه التصريحات عنصرية الديانة اليهودية وتغلغل العنصرية في أوساط الحاخامين والأوساط المتدنية وحتى تغلغلها في أوساط الشعب الإسرائيلي.وتنسجم مع سلسلة طويلة من التشريعات والقوانين التي تدعو وتطبق وتقود إلى نظام عنصري في إسرائيل مغرق في العنصرية والتمييز العنصري وممارسة الإبادة الجماعية تجاه العرب.وأيد الحاخام اليعزر فولد نبرغ، الحائز على جائزة إسرائيل الفصل بين اليهود والعرب، بل طالب بطرد جميع غير اليهود من مدينة القدس العربية، بما في ذلك طردهم من الأماكن العربية المقدسة للمسلمين والمسيحيين "لتطهير" المدينة على حد قوله كلياً منهم.وطالب أحد المستعمرين اليهود في جريدة "لكوداه" الناطقة بلسان حركة غوش إيمونيم الاستيطانية تطهير إسرائيل كلها والمناطق المحتلة من "العرب" أي ترحيلهم إلى البلدان العربية المجاورة لفلسطين.ونشر أحد الحاخامين مقالاً في صحيفة طلاب جامعة بارايلان تحت عنوان "فريضة القتل في التوراة" شرح فيه لماذا تأمر التوراة اليهود بتنفيذ مذبحة ضد عمالقة العصر، أي الشعب العربي الفلسطيني.ووصلت العنصرية بالجنرال رفائيل إيتان، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حداً ألغى فيه العقوبة التي فرضت على قتلة العرب.وهكذا يؤمن الشعب الإسرائيلي بوجوب الفصل العنصري بين اليهود والعرب وترحيل العرب من وطنهم وتبرير قتلهم وارتكاب المجازر الجماعية تجاههم، وذلك انطلاقاً من تعاليم التوراة.ما هي يهودية هذا الشعب الذي تأمره تعاليمه الدينية بذبح شعب آخر ويمارس القول والعمل من خلال قادة إسرائيل؟أين إنسانية هذا الشعب الذي دمر حتى الآن ما يقرب من مئتي مسجد داخل إسرائيل؟وأين إنسانيته عندما يزرع القنابل في المساجد والكنائس والمدارس ويقتل المصلين الأبرياء كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل وفي المسجد الأقصى بالقدس.يدعون إلى الفصل بين اليهود وغير اليهود في فلسطين فهل يعملون على تطبيقه في الخارج؟
المصادر
(1) محمد جواد مغنية، إسرائيليات القرآن، دار الجواد، بيروت 1981، ص 14.(2) مجلة فلسطين المسلمة، كانون الثاني 1998، ص 58.(3) منير العكش، مقدمة لمنطق العنصرية، مجلة شؤون فلسطينية، العدد 90/ 1990، ص 7.(4) مجلة قضايا استراتيجية، العدد 5، دمشق 2000، ص12.(5) مجلة فلسطين المسلمة، كانون الثاني 1998،ص 51.(6) جريدة الحياة اللندنية في 18/8/2000.(7) المصدر السابق نفسه نقلاً عن كتاب: "حمار المسيح" لمؤلفه ديخلافسكي، تل أبيب 1988.(8) جريدة الحياة في 18/8/2000.(9) المصدر السابق نقلاً عن كتاب "حمار المسيح".(10) مجلة فلسطين المسلمة، حزيران 1996، ص 22.(11) جورجي كنعان، العنصرية اليهودية، دار النهار للنشر، بيروت 1983، ص 60.(12) ألمر بيرجر، فدائي في تاريخ الصهيونية، نيويورك 1951.(13) جريدة الأسبوع الأدبي، العدد 619 في 18/7/1998، ص 6.(14) المصدر السابق نفسه.(15) جريدة تشرين في 31/10/2000.(16) يوناتان غيفن، دماء صبرا وشاتيلا، ملحق يديعوت احرونوت في 22/10/1982.(17) جريدة الدستور الأردنية في 11/3/1984.