عنصریة و الابادة الجماعیة فی الفکر و الممارسة الصهیونیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عنصریة و الابادة الجماعیة فی الفکر و الممارسة الصهیونیة - نسخه متنی

غازی حسین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استغلت الولايات المتحدة الأميركية النظام العالمي الجديد كي تقول خلافاً للحقائق والوقائع إن الصهيونية التي تعاونت مع النازية في ألمانيا والأبارتيد في جنوب أفريقيا ليست عنصرية، وإن الكيان الصهيوني لا يمارس العنصرية والإرهاب. وأجبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة على التخلي عن مبادئها وقراراتها وقناعاتها والنتائج التي توصلت إليها لجان التحقيق الدولية ولجنة ممارسة الشعب الفلسطيني للحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف، استجابة لهيمنة القطب الواحد على النظام العالمي الجديد، وعلى الأمم المتحدة وبشكل خاص مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة.

عندما وافقت الجمعية العامة على القرار 3379 بررته بالعديد من القرارات والعهود الدولية، ولكنها عندما اتخذت قرار الإلغاء لم تبرره ولا بكلمة واحدة أو بقرار واحد، وإنما اعتمدت على السيطرة الأميركية على النظام العالمي الجديد، وبالتالي على معظم الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.

إن النضال ضد عنصرية الصهيونية وإسرائيل لم يبدأ بقرار دولي كي ينتهي بقرار دولي؛ فإلغاء القرار لا يعني على الإطلاق أن الصهيونية تخلت عن العنصرية والتمييز العنصري، وأن إسرائيل تخلت عن الإبادة الجماعية والعنصرية في قوانينها وممارساتها.

هل فكَّرتْ الدول التي أيدت إلغاء القرار 3379 أن الصهيونية وإسرائيل لم تتخل عن عنصريتها بل زادت إسرائيل من الإرهاب والعنصرية والإبادة الجماعية.

لِمَ تؤيد الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الاتحاد الأوروبي عنصرية إسرائيل تجاه العرب، ولكنها تقيم الدنيا وتقعدها إذا اقتلع حجر من إحدى المقابر اليهودية في ألمانيا أو فرنسا؟

لماذا تحارب الولايات المتحدة والدول الأوروبية العنصرية في كل مكان في العالم وتدعم أو تسكت عن عنصرية إسرائيل الموجهة ضد العرب؟

إن سكوت المجتمع الدولي وتغاضيه عن عنصرية الصهيونية وممارسة إسرائيل للعنصرية والتمييز العنصري والإرهاب، كسياسة رسمية وعلنية ودائمة ومستمرة يظهر بجلاء كذب ورياء الدول الغربية في التحدث عن حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية، وعدم مصداقية الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. لماذا تؤيد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي تهجير الصهيونية وإسرائيل يهود العالم إلى فلسطين، وترفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية الأخرى بخصوص حق العودة للشعب الفلسطيني إلى وطنه فلسطين؟ أليس هذا الموقف منتهى العنصرية والتمييز العنصري؟ إذ يسمح لأي يهودي لا يمت لفلسطين بصلة بالمجيء إليها، بينما لا يسمح لي أنا الفلسطيني المولود في سلمة- فلسطين، وطني ووطن آبائي وأجدادي بالعودة إليها؟ مع العلم بأن والدي يملك من الأراضي في تل أبيب أكثر مما يملكه وزراء شارون وقادة الجيش الإسرائيلي وزعماء العمل والليكود.

أليس هذا منتهى العنصرية والتمييز العنصري القائم على أساس الدين اليهودي والجنس العربي؟ لماذا تؤيد الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي هجرة يهود العالم إلى فلسطين على حساب الحق والوطن والإنسان العربي؟

أليس هذا تمييزاً عنصرياً مقيتاً، بل أبشع أنواع العنصرية والتمييز العنصري؟!!

إن إلغاء القرار هدية أميركية وأوروبية فرضتها واشنطون على الأمم المتحدة لمكافأة إسرائيل على تماديها في الإرهاب والعنصرية والإبادة الجماعية، مما يدفعها إلى المزيد من التوسع والعدوان، لأن التبرئة الظالمة للصهيونية من العنصرية شجعها ويشجعها على المزيد من اضطهاد العرب وسرقة أراضيهم ومياههم، وانتهاك حقوقهم الوطنية وتدمير منجزاتهم.

ويجسد إلغاء القرار هزيمة للشرعية الدولية وللأمم المتحدة في تطبيق مبادئها وأهدافها الواردة في الميثاق، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بتحريم جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري على الصراع العربي- الإسرائيلي.

/ 120