بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
والمقاومة الوطنية اللبنانية.وتتعاطف الحركات العنصرية مع بعضها بعضاً، نظراً للتشابه النظري بينها والمصالح المشتركة التي تجمعها. حدث هذا في ألمانيا النازية إبان حكم هتلر، فقدّم المساعدات العسكرية الضخمة للفاشست الإسبان إبان حكم فرانكو وللفاشست الطليان إبان حكم موسوليني، وحدث هذا التعاون بين نظام الأرباتيد في جنوب أفريقيا والعنصريين البيض في روديسيا.وتقوم إسرائيل بمساعدة الحركات العنصرية والفاشية أينما وجدت. فقدمت المساعدات للفاشست في تشيلي وإلى سوموزا، جزار الشعب النيكاراغوي. وأقامت أوثق العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والنووية مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا ومنظمات المافيا في الولايات المتحدة وأوروبا.وكانت الصهيونية قد تعاونت مع ألمانيا القيصرية لخدمة مصالحها في القدس وفلسطين وبقية البلدان العربية. وتعاونت مع ألمانيا النازية بضوء أخضر من هتلر نفسه. وبدأت الاتصالات أيام تيودور هرتسل عندما قابل قيصر ألمانيا وطلب منه التوسط لدى تركيا لإعطاء فلسطين العربية لليهود. وبالفعل توسطت ألمانيا لدى تركيا لمصلحة الحركة الصهيونية، ولكن تركيا رفضت تحقيق الأهداف الصهيونية في فلسطين.ووضعت الحركة الصهيونية نفسها في خدمة الأهداف الألمانية. وكانت اللغة الألمانية هي اللغة الرسمية في المؤتمرات الصهيونية. وانتقل مركز المنظمة الصهيونية العالمية إلى العاصمة الألمانية برلين ثم إلى كولونيا. وكانت السفارة الألمانية في تركيا تسمح للصهاينة باستعمال الشيفرة الألمانية في نقل برقياتهم من تركيا إلى مركز الحركة الصهيونية في ألمانيا.وتجلى التعاون بين ألمانيا النازية والوكالة اليهودية بأجلى مظاهره بتوقيع اتفاقية هافارا بين وزارة الاقتصاد النازية والوكالة اليهودية لتحويل أموال أغنياء اليهود على شكل بضائع ألمانية إلى فلسطين، ومقاومة اندماج اليهود وعزلهم وتقوية الصهيونية بين أوساطهم، وتنظيف ألمانيا وأوروبا منهم، والتعاون لإدخالهم سراً إلى فلسطين بمساعدة ألمانيا النازية.وعندما طالب الحزب النازي بإلغاء اتفاقية هافارا، وثار النقاش والجدل والخلاف حولها في ألمانيا تدخل أدولف هتلر شخصياً وحسم الخلاف وقرر استمرار دعم ألمانيا النازية للاتفاقية.واستمرت العلاقات الجيدة بعد الحرب العالمية الثانية بين إسرائيل وألمانيا الاتحادية. فوقعت ألمانيا الغربية مع المؤتمر اليهودي العالمي اتفاقية التعويضات الألمانية عام 1952. وتلقت إسرائيل والمنظمات اليهودية ويهود أوروبا الشرقية وأحفادهم تعويضات زادت عن (200) مليار مارك وصفقات أسلحة مجانية عام 1965، وبطاريتي صواريخ مضادة للصواريخ أثناء حرب الخليج وحمولة (100) سفينة من أحدث أسلحة جيش ألمانيا الشرقية وغواصتين نوويتين.إن الاعتداءات والحروب التي شنتها ألمانيا النازية وإسرائيل والمجازر الجماعية التي اقترفتها الدولتان العنصريتان تحتاج إلى قوة عسكرية ضخمة ومجتمع عسكري والإيمان بوضع القوة فوق الحق والقانون والعدالة. ففي ألمانيا النازية كانت هناك فرق إس.إس. وفرق إس آ. ومنظمة الشبيبة العسكرية والحزب النازي وكلها إما مؤسسات عسكرية أو شبه عسكرية.وأقامت الحركة الصهيونية ثلاث منظمات عسكرية إرهابية قبل تأسيس إسرائيل وهي الهاغانا وشتيرن والأرغون اندمجت كلها فيما بعد وكونت الجيش الإسرائيلي.وأسست إسرائيل لطلبة المدارس من سن 13-17 كتائب الجدناع ويتلقى أعضاؤها التدريب العسكري والثقافة العسكرية، وكتائب الناحال لتضم الشباب الذي يلتحق بها بدافع الإيمان. وتقوم بالإنذار والحشد والتموين وإقامة المستعمرات الاستراتيجية على الحدود والدفاع عنها.وساعدت الانتصارات العسكرية التي حققتها ألمانيا النازية في البداية والانتصارات التي حققتها إسرائيل في حروبها العدوانية على عسكرة المجتمع في ألمانيا النازية وإسرائيل والعمل على تهويد الأراضي العربية المحتلة.