بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وتورد بعض الصحف الإسرائيلية العديد من الأمثلة اليومية التي تدل دلالة واضحة على عنصرية المجتمع الإسرائيلي. فذكرت صحيفة هاعولام هازيه الصادرة في 29/4/1982 أن طالباً عربياً من كلية العلوم الإنسانية في جامعة تل أبيب اضطر إلى تبديل اسمه من علي إلى إيلي بعد أن عجز عن إيجاد غرفة ليسكن فيها، وأن شاباً عربياً آخر اسمه عبد الله اضطر إلى تغيير اسمه عوفيديا لكي يعمل كممرض في أحد المستشفيات، وعامل آخر يعمل في أحد فنادق تل أبيب باسم يوسي بدلاً من يوسف كي يحافظ على عمله.وذكرت هاعولام هازيه أن شاباً عربياً دخل أحد النوادي اليهودية، فانتهره بعض اليهود الموجودين في النادي قائلين: عربي، عربي قذر كيف تجرؤ على دخول ناد يهودي؟ وهجموا عليه وضربوه بشكل وحشي وألقوا به خارج النادي.كان د.إسرائيل شاهاك من أبرز المعترضين الذين يعدون على الأصابع على عنصرية القوانين، وعنصرية إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي وكتب يقول: "لا أعترض على هذه الممارسات لكوني إنساناً، بل لأنني يهودي أيضاً. وأنا فخور بكوني يهودياً ولا أستطيع أن أطالب بهذه الحقوق كاملة لليهودي في جميع أصقاع العالم، ما لم أطالب بمثل هذه الحقوق للشعب الفلسطيني"(7).وتحدث د.إسرائيل شاهاك في مؤتمر صحفي عقده في لندن عن عنصرية الصهيونية والتشابه بينها وبين النازية وقال: "وكوني تحملت الكثير من اضطهاد النازية وشرورها، وما زلت أدينها فإنني أشعر الآن بمسؤولية ووواجب يحملان على إدانة النازية اليهودية التي هي بمثابة تجديف على اسم الله تعالى. إن المجدفين على اسم الله هم أولئك الذين يسيرون على آثار هتلر ويقتفون خطواته، إنها تلك الفئة التي تجعل التهجير (تهجير الشعب الفلسطيني) حقاً والاضطهاد عدلاً(8).إنَّ عنصرية إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي تتنافى مع أهداف ومبادئ الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي بخصوص القضاء على التمييز العنصري بأشكاله كافة، والعقد الدولي بشأن مكافحة العنصرية والتمييز العنصري.لذلك فإن الأمم المتحدة والشرعية الدولية مطالبة بإدانة عنصرية إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي تجاه العرب، تماماً كما أدانت وتدين النازية في ألمانيا والأبارتيد في جنوب أفريقيا ومحاكمة قادة إسرائيل وعلى رأسهم السفاح شارون كمجرمي حرب أسوة بمجرمي الحرب النازيين.
المصادر
(1) مجلة الأرض، العدد 11، 1987، ص38.(2) دون بيرتس، إسرائيل وعرب فلسطين، واشنطون، معهد دراسات الشرق الأوسط، ص122.(3) د.إسرائيل شاهاك، عنصرية إسرائيل، دار طلاس، دمشق 1988، ص71-74.(4) مجلة الأرض، العدد 11، آب 1987، ص28 نقلاً عن كوهين "إسرائيل والعالم العربي"، 1964، ص509.(5) جريدة هآرتس الإسرائيلية في 14/1/1955.(6) مجلة الحياة الدولية السوفييتية، العدد 12 العام 1971، ص104.(7) قرارات الأمم المتحدة حول فلسطين 1947-1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية -بيروت 1973، ص22.(8) د.إسرائيل شاهاك، عنصرية إسرائيل، دار طلاس، دمشق 1988، ص99.