حـــروف المعــاني بين الأصـالة والحـداثة - حروف المعانی بین الأصالة و الحداثة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حروف المعانی بین الأصالة و الحداثة - نسخه متنی

حسن عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حـــروف المعــاني بين الأصـالة والحـداثة

حسن عباس

- دراســـــــة - حسن عباس

حـــروف المعــاني بين الأصـالة والحـداثة - دراســـــــة -

المقدمـــــة

هذه الدِّراسة هي تطبيق عمليٌّ لمفهومي الأصالة والحداثة في الحرف العربي على واقع (حروف المعاني وأصول استعمالاتها).

فماذا عن هذه الأصالة والحداثة؟ إن أصالة الحرف العربي تتجلَّى في خصائصه ومعانيه الفطرية.

ولقد تثَّبت منها في نهجين اثنين: الأول - بالعودة إلى جذور كلّ من الحرف العربي والإنسان العربي في الطبيعة والتاريخ والحسِّ والنفس والمجتمع.

باعتبارهما قد تعايشا معاً في ربوع الجزيرة العربية البكر منذ ما قبل التاريخ.

مرحلة حياة متطورة بعد مرحلة إلى أنْ استوفيا شروط نضجهما وتكاملهما في العصور الجاهليّة والإسلام: رحلة شاقّة مع دراستي (الحرف العربي والشخصية العربية).

وأما النهج الثاني- فبالتثبت من توافق خصائص الحروف العربية مع معانيها الفطرية على واقع المعاجم اللغويّة في رحلة أشقُّ مع دراستي (خصائص الحروف العربية ومعانيها) دامت سبعة أعوام.

أما حداثة الحرف فهي تتجلى في استخدام الحروف العربية ومعانيها للكشف عن حقيقة المعاني الفطرية للمفردة العربية وأصول استعمالاتها.

ولقد اتبعت هذا النهج في دراستين اثنتين: هما: (إطلالة على الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم)، ثم هذه الدراسة عن حروف المعاني.

ولئن كانت دراساتي جميعاً تدور حول (أصالة الحرف العربي وحداثته) كما أسلفت فإنّ هذه الدراسة قد اختصّت بالكشف عن حقيقة معاني وأصول استعمالات (119) مفردة من حروف المعاني والأسماء الموازية لها، ممّا يؤهلها لأن تكون مرجعاً (صرفيّاً- نحويّاً) حديثاً لما تناولته من المفردات.

ولكن ماذا عن دراساتي؟ الدراسة الأولى: خصائص الحروف العربية ومعانيها نشرها اتحاد كتاب العرب بدمشق عام 1998.

حول النهج المتبع في إعدادها: لقد كان من البداهة أن أتحرّى عن توافق خصائص كل حرف من معانيه بالرجوع إلى المعاني المعجمية لجميع المصادر الجذور التي يشارك في تراكيبها.

فأنجزتها لأول مرة عام 978.

وقد اتبعت في ذلك نهج من قال بفطرية اللغة العربية ممن أجمعوا صراحة أو ضمناً على أنَّ معنى الحرف العربي هو (صدى صوته في النَّفْس).

ولكنني أفاجأ في إحدى مراجعاتي لمشروع تلك الدراسة، بأن الإنسان العربي الذي اعتمد الخصائص (الإيحائية) في أصوات الحروف للتعبير عن معانيه، قد اعتمد أيضاً الخصائص (الهيجانية)، وكذلك الخصائص (الإيمائية التمثيلية) في بعضها الآخر.

فكان من طبيعة الأمور أن أعيد دراسة المشروع الأول في ضوء ما تكشف لي من الحقائق الجديدة عن الخصائص (الهيجانية والإيمائية) في بعض الحروف العربية إلى جانب الخصائص (الإيحائية) في بعضها الآخر.

ولقد حدست في حينها أن الحروف العربية إذا كانت فطرية النشأة حقاً، فلابد أن تعود أصولها إلى مراحل حياتية متفاوتة في الرقيِّ، قد أمضاها العربي في جزيرته البكر حصراً.

فالهيجاني الانفعالي -الغريزي أقلُّ تطوراً من الإيمائي التمثيلي، وهذا أقلُّ تطوراً من الإيحائي الصوتي- النفسي.

ومآل ذلك أن الحروف العربية تنتمي بالضرورة إلى مراحل حياتية ثلاث تتفاوت أيضاً في التطور والرقي.

ولكن ماذا عن طبيعة هذه المراحل؟، ومتى بدأت كل واحدة منها؟، ومتى انتهت؟، ثم ما هي الرابطة الطبيعية الفطرية بين كل مرحلة منها وبين خصائص الحروف التي ورثناها عنها؟ وأخيراً ما هي طبيعة العلاقات الفطرية المتبادلة بين الحرف العربي والإنسان الذي أبدعه؟.

الدراسة الثانية- الحرف العربي والشخصية العربية نشرتها عام 992: وأقضي معها خمسة أعوام في تقصياتي التاريخية والمناخية والأثرية والاجتماعية والنفسية واللغوية.

وقد خلصت منها إلى أنَّ الإنسان العربي والحرف العربي قد تعايشا معاً منذ نشأتهما البكر في الجزيرة العربية عبر مراحل حياتية ثلاث، هي: 1-المرحلة الغابية: امتدت منذ بداية العصر الجليدي الأخير في الألف (100) ق.

م حتى نهايته في الجزيرة العربية قرابة الألف (14-12) ق.

م ورثنا عنها يقيناً أصول الأحرف (الهيجانية) وهي

/ 70