بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
(الهمزة ا-و-ي) وهي غريزية انفعالية أصلاً.2-المرحلة الزراعية: امتدت حتى الألف (9) ق.م ورثنا عنها باحتمال شديد أصول الأحرف (الإيمائية) وهي (ف، ل، م، ث، ذ)، وهي تمثيلية تعتمد طريقة النطق بأصواتها بمعرض التعبير عن معانيها كما سيأتي في متن الدراسة.3-المرحلة الرعوية: امتدت لغوياً حتى العصور الجاهلية فالإسلام.ورثنا عنها الحروف (الإيحائية)، وهي باقي الحروف التي تعتمد صدى أصواتها في النفس للتعبير عن معانيها.وهو أرقى أنواع التواصل اللغوي الذي تختص به اللغة العربية وحدها من سائر لغات العالم.ونظراً لاستقرار الإنسان العربي في الجزيرة العربية خلال هذه المراحل الثلاث كما تبين لي ذلك في (الفصل الثالث منها)، فلقد كان يحتفظ بالضرورة وللضرورة في كل مرحلة لاحقة بما يحتاجه من أصول حروف المرحلة السابقة بعد تهذيب النطق بأصواتها بما يتوافق مع مستوياته (الحيوية والاجتماعية والثقافية) وهكذا ظل الإنسان العربي في جزيرته على تواصل لغوي مستمر لا انقطاع له مرحلة بعد مرحلة منذ فجر التاريخ حتى الإسلام.الدراسة الرابعة حروف المعاني بين الأصالة والحداثة: لقد انتهيت من الدراسة الأولى ((خصائص الحروف العربية ومعانيها)) إلى أن الأحرف الهيجانية (الهمزة -ا-و-ي) لا تأثير يذكر لخصائصها في معاني المصادر الجذور على واقع المعاجم اللغوية.وبذلك تكون هذه الأحرف معدومة المعاني، وتكون المفردات التي تشارك في تراكيبها قد تواضع الناس على معانيها اعتباطاً، بما يطعن في فطرية اللغة العربية وأصالتها.ولكنني لاحظت كثرة دوران هذه الأحرف في حروف المعاني التي يتألف معظمها من حرف واحد أو حرفين اثنين، مما يشير إلى أنها أقدم المستحاثات في اللغة العربية، كما في معظم حروف (النداء والعطف والجر والنصب والجزم والنفي…) وما إليها.لذلك توقعت أن تكون هذه الأحرف (الهيجانية) قد ظلت محتفظة بفعالياتها في حروف المعاني لتقارب نشأتيهما في أعماق الزمن.وأرى أن جهود أربعة أعوام في تقصياتي هذه لم تكن ثمناً باهظاً.فقد استعرضت معاني وأصول استعمالات /119/ مفردة من حروف (النداء والعطف والجر والنصب والجزم والمشبهة بالفعل والنفي والترجّي والعرض والتحضيض والاستفهام) وأسماء (الكناية والإشارة والضمائر).وذلك بالرجوع إلى خصائص ومعاني حروفها وفقاً لما جاء في الدراستين الأولى والثانية آنفتي الذكر.وعلى الرغم من أنَّ معظم حروف المعاني يتشكل من حرف واحد أو حرفين اثنين، مما يشير إلى عراقتها في القدم، فلقد كان لكل مفردة منها العديد من المعاني والأقسام والاستعمالات قد تجاوز بعضها الخمسين، كما في (ما- لا)، وعلى الرغم من ذلك فقد توافقت الغالبية العظمى من معاني هذه المفردات وأصول استعمالاتها مع خصائص الحروف التي شاركت في تراكيبها، سواء أكانت هيجانية أو غير هيجانية، مما يشير إلى تواصلنا اللغوي طوال آلاف كثيرة من الأعوام.وعندئذ جرؤت على نشر ((الحرف العربي والشخصية العربية)) بكثير من الثقة بعد أن توافر لها المزيد من الأدلة على صحتها في سائر الحروف العربية بلا استثناء، سواء في القطاع المعجمي، أو القطاع (الصرفي -النحوي).وهكذا، فإن هذه الدراسات الأربع تمهد الطريق للانتقال بالعربية من مرحلة (كيف) التراثية الأصيلة التي دامت ألف عام ونيف إلى مرحلة (لماذا) الحديثة.فماذا عنهما؟ 1-حول (كيف) التراثية: لقد استخدمها مدونو اللغة العربية من علمائها وفقهائها لجمع مفرداتها والتثبت من صحة معانيها وأصول استعمالاتها، أخذاً بأسماعهم من أفواه فصحاء العربية وبلغائها (الأجلاف) ممن ظلوا على بداوتهم بعيداً عن الحضر.وهكذا قد حفظت لنا (كيف) التراثية مفردات لغتنا من الضياع وحصنت أصالتها في معانيها وأصول استعمالاتها من كل شبهة أو ريبة.إلاَّ ما ندَر.2-حول (لماذا) الحديثة: لما كان مدونو لغتنا ومن تلاهم من علمائها وفقهاء صرفها ونحوها، لم يكتشفوا إلا القليل الصحيح من خصائص الحروف العربية ومعانيها، فإنه كان من المتعذر عليهم أن ينتبهوا إلى الروابط الفطرية بين معاني المفردات العربية وأصول استعمالاتها وبين خصائص ومعاني الحروف العربية التي تشارك في تراكيبها، فكان من طبيعة الأمور أن لا ينهجوا على استخدام (لماذا) للكشف عن هذه الروابط التي تخفي تحت طياتها مالا حصر له من الحقائق اللغوية المدهشة.وهذه الحقائق ستظل من أسرار العربية