عبد الرحمن الکواکبی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عبد الرحمن الکواکبی - نسخه متنی

ماجدة حمود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(حسن الكواكبي) من قبل الصيادي صديق
السلطان عبد الحميد ونديمه الأثير!
بعد وفاة ابن عمه استحق عبد الرحمن
الكواكبي نقابة الأشراف، وكان يعدّ نفسه
وأهل حلب أيضا النقيب الحقيقي وإن لم يصدر
أمر سلطاني بذلك، لأن النقابة تكون في
الأكبر سنا من أفراد الأسرة المؤهل علميا
واجتماعيا.
اعترض على تزوير نسب الصيادي لآل البيت،
بل نجده يحرج أبا الهدى الصيادي أمام جمع
من الناس أتوا لتهنئته بمناسبة خروجه من
السجن، حين قال له "الحمد لله على السلامة
يا بن العم" فردّ عليه أمام الناس جميعا
"وعليك السلام لكن ابن العم هذه من أين
أتيت بها؟" قاطعا عليه طريق الاعتراف
بنسبه إلى آل البيت، مبطلا ادعاءه أمام
الناس جميعا، ومن المعروف أن النسب إلى آل
البيت يحتاج إلى تصديق ممن يعدّون أنفسهم
يمثلونه، وقد كان عبد الرحمن يمثلهم خير
تمثيل، لهذا كان إحراجه للصيادي كبيرا،
سيردّه له أذى مضاعفا‍.
لم تكن ثورة الكواكبي على الصيادي بسبب
اغتصابه نقابة الأشراف فقط، وإنما كانت
بسبب أعماله وظلمه للرعايا، فقد استغل
تأثيره الكبير على السلطان عبد الحميد في
اضطهادهم، ولهذا من الطبيعي أن يكون
الصيادي أحد الذين كادوا له وأوصلوه إلى
منصة الإعدام، وهذا ما أشار إليه الكواكبي
في مرافعته ببيروت.
ضيق الاستبداد الخناق على الكواكبي، حتى
كان يقترض ليعيش بعد أن صودرت أملاكه،
ومنع من مزاولة أي عمل، رغم ذلك لم تستطع
السلطة شراءه بالمناصب، فرأت أن تتخلص
منه، بعد أن أصبح شخصية مؤثرة في حلب، بل
امتد تأثيره إلى سائر البلاد العربية،
بسبب مقالاته التي كان يرسلها إلى الصحف
العربية، لذلك أرسلت له شخصا ملثما
لاغتياله، وفعلا طعنه أثناء عودته إلى
بيته ليلا، بعد هذه الحادثة التي نجا منها
بأعجوبة، رأى أن المقام في ديار الاستبداد
باتت مستحيلة، فقرر الهرب إلى مصر (1900) حيث
ستصلها يد الاستبداد وتفلح في قتله، بأن
تدس له السم في فنجان قهوة في مقهى يلدز
(1902) لا فرق أن تكون هذه اليد هي يد السلطان
عبد الحميد أو يد أبي الهدى الصيادي، ومما
يؤكد هذه الجريمة الإسراع بدفنه على نفقة
الخديوي عباس دون أن تفحص أمعاءه، خاصة
أنه صرّح لصديقه في القاهرة (عبد القادر
الدباغ) قبيل وفاته قائلا: "لقد سموني يا
عبد القادر"
لعل الأذى الأكبر الذي تعرض لـه الكواكبي
من قبل الاستبداد هو سرقة مؤلفاته
وأوراقه، إذ يقال أن السلطان عبد الحميد
أوعز إلى من يدّعي صداقة الكواكبي (عبد
القادر القباني) صاحب جريدة "ثمرات الفنون"
في بيروت بالرحيل إلى مصر وسرقة مؤلفات
الكواكبي المخطوطة، وقد فعل ذلك من أجل أن
يفوز بمنصب رفيع في الدولة، فتمّ
الاستيلاء عليها وتسليمها إلى القاتل،
ليقضي عليها كما قضى على مبدعها، لذلك
افتقدنا كثيرا من المخطوطات التي كتبت في
المرحلة الأخيرة من حياته قبل خروجه من
حلب وبعده، وكان من الممكن أن تضاف إلى
مؤلفيه المطبوعين ("أم القرى" و"طبائع
الاستبداد") وقد ذكرها لنا حفيده سعد زغلول
الكواكبي في كتابه "عبد الرحمن
الكواكبي:السيرة الذاتية" وهي ("العظمة
لله"، "صحائف قريش"، "الأنساب"، "أمراض
المسلمين والأدوية الشافية لها" "أحسن ما
كان في أسباب العمران"، "ماذا أصابنا وكيف
السلامة"، "تجارة الرقيق وأحكامه في
الإسلام") ويلاحظ من دلالة عناوينها أنها
كانت استمرارا لما كان قد طرحه من أفكار في
كتابيه السابقين، وإذا كانت هناك بعض
الإضافات فلاشك أنها نتيجة رحلاته التي
قام بها في السنتين الأخيرتين قبل
استشهاده، ونتيجة نضج معاناته، ورغبته في
مناقشة القضايا الإشكالية التي قد تشوّه
الدين الإسلامي كقضية الرق.
وهكذا لم يكتف الاستبداد باغتيال
الكواكبي وإنما سارع إلى اغتيال كلمته،
التي كانت لظى على الاستبداد، يخافها كما
كان يخاف الكواكبي، ويرى فيها تجسيدا
لروحه، لذلك لا معنى لقتل الجسد وبقاء
روحه الثائرة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! لكن هذه
الروح، بفضل الله تعالى، باقية بيننا رغم
كل هذا القهر، وجدناها حية متألقة ثائرة
في وجه الاستبداد في كتابيه ("أم القرى"
و"طبائع الاستبداد) وفي بعض مقالاته التي
استطاع الباحث جان دايه العثور عليها
(جريدة "الشهباء" و"اعتدال" و"العرب") وهي
مازالت حية بفضل عناية الباحثين في كل
مكان في العالم بما بقي من إنتاجه، لأن
عظمة أي إنتاج فكري لا تقاس بكميته، وإنما
بفعاليته التي تتجاوز الشرط الزماني
والمكاني.
وبذلك نجد أن الكلمة الصادقة التي هي نبض
المعاناة اليومية للكواكبي، بقيت حية لا
تموت، رغم ما تعرضت له من محاولة اغتيال
وقهر على يد الاستبداد، فقد بدت لنا أقوى

/ 63