عبد الله الندیم سیرة عطرة و حیاة حافلة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عبد الله الندیم سیرة عطرة و حیاة حافلة - نسخه متنی

نزیه حمزة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نزيه حمزة
عبد الله النديم
سيرة عطرة… وحياة حافلة
* دراسة *
الإهـداء
إلى الشابين الغاليين جواد ووضّاح..
اللذين غمر حبهما قلبي…
المقدمة
عبد الله النديم علم من أعلام الحرية
وواحد من رجال مصر عاش في النصف الثاني من
القرن التاسع عشر، وهذه الفترة من الزمن
كانت عصيبة في حياة الشعب المصري، كثرت
فيها الأحداث متسارعة ومتشابكة، فقد أجهز
الإنكليز على ثورة الفلاحين بعد أن كان
المصريون قد مهدوا لها بنهضة تناولت مختلف
جوانب الحياة المادية والثقافية
والاجتماعية. وبتواطؤ مع السلطان
والخديوي والإقطاعيين فشلت الثورة
العرابية واحتل الإنكليز مصر.
وعبد الله النديم عايش الأحداث وانخرط
فيها وكان لصيقاً بتياراتها السياسية بل
وفي الوهج منها اقترب من دائرة الخطر
وازداد فيها احتراقاً واشتعالاً وفي كل
ذلك كان ينتضي قلمه سيفاً على أعداء شعبه،
فقد أحب مصر وانغمس في ترابها وساح في
دروبها وعرفها كما يعرف المرء كف يده،
وقرأ الألم في عيون أبنائها وغناها زجلاً
شعبياً عبر عن هم المصري وكربه وبلواه..
ومن أجل تقدمها حارب الجهل والتخلف وجهاً
لوجه وكان صرخة رفض واحتجاج تمزق العذاب
الذي نزل بأبنائها الفلاحين وعن كرامتهم
دافع وعن حريتهم ناجز المستعمرين، وأمد
شعبه بالعزم والحياة وقدح زناد الأمل في
نفوس الفقراء وأضاء دروبهم المتربة
وأكواخهم الطينية بوافر من الإيمان بحقهم
في حياة نيابية ودستورية.
كان مثقفاً شعبياً نظيفاً صادقاً وشاهد
عصر على مظالم إسماعيل وابنه توفيق، شيّد
مع الفلاحين ثورتهم الوطنية ورأى فيها
مشروعاً يفضي إلى مستقبل تسوده العدالة
الاجتماعية لذلك أيدها وانخرط في صفوفها
خطيباً سياسياً نال الصدارة بين قادتها ثم
جندياً محارباً نافح بكلتا يديه عنها،
وعندما انهار هذا المشروع لم يعتذر أو
يندم على تأييده له واشتراكه فيه كما ندم
الآخرون واعتذروا، بل طوى علم الثورة وإلى
الريف فرّو فيه اعتصم، وذاب بين أبنائه كما
يذوب النهار على مذبح الشفق.. وبهذين
الموقفين: الاحتفاظ بعلم الثورة والثقة
بشعب مصر تفرد عن غيره من العرابيين.
وهذه الدراسة لم تكن الأولى لعبد الله
النديم فقد سبقتها دراسات وأبحاث استفدت
منها وعليها اعتمدت وفي مقدمتها دراسة
الدكتور علي الحديدي.. ولعلي أقترب من
الحقيقة إذا قلت:
أولاً : إن تلك الدراسات عن النديم غاصت في
سرد الجزئيات عن حياته وعن قصة اختفائه في
الريف مما أبعدها عن أهم ما في حياته من
أعمال فكرية وأدوار نضالية كان من المفروض
أن يركز عليها الباحثون والدارسون.
ثانياً : لم تلق مقالات النديم السياسية
فيما أعلم تحليلاً على الرغم من أهميتها
البالغة كما لم تعط أعماله الأدبية على
الرغم من سذاجتها نظراً لظروف عصرها دورها
في النهضة العربية.
ثالثاً : لم تتوسع الدراسات في مواقف
النديم الطبقية ومحاولته الدائمة جذب
الثورة العرابية إلى جانب الفلاحين وسعيه
الدؤوب إلى تغذيتها بأبناء مصر الفقراء في
وقت كانت القلة النادرة تدرك أبعاد الثورة
الاجتماعية ولعل هذا الموقف لذلك الرجل
أهم ما في حياته وسيرته السياسية.
رابعاً : لقد حاولت سد الفراغ الذي تركته
تلك الدراسات وسعيت إلى تفسير علاقة
النديم بالريف وانفردت بتفسير سبب
اعتصامه فيه وما كان ذلك ليتم لولا الثورة
الدائمة التي كان يمور بها الريف.
وبعد… فلا أزعم أني وصلت الكمال في
دراستي هذه فالكمال كله مع الجميع، فإن
أصبت شيئاً منه فذلك عزاء وإن لم أصب فقد
حاولت.
صلخد في 17/9/1999
الفصل الأول :
الحياة السياسية
كان محمد علي باشا جندياً مغموراً من
الجنود الذين وطئوا أرض مصر في طيات
الحملة العسكرية التي بعث بها العثمانيون
لإخراج الفرنسيين من مصر، ومنذ الأيام
الأولى لوجوده على سواحل الإسكندرية أدرك
هذا الجندي المغامر بذكاء أن الأرض خصبة
لمن أراد جاهاً وثراءً، فالصراعات على
السلطة كثيرة وقد استنفذت قوى الجميع ثم
إن الشعب بعد هذا يتطلع إلى المنقذ شريطة
أن يسحق المماليك المتخاذلين عن حماية
البلاد والذين لم يروا في الشعب المصري
إلا غنيمة تقدم لهم أسباب حياتهم الباذخة.
وبثاقب النظر درس محمد علي الأوضاع، فبعد
أن خرجت الحملة الفرنسية حدثت تغيرات
واستجدت أحوال، فالمماليك أصبحوا قوة
ضعيفة مكروهة هزيلة بدت باهتة أمام التحدي

/ 47