عبد الله الندیم سیرة عطرة و حیاة حافلة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عبد الله الندیم سیرة عطرة و حیاة حافلة - نسخه متنی

نزیه حمزة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وزرائه ويطالب بوضع حد للتسلط الأجنبي
ويدعو إلى الحرية والحياة الدستورية
وبذلك تكون الحركة الوطنية المصرية قد
ولدت على يد المدنيين من رجالات الفكر
والسياسة والذين سيغدو النديم واحداً
منهم داعية لهم بخطبه السياسية ومقالاته
الفكرية هذا ولم يطل الوقت حتى اتصلت هذه
الحركة المدنية بالعسكريين الذين كان قد
نشب خلاف بينهم وبين الحكومة وتبنى
الفريقان مطالب الشعب وكان أحمد عرابي
الضابط المصري الفلاح على رأس الحركة.
إحساساً منها بالخطر الداهم أخذت الأسرة
المالكة تنحاز إلى جانب الإنكليز ثم ارتمت
في أحضانهم في عهد توفيق، وفي ذات الوقت
خشي الأوربيون على مصالحهم مما زادهم
اقتناعاً باحتلال البلاد والتدخل فيها.
لقد دار صراع بين الإنكليز والفرنسيين
على احتلال مصر وبرزت بريطانيا دولة أقوى
وجدت في إسماعيل جسراً تعبر عليه إلى مصر
وستبرر مناوراتها وأطماعها كل تصرفات هذا
الخديوي المبذر. لقد حاول المرابون
الأجانب إخفاء أغراضهم تحت مائة غطاء
وغطاء وستجد بريطانيا الحجة الشهيرة في
تلك الديون التي نالها إسماعيل والتي
تتطلب إشرافاً أوربياً على موازنة مصر.
وفي محاولة منه لإنقاذ حكومته وإعادة
الثقة إليها وفتح باب الاستقراض من جديد
طلب إسماعيل خبراء بريطانيين ماليين
فأوفدوا إلى القاهرة عام 1875 وقدموا
تقريراً سجلوا فيه سوء الحالة المالية
بسبب كثرة الإنفاق في وجوه عديمة الجدوى
وأعقب ذلك تأسيس مصلحة الرقابة المالية.
أخذ الخوف يراود فرنسا الدائنة أيضاً
فطلبت من إسماعيل إرسال خبرائها ليساعدوا
في تنظيم المالية المصرية فوافق الخديوي
//وأظهر رغبته في الأخذ بها//(12)، ولم يرض
الإنكليز ونشروا تقرير لجنتهم فهبطت
أسعار السندات المالية المصرية وأقبل
الدائنون والمرابون على الخديوي يطالبون
بأموالهم وبعد ذلك اتفقت الدولتان على
//فرض رقابة مالية مباشرة على المالية
المصرية// (13) ثم شكلت لجنة أوربية لمراقبة
مصروفات الحكومة المصرية وبناء على رغبة
بريطانيا تشكلت وزارة جديدة رأسها نوبار
باشا أحد الضالعين في عمالته للإنكليز
اشترك فيها وزيران أحدهما فرنسي والآخر
بريطاني أشرفا على وزارة المالية ووزارة
الأشغال العامة وأقيم صندوق الدين العام
وكان //حكومة صغيرة من الأجانب داخل حكومة
مصر//(14) وبحجة الاقتصاد بالنفقات أحالت
الوزارة الجديدة ألفين وخمس مائة ضابط
عربي مصري على الاستيداع وكان ذلك بمثابة
انقلاب على الجيش الذي أصبح يتبنى مبادئ
الحركة الوطنية وأهدافها.
تظاهر الضباط واعتدوا بالضرب على
الوزيرين الأجنبيين وأهانوا نوبار باشا
فاقترب الخديوي من الضباط واتفق معهم على
حل لمشكلتهم وأخبر قناصل الدول الأجنبية
بخطورة الموقف وقدم الضباط إلى المحكمة
فحكمهم ثم عفا عنهم وصرف رواتبهم
المتقطعة، غير أن ذلك كله لم يخفف من الحقد
الذي كان قد ملأ الشارع المصري عليه وعلى
الإنكليز.
وبضغط من الحركة الوطنية استقال نوبار
باشا وشكل الأمير توفيق ابن الخديوي
إسماعيل الوزارة، وقدم الوطنيون مطالب
تتضمن وضع حد للتدخل الأجنبي وتدعو إلى
تحقيق المساواة بين المواطنين والأجانب
وإعطاء الحرية السياسية وتطبيق القانون
على الجميع وعندما وافق إسماعيل على هذا
كله شكل شريف باشا الوزارة بعد استقالة
وزارة الأمير توفيق.
أيّد الشعب الوزارة الوطنية الجديدة كما
أيّدها أحمد عرابي أيضاً ورأى الوطنيون
فيها انتصاراً لإرادة الأمة وتفاءل الناس
وأملوا أن ينتهي التدخل الأجنبي والطغيان
والفساد وأن تنتعش الحياة الدستورية،
وعندما انحاز الخديوي إسماعيل إلى جانب
المطالب الوطنية //وشارك في الاحتفالات
بدار السيد البكري//(15) اعتقد الناس أن
عهداً جديداً قد بدأ فازداد فرحهم وتعاظم.
اعتمد شريف باشا في سياسته على أن تكون
الحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب وضمن
النواب حرية القول والفكر وحق النظر فيما
يرونه حقاً لهم //كما رأى وقرأ في أوربا//(16)
وكحسن نية لما وعد به ألغى نظام السخرة ولم
يشرك وزيراً أجنبياً واحداً في وزارته
وبذلك تكون الحركة الوطنية قد حققت بعض
أهدافها في نظام يبين حقوق الشعب وواجبات
الحاكم ويقيد صلاحياته ويحد من طغيانه.
وكما أشار الإنكليز فقد عزل السلطان
الخديوي إسماعيل في التاسع والعشرين من
حزيران من عام 1879 فانصاع للأمر دون أن
يستفيد من السياسة المزدوجة التي سلكها
ولم يعره الوطنيون اهتمامهم لأنه كان آخر
حلفائهم وكان أيضاً قد دلف إلى صفوفهم
متأخراً على مبدأ ركوب الموجة التي يرجو
منها أن تقذفه إلى الشاطئ من غير أن تكون
له قدرة السبّاح، لذلك لم ير بداً من أن
يجمع أمواله وتحفه وأخذ يستعد للرحيل، وفي

/ 47