قطة المرحة سوسن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قطة المرحة سوسن - نسخه متنی

زهیر رسام

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

واقفةٌ قربَ شتلةِ القرنفلِ:

يا جدّي.. متى أرى زهرةَ القرنفلِ؟.

صبراً يا مناهلُ، لا تستعجلي.. بقي شهران، وسوفَ تتفتح أزهارَ القرنفلِ في حديقتنا بألوانٍ مختلفةٍ.. ستعجبُكِ حتماً وتثيرُ دهشتَنا..

ـ ولكنْ يا جدّي، أنا أُحبُّ قرنفلةً صفراءَ بلونِ الشمسِ..، فأنا أُحبَّ اللونَ الأصفرَ.. طيّبٌ.. ستكونُ هناكَ أكثر من قرنفلةٍ بهذا اللون..

ـ في يومٍ ما عندَما رجعتْ مناهلُ من المدرسةِ كانت المفاجأةُ..

راحتْ مناهلُ ترقصُ وتغنّي في الحديقةِ بصوتٍ عالٍ خرجتْ على إثرِ الضجةِ أمّها ووالدُها وجدَّتها وخالتُها..

قالت غصونُ: ما الأمرُ يا مناهلُ؟

آه يا ماما.. قرنفلةٌ صفراءُ تفتّحت في حديقتنا..، انظري إليها إنّها تتمايل ُ مع النسيمِ وكأنّها تحيّيكِ، وراحتْ مناهلُ تتمايلُ معها..

ـ لقد رأيتُها قبلَكِ منذ ساعةٍ، وكانتِ القرنفلةُ تنتظركِ يا بُنيّتي.. وسألتني عنكِ.

وأخرجتْ مناهلُ دفترَ مذكّراتِها الصغيرَ من حقيبتِها المدرسيةِ وسجّلَتْ..

في يوم الأحدِ، العشرينَ من آذارَ تفتّحتْ أولُ قرنفلةٍ صفراءَ في حديقتنِا زَرَعَها جدّي في أيلولَ الماضي..، ثم التفتَتْ إلى أمِّها وقالتْ:

ماما.. لو تسمحينَ لي أنْ أدعوَ عصرَ اليومَ صديقاتي لنحتفلَ بميلادِ القرنفلةِ الصفراءِ..

قالتْ خالتُها ياسمينُ: آه يا حلوةُ.. نحنُ أيضاً سنشارككن الاحتفالَ، وسأهَيّئُ كعكةً كبيرةً بهذهِ المناسبةِ..

المعطفُ

ـ روى لي صديقي (أنورُ) حكايةً قصيرةً غريبةً فقالَ: حينما أخذتُ سترةً شتويةً من الخزانةِ، نظرَ إليَّ معطفي الرماديُّ مبتسماً، فمسحْتُ على ردنهِ بحنانٍِ ومشيتُ.

ـ في المرةِ الثانيةِ ارتديتُ بدلةً شتويةً أخرى، فهزّ المعطفُ رأسَهُ مبتسماً ولم يتكلّمْ. ولكن في المرّة ِ الثالثةِ، حينما فتحتُ الخزانةَ ومددتُ يدي إلى السندةِ، نظرَ المعطفُ إليَّ نظرةَ عتابٍ وقالَ: ألم يحنْ دوري بعدُ؟!.

ـ آسف يا معطفي العزيز فالبردُ مازالَ متأخراً، وأنا أدّخرتُكَ لأيامِ الشتاءِ القارسةِ..

أطلقَ المعطفُ آهتَهُ ثم قالَ: وإذا لم يأتِ البردُ، هل سأبقى هكذا معلّقاً مثل فزّاعةٍ بائسةٍ؟

أرجوكَ يا صديقي أن تَضعني على كتفيكَ ولو مرّةً واحدةً فإن البدلات الشتويةَ أخذتْ تنظر إليَّ بإشفاقٍ؟؟

ـ طيّبٌ يا معطفي، وسحبتُه ووضعتُه على ساعدي، ووقفتُ أمامَ النافذةِ مطِلاً على الحديقةِ. في تلك اللحظةِ سمعت صفيرَ الريح بين الأشجارِ والأغصانِ تهتزُّ بعنفٍ!

آه.. يبدو أن الجو انقلبَ فجأةً، فهمستُ في أذنِ معطفي: بشرى سارةٌ يا معطفي، الآن جاء دورُكَ، ألم تسمعْ صفيرَ الريحِ وتلاطمَ الأغصانِ.

قالَ مازحاً: في الوقتِ المناسبِ... يا إلهي!!

وارتديتهُ.. ومشيتُ بضعَ خطوات في الغرفةِ..

فرحَ معطفي، أطلق ضحكةً صغيرةً وقالَ: لا تنسَ قبَّعتك الرماديةَ فهي صديقتُنا أيامُ البردِ القارسِ أيضاً..

أوهُ يا معطفي، في أيامِ البردِ الأصدقاءُ أمثالُك..

شعرتُ بالدفءِ يسري في جسمي كلّهِ..

/ 13