علم الدلالة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علم الدلالة - نسخه متنی

منقور عبدالجلیل

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يحدث إلا إذا توفرت عوامل موضوعية وأخرى
ذاتية تدفع العناصر اللغوية إلى تغيير
دلالاتها، وقد حصر علماء الدلالة هذه
العوامل في ثلاثة: عوامل اجتماعية ثقافية،
عوامل نفسية، وعوامل لغوية، وقد توجد غير
هذه العوامل تتحكم في التطور الدلالي.
يوضح ذلك ستيفن أولمن بقوله: "هذه الأنواع
الثلاثة مجتمعة تستطيع فيما بينها أن توضح
حالات كثيرة من تغير المعنى، ولكنها مع ذلك
ليست جامعة بحال من الأحوال"^(^^) وأهم عوامل
التطور الدلالي:
1-العامل الاجتماعي الثقافي:
حيث يتم الانتقال من الدلالة الحسية إلى
الدلالة التجريدية، نتيجة لرقي العقل
الإنساني ويكون ذلك تدريجياً، ثم قد تندثر
الدلالة الحسية فاسحة مجالها للدلالة
التجريدية، وقد تظل مستعملة جنباً إلى جنب
مع الدلالة التجريدية لفترة من الزمن^(^^)
فالنمو اللغوي لدى الإنسان الأول، عرف في
بداية تسمية العالم الخارجي الدلالة
الحسية فحسب، ومع تطور العقل الإنساني
إنزوت تلك الدلالات الحسية وحلت محلها
الدلالات التجريدية.
وقد يحدث أن تضيق الدلالة بعد أن كانت
متسعة أو عامة، ويمكن تمثل ذلك في
الدلالات التي كانت مستعملة قبل الإسلام
مثل الصلاة والزكاة والحج، ثم بعد الإسلام
مالت دلالات هذه الصيغ اللغوية نحو
التخصيص وهذه سنن لغوية تنسحب على كل
عناصر النظام اللغوي، وقد تتسع الدلالة
بعد أن كانت ضيقة مثال ذلك يذكر اللغويون
ألفاظاً مثل: "الدلو، و"القصعة" و"السفينة"
وغيرها إذ كانت تدل هذه الكلمات على أشياء
مصنوعة من مادة الخشب أو الطين ولكن رغم
التغير الذي حصل في شكل ومادة هذه الأشياء
في العصر الحديث، إلا أن هذه الألفاظ ما
زالت دلالاتها القديمة تشملها ضمن مجالها
الدلالي.
2-العامل النفسي:
قد تعدل اللغة بإشراف المجتمع عن استعمال
بعض الكلمات لما لها من دلالات مكروهة، أو
يمجها الذوق الإنساني وهو ما يعرف
باللامساس، ويخضع ذلك لثقافة المجتمع
ونمط تفكيره وحسه التربوي، فيلجأ المجتمع
اللغوي إلى تغيير ذلك اللفظ ذي الدلالة
المكروهة والممجوجة بلفظ آخر ذي دلالة
يستحسنها الذوق، فكأن اللامساس يؤدي إلى
تحايل في التعبير أو ما يسمى بالتلطف، وهو
في حقيقته إبدال الكلمة الحادة بالكلمة
الأقل حدة، وهذا النزوع نحو التماس التلطف
في استعمال الدلالات اللغوية هو السبب في
تغير المعنى^(^^).
3-العامل اللغوي:
قد يحدث في صلب اللغة فجوات معجمية لا تجد
معها اللفظ الذي يعبر عن الدلالة الجديدة
فيلجأ اللغويون إلى سدها عن طريق الاقتراض
اللغوي أو الاشتقاق، وقد يتجه المجتمع
اللغوي نحو المجاز فيتم ابتداع دلالة
جديدة أو يحصل نقل لدلالة من حقل دلالي إلى
آخر، وأمثلة ذلك كثيرة في اللغة العربية
كقولنا: أسنان المشط فدلالة "الأسنان" تم
نقلها من مجال دلالي يخص الكائن الحي بوجه
عام إلى مجال آخر يبدو بعيداً ويخص "المشط"
ومثل ذلك قولنا: "أرجل الكرسي" و"ظهر السيف"
و"كبد السماء" وغيرها من التراكيب اللغوية.
إن الكلمة قد تقترض معنى جديدا ضمن الخطاب
اللغوي فنصبح ذات دلالة إضافية متداولة مع
مجموع المتخاطبين يشرح ذلك بيارجيرو
بقوله: "إني لا أرى بأساً من التكرار فأقول
مجدداً إني أعتقد -مع سوسير- بضرورة وجود
مفهومين للقيمة البنيوية والمضمون
الدلالي، ولا تنفي هاتان القيمتان بعضها
بعضا بل تتكاملان، فالكلمة من جهة أولى
منفتحة على إمكانات من العلاقة تعدها بنية
النظام اللساني، ولكن من جهة أخرى كلما
تحققت العلاقات الافتراضية ضمن الخطاب
وعرفها المتكلمون، نجد أن أثر المعنى
الناتج عنها يتخزن في الذاكرة وانطلاقاً
من هذه اللحظة يتعلق المعنى بالإشارة
ويعطيها مضمونا^(^^).
هذه الأسباب تعد أهم العوامل التي تتحكم
في التطور الدلالي أو تغيّر المعنى وقد
عقد إبراهيم أنيس فصلاً في كتابه "دلالة
الألفاظ" وضح فيه أسباب تغيّر المعنى
ومظاهره، والتي شبهها بمظاهر وأعراض
المرض وحصرها في خمس مظاهر هي: تخصيص
الدلالة، تعميم الدلالة، انحطاط الدلالة،
رقي الدلالة، وتغيير مجال الاستعمال
(المجاز)^(^^).
وتخصيص الدلالة، يعني تحويل الدلالة من
المعنى الكلي، إلى المعنى الجزئي أو تضييق
مجال استعمالها، أما تعميم الدلالة
فمعناها أن يصبح عدد ما تشير إليه الكلمة
أكثر من السابق، أو يصبح مجال استعمالها
أوسع من قبل. أما رقي الدلالة وانحطاطها
فيدرجه علماء الدلالة تحت مصطلح "نقل
المعنى" إذ قد تتردد الكلمة بين الرقي
والانحطاط في سلم الاستعمال الاجتماعي،
بل قد تصعد الكلمة الواحدة إلى القمة
وتهبط إلى الحضيض في وقت قصير، فكانت

/ 117