علم النفس فی القرن العشرین جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علم النفس فی القرن العشرین - جلد 2

بدر الدین عامود

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وإذا أمكن أن نعتبر كلمات بياجيه أيضاً
بمثابة المؤشر على حلول مرحلة جديدة في
تعاطي علماء النفس الغربيين مع علم النفس
السوفيتي، فإن ثمة الكثير من الوقائع التي
تعزّز هذا الاعتبار. فالصورة التي تكونت
على مدى عقود من الزمن لدى هؤلاء العلماء
عن وضع علم النفس في الاتحاد السوفيتي
أخذت تتغير تدريجياً منذ أواسط خمسينيات
هذا القرن، أي بعد قيام العديد منهم
بزيارة الاتحاد السوفيتي والتعرف عن كثب
على نشاط علماء النفس فيه، وعودتهم إلى
بلادهم وهم يحملون انطباعات إيجابية عما
شاهدوه واطلعوا عليه. فقد لخص بريان سيمون
BRIAN SIMON الأستاذ في جامعة ليستر نتائج
لقاءاته بعلماء النفس السوفيت واطلاعه
المباشر على أعمالهم أثناء زيارتين قام
بهما للاتحاد السوفيتي عام 1955 و1961 بقوله:
"لقد اتضح لي أن علماء النفس السوفيت
ليقومون بمحاولة بالغة الإتقان والضبط
للنفوذ إلى عملية التعلم البشري. وإن هذا
العمل يعتبر أحد المجالات الرئيسية
لتطبيق علم النفس. وهو مجال ساهم فيه كل
علماء النفس السوفيت المشاهير مساهمة
محددة معروفة" (عاقل 1981- أ، 196).
ومهما تكن الحجة التي يقيمها هذا الطرف أو
ذاك فإنّ الصراع الأيديولوجي بين الشرق
والغرب، أي المعسكر الاشتراكي سابقاً
والمعسكر الرأسمالي الذي لم تخمد جذوته
إلا منذ سنوات قليلة أثرّ بصورة سلبية على
علاقة العلماء، ومن بينهم علماء النفس، في
العالم بعضهم ببعض، وحجب الكثير من
الحقائق والوقائع العلمية التي كان من
الممكن توظيفها على نحو أفضل بكثير مما
حصل ووضعها في خدمة الإنسانية ورقيها.
إن العودة إلى الوراء قليلاً تبين أن علم
النفس في روسيا قبل عام 1917 وقيام الثورة
الاشتراكية كان جزءاً من علم النفس
الغربي. فقد وجدت مدارس واتجاهات غربية
عديدة أتباعاً وأنصاراً لها في صفوف علماء
النفس الروس. وشهدت قاعات المؤتمرات
والندوات وصفحات الدوريات المختصة
مناقشات ساخنة وخلافات حادة بين ممثلي
المذاهب الفكرية والسيكولوجية داخل روسيا
شبيهة بالتي كانت تدور في الغرب. وإلى جانب
ذلك فقد كان علم النفس في روسيا يتمتع بسمة
خاصة جعلته يختلف عن علم النفس الغربي.
وتستمد هذه السمة خصوصيتها من الوضع
الاقتصادي والاجتماعي الذي كان سائداً في
المجتمع الروسي، والمستوى الثقافي الذي
وصل إليه. ولقد عكس المفكرون والفلاسفة
الروس ذلك من خلال عرضهم للقضايا المطروحة
وكيفية معالجتها، ولم يخرج المهتمون منهم
بظواهر النفس أو الوعي عن هذا التقليد.
وكانوا يشاركون عبر كتاباتهم في تحليل
الواقع وتحديد الأسباب والعوامل التي آلت
إليه والبحث عن السبل الكفيلة بتجاوزه
وتحسينه.
ومن هذا المنظور يمكن تناول الفكر
السوسيولوجي والسيكولوجي في روسيا خلال
القرن المنصرم بوصفه رصداً لواقع التخلف
والبؤس والظلم الذي عانى منه الشعب
الروسي، ومحاولة لتحليله وتفسيره ووضع
التصورات عما ينبغي فعله من أجل واقع أفضل.
كما يمكن فهم اهتمام الكثير من المفكرين
الروس بالإنسان وقيمته ودور المجتمع في
تطوير قدراته وإمكانياته، ومعارضتهم
الشديدة للنظرة "الرسمية" التي تنسب
الصفات الإنسانية الداخلية والخارجية،
النفسية والجسمية، وتوزعها بين البشر إلى
قوى لا يملك أحد حيالها إلا الإذعان
والتسليم.
وسنعرض من آراء ومواقف أبرز المفكرين
الروس ما يمس الجانب السيكولوجي بدءاً من
القرن الثامن عشر حتى ظهور علم النفس كعلم
مستقل في فصل خاص وسوف نخصص فصولاً أخرى
للحديث عن أهم الدراسات الروسية في ميادين
الطب والتشريح والفيزيولوجيا. ثم نفرد
فصلاً آخر لبسط أفكار وتصورات أشهر
المربين الروس الذين عاشوا خلال الفترة
الزمنية المذكورة.
ونحن إذ نفعل ذلك، إنما نعتقد بأن تلك
الآراء والمواقف الفكرية، والدراسات
العلمية والأفكار والتصورات التربوية هي
التي مهدت الطريق أمام ظهور علم النفس
الروسي، ومن ثم السوفيتي.
الفصل الحادي والثلاثون الفكر
السيكولوجي في روسيا القيصرية
شهد القرن السابع عشر بداية ظهور السلعية
ـ النقدية ونشوء سوق مركزية عامة في روسيا.
ونجم عن ذلك فيما بعد توحيد الإقطاعات
والإمارات الذي أدى، بدوره، إلى زيادة
الإنتاج الزراعي والاهتمام بالحرف التي
كانت تستجيب لمتطلبات هذا القطاع. وفي
النصف الثاني من القرن نفسه عرفت الصناعة
في هذا البلد بعض التقدم. وظهرت الحاجة إلى
وجود مستوى من المعارف والمهارات لدى
العمال أفضل وأعلى مما كانوا عليه في
السابق.
وتمشياً مع تلك التغيرات الطارئة
واستجابة لما ترتب عنها من شروط ومتطلبات

/ 155