علی بن ابی طالب (علیه السلام) امام الدین و الدولة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علی بن ابی طالب (علیه السلام) امام الدین و الدولة - نسخه متنی

محسن علی المعلم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

================================
وفي أبعاد هذا الحديث زماناً ومكاناً
وجمعاً وغرضاً وملابسات جمة، دلائل
وشواهد على ركيزة في الدين قويمة استأثرت
بالأولوية من بين بنود الدين وتشريعاته
فإذا بها تسبق كل تشريع وإن جلّ وعظم.
ولَعَمْر الحق إنها لجديرة بالدراسة
المستوعبة والنظرة الفاحصة الدقيقة فلها
من الجلال والخطر مايستوقف الفكر ويلح
بالتأمل وتجديد التأمل، وخطة البحث تأبى
السبح الطويل(1). وأكتفي بهذه الإشارة
والإثارة.
إنّ استنطاق النصوص يقضي بأن قول النبي
الحكيم والمبلغ المعصوم: "فاسمعوا له
وأطيعوا" ولا سيّما مع مراعاة سوابق هذا
القول ولواحقه يدل دلالة جلية على أن نجم
الخلافة سيلمع لو آذنت آنذاك شمس النبوة
بالغروب.
4 ـ الجود بالنفس أسمى غاية الجود:
وسجّل تاريخ عليّ الحافل بالأمجاد مواقف
لم يعهد التاريخ لها مثيلا، فقد ضرب أروع
أمثلة التضحية والفداء لمن اتحدث روحه
بروحه ونفسه بنفسه، حتى آثره على ذاته فلم
يكن عند تفاقم الشدائد وغلواء المحن نظير
لابن أبي طالب في مؤازرة النبي ونصرته.
أ ـ فقد روى التاريخ بأن أبا طالب (عليه
السلام) كان أيام حصار بني هاشم في الشعب
يقيم النبي الأكرم من مضجعه وينيم فلذة
كبده علياً منامه فقال علي (عليه السلام):
يا أبتاه انّي مقتول ذات ليلة، فقال أبو
طالب:
اصبرن يا بنيّ فالصبر أحجى كل حيّ مصيره
لشعوب
قـد بـلوناك والبلاء شـديد لفداء الحبيب
وابن الحبيب
لفداء الأعز ذي الحسب الثا قب والباعِ
والفناء الرحيب
فقال علي (عليه السلام):
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد فواللّه ما
قلتُ الذي قلت جازعا
____________
1- وقد تناولت بنحو من التفصيل لجملة من
ملابسات هذا الحديث المثير ضمن أحاديث حول
الإمام علي (عليه السلام) وعسى التوفيق
يحالفها فتجتمع في كتاب.
================================
الصفحة 6
================================
ولكنّني أحببتُ أن تـرى نصرتي وتـعـلم
أني لـم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه اللّه في نصر أحمد نبيّ الهدى
المحمود طفلا ويافعا(1)
ب ـ وبموت أبي طالب (عليه السلام) ناصر
الإسلام يشتد خنق المشركين على رسول اللّه
(صلى الله عليه وآله وسلم) فيأمره ربه تبارك
وتعالى أن يهاجر إلى المدينة، وقد تعاقد
الحاقدون على الفتك بالنبي فلابد من خطة
تضمن سلامة الحبيب المصطفى وتفوت عليهم
غرضهم وتحول بينهم وبين ما يريدون، فمن يا
ترى الكفءُ الكريم الذي يؤثر بقاء الرسالة
والرسول على نفسه؟! أجل إنه ابن أبي طالب.
"دعا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)
علي بن أبي طالب فقال له: يا علي إنّ الروح
هبط عليّ بهذه الآية ( وَإِذْ يَمْكُرُ
بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ
أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ
وَاللّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ) آنفاً
يخبرني أن قريشاً اجتمعت على المكر بي
وقتلي وإنه أوحى إليّ عن ربّي عزّ وجلّ أن
أهجر دار قومي وأن أنطلق إلى غار ثور تحت
ليلتي، إنه أمرني أن آمرك بالمبيت على
ضجاعي لتخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت
قائل وصانع؟ فقال علي(عليه السلام): أو
تسلمن بمبيتي هناك يا نبي اللّه؟ قال: نعم،
فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكاً وأهوى إلى
الأرض ساجداً لما أنبأه به رسول اللّه في
سلامته"(2).
وقد قال الإمام عليّ (عليه السلام) في ذلك:
وقيتُ بنفسي خير مَن وطئ الحصى ومَن طاف
بالبيت العتيق وبالحجر
محمّد لمّا خاف أن يمكروا به فوقّاه ربّي
ذو الجلال من المكر
____________
1- الشيخ المجلسي: بحار الأنوار ج35 / ص: 93،
الطبعة الثانية، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت 1408
هـ.
2- بحار الأنوار، ج19 / ص: 60.
================================
الصفحة 7
================================
وبتُّ أراعيهم متى ينشرونني وقد وطنت
نفسي على القتل والأسر
وبات رسول اللّه في الغار آمناً هناك في
حفظ الإله وفي ستر(1)
5 ـ رد الأمانات:
"وكان علي ـ كرم اللّه وجهه ـ بعد أن توجه
رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قام
صارخاً بالأبطح ينادي: من كان له قبل محمّد
رسول اللّه أمانة فليأت ترد إليه أمانته"(2).

/ 25