بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الحروب، ورغم ضحايا رحى المعارك التي ذهب فيها الملايين من البشر (40 مليون) وبالأخص بين أعوام (1940-1945) يغالي اليهود المتعصبون والصهاينة في قضية (المحرقة النازية) فلم تكرس الدعاية الغربية إلا للقتلى اليهود (بينما لم يسلط الضوء على غيرهم) الذين ماتوا أو قتلوا نتيجة البرد والأمراض والجوع في السجون والمعتقلات النازية كغيرهم من السجناء الكاثوليك أو الأرثوذكس أو اليساريين أو الاشتراكيين أو الماركسيين أو الليبراليين؟!. ولعل اتهام ألمانيا بالمحرقة النازية وابتزازها طيلة السنوات الماضية دفع المؤرخ ديفيد أرفينغ لرفع دعوى قضائية في محاكم بريطانيا ضد الكاتبة اليهودية المتعصبة (دبورة لبشتات) وتأييد أثرياء اليهود لها مع أهودا باراك الذي اعتبر ربحها للقضية انتصاراً للعالم الحر، بينما أكد أرفينغ بأن المحرقة خدعة صهيونية لاستجرار عطف الدول الغربية الكبرى لتأييد تهجير اليهود إلى فلسطين ودعم الحركة الصهيونية وخفايا العلاقة التي تربط الجستابو فرع (11/112) مع المنظمات الصهيونية (أرغون- وهاشومير وهاتسعير- وشتيرن) ومع غولدا مائير أو مع شركة هآفارا لها دلالات هامة . لقد لعبت الدول الكبرى بحلفها المقدس مع الحركة الصهيونية العالمية أدوار خطيرة لاستبعاد "المسألة اليهودية" عن أوروبا باتجاه المنطقة العربية والإسلامية كي تبقى تلك المناطق ملحقة بالمصالح الاستعمارية كعامل جوهري للتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، فما العمل لإيجاد الوسائل والطرق لاستعادة حقوقنا القومية المشروعة وإعادة بناء دولة فلسطين الديمقراطية؟ لعل تأنيب الضمير الذي أعلن عنه شلومو بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي (السابق) وعلق عليه السيد هنري سيغمان المسؤول في المجلس اليهودي الأمريكي تعبر عما أحدثته انتفاضة الأقصى ودماء شبابها (جرحى وشهداء) من هزة عنيفة في نفوس البعض، ودعوة سيغمان للإسرائيليين الساسة والقيادة لاتخاذ أفكار شلومو بن عامي كبداية للاعتراف بالحق الفلسطيني كشعب وكمشكلة وطنية كبرى تتحمل إسرائيل و"الصهيونية العالمية" مسؤوليتها، وإعادة الحق المغتصب إلى أصحابه الشرعيين ربما يخفف المعاناة والجهود باتجاه وقائع جديدة تجد الحلول طريقها نحو الاعتراف (بمسألة فلسطين) من قبل حكام بريطانيا والولايات المتحدة. إذاً كم من الشجاعة وتأنيب الضمير يلزم لغزاة لا يفهمون. لقد كانت رؤية "ريتشارد مورفي" مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق وكبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية في صحيفة "المستقبل" اللبنانية (18/10/2000م ص 14) متناقضة وهشة إلى حدود بعيدة جداً فهو في الوقت نفسه الذي يؤكد فيه على: "أن الولايات المتحدة ما زالت تدعم بكرم وسخاء جهود (إسرائيل) للتوصل إلى الأمن القومي وأنها القوة المتفوقة في المنطقة، إلا أنها لا تزال تشعر بأنها مهددة"؟! لنلاحظ كم هي متناقضة تعبيرات مورفي، فهو يؤكد بأن "إسرائيل" ((قوة متفوقة)) وفي الوقت نفسه ((مهددة)) إن القوى المتفوقة هي التي تهدد دول وشعوب المنطقة، لا بل وتمارس سياسة الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، والمضحك في آرائه تلك ما يظهر بأن ((الأميركيين والإسرائيليين والفلسطينيين)) ((يتعرضون إلى أعمال العنف)) كيف يمكن تفسير هذه الرؤيا السخيفة لكبير الباحثين، إذ من أين تتأتى أعمال العنف على الأطراف الثلاثة المذكورة هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف يمكنه تغطية أعمال حكام "إسرائيل" الإرهابية والدموية بإيقاف ((نزف الدماء كأولوية)) بقصد طمس حقيقة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع خلال انتفاضة الأقصى إذ هنالك أكثر من 30 ألف جريح ومشوه وأصحاب عاهات دائمة بفعل ممارسات جيش الاحتلال الوحشية المقصودة إضافة إلى أكثر من (6) آلاف شهيد؟! أين هي اتفاقيات جنيف والقانون الدولي؟! إن الذي يتخبط في عملية السلام الآن هي الولايات المتحدة وسياستها الخارجية الفاشلة لا بل وسياسة حكام "إسرائيل" الفاشية، والفارق هنا أن السياسيين في الإدارات الأمريكية كالغزاة الصهاينة لا يفهمون، إلا إعطاء التوجيهات والنصائح للرضوخ للصهاينة الغزاة من قبل سماسرة الأوطان والشعوب. محمد علي سرحان دمشق 10/10/2001