المبهج لابن جني
شرح فيه أسماء شعراء الحماسة، موطئاً لذلك بمقدمة مفصلة، عن أنواع الاسم في العربية، على نحو لم يسبق إليه.بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمينتفسير أسماء شعراء الحماسة
وينبغي أن نعلم أن في ذلك علماً كثيراً وتدرباً نافعاً وستراه بإذن الله. يجب أن يقدم أمام ذلك ذكر أحوال هذه الأسماء الإعلام وكيف طريقها وعلى كم وجهاً تجدها وإلى كم ضرباً قسمتها. فأصل انقسامها ضربان أحدهما ما كان منقولاً والآخر ما كان مرتجلاً من غير نقل. الأول من هذين الضربين وهو ما كان منقولاً ثلاثة أنواع اسم نكرة فعل صوت. شرح الاسم الأسماء المنقولة إلى العلمية ضربان عين معنى والعين أيضاً ضربان اسم غير صفة واسم صفة. الأول منها نحو أوس ومجر وبكر وجمل. والأوس هنا الذئب وإن كان قد يمكن أن يكون العطية من قولهم أست الرجل أؤسه أوساً إذا أعطيته. الثاني من هذه القسمة هو الاسم الصفة وذلك نحو مالك وجابر وحاتم وفاطمة ونائلة فهذه في الأصل أوصاف ثم نقلت فصارت أعلاماً كما صار أوس وحجر وبكر وجمل ونحو ذلك أعلاماً. وهذه الصفة المنقولة ضربان أحدهما ما نقل وفيه اللام فأقرت بعد النقل عليه وذلك نحو الحارث والعباس والآخر ما نقل ولا لام فيه نحو سعيد ومكرم وما فيه اللام بعد النقل ببقايا أحكام الصفة أحرى. وأما المعنى فنحو قولهم أوس وأنت تعني به العطية وزيد وعمرو وأنت تعني العمر الذي هو الحياة والزيد مصدر زاد يزيد زيداً وزياداً وزيادة فإن قلت فقد قال: وأنتم معشر زيد على مئة فوصف به قيل هذا على حد ما يوصف بالمصدر في نحو قولك هذا رجل صوم وفطر وعدل قال زهير:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم
هم بيننا فهم رضاً وهم عدل
هم بيننا فهم رضاً وهم عدل
هم بيننا فهم رضاً وهم عدل
والحية الحتفة الرقشاء أخرجها
من بيتها آمنات اللّه والكـلـم
من بيتها آمنات اللّه والكـلـم
من بيتها آمنات اللّه والكـلـم
جاؤوا بحبس لو قيس معرسه
ما كان إلا كمعرس الـدؤل
ما كان إلا كمعرس الـدؤل
ما كان إلا كمعرس الـدؤل
لولا الآلة ما سكنا خضماً
ولا ظللنا بالمشائي قيما
ولا ظللنا بالمشائي قيما
ولا ظللنا بالمشائي قيما
ليث بعثر يصطاد الـرجـال إذا
جراباً وملكوماً وبذر والغمرا
سقى اللّه أمواهاً عرفت مكانها
ما الليث كذب عن أقرانه صدقا
سقى اللّه أمواهاً عرفت مكانها
سقى اللّه أمواهاً عرفت مكانها