المذاهب الفقهية تراث إسلامي ثمين - مذاهب الفقهیة تراث إسلامی ثمین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مذاهب الفقهیة تراث إسلامی ثمین - نسخه متنی

جعفر السبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المذاهب الفقهية تراث إسلامي ثمين

مقدّمة المجمع العالمي لاَهل البيت
(عليهم السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد والصلاة والسلام على سيّد
الاَنبياء والمرسلين محمّد وآله الطيبين
الطاهرين وصحبه المنتجبين.

وبعد؛
فإنّ الوحدة الاِسلامية هي من أهم خصائص
الاَُمّة الاِسلامية التي أكّد عليها
القرآن الكريم ودعا كل مسلم للعمل على
تحقيقها، وخطّط لها بشتّى الاَساليب.

وأعلن أنّ هذه الوحدة ليست وحدة مصالح،
ولا وحدة مكان أو عنصر وإنّما هي وحدة
قلوب، وهبها اللّه تعالى التآلف والتحابّ
وهو أمر لا يتحقّق عبر الوسائل المادية
مهما تعاظمت ... وبها تمّ الانتصار
الاِسلامي الاَوّل على كل طواغيت الكفر
وأساطين الاستكبار فقال تعالى:

"هُوَ
الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْـرِهِ
وبالموَمنينَ * وألّفَ بينَ قلوبِهِم لَوْ
أَنفقْتَ ما في الاَرضِ جميعاً ما
أَلّفْتَ بين قلوبِهِم ولكِنَّ اللّهَ
ألّفَ بَيْنَهُمْ إِنّهُ عزيزٌ حكيمٌ"
(الاَنفال 62 ـ 63).

وقد ظن البعض أنّها وحدة عاطفية ممّا
يجعلها واهيةً أيضاً إلاّ أنّ الحقيقة هي
أنّها وحدة قلوب، وليس القلب عاطفة لا
تقوم على أُسس عقلية كما أنّه ليس عقلاً
مجرّداً يبتعد عن التجسّد العاطفي، إنّه
التحام الوعي بالاِحساس ... وهكذا الوحدة
الاِسلامية .. انّها تنطلق من أُسس عقائدية
متينة واقعية تنير الوجود الاِنساني
بأنوارها وتصوغ الاَحاسيس بلطفها كما
تصوغ المفاهيم عن الكون والحياة والانسان
تماماً، وحينئذ يشكل المجموع (العقيدة،
والمفاهيم والاَحاسيس) القاعدة الاَساسية
لقيام المجتمع الاِسلامي الرصين الواحد.

ولا ريب في أنّ الاِسلام أراد من كل نظمه
أن تساهم في إغناء هذه الحقيقة والمساهمة
الفاعلة في إيجاد أُمّة موحّدة تغييرية
تعمل جادة لتحقيق هدف الخلقة على المستوى
الحضاري التاريخي الممتد. ومن هذه النظم
الاِسلامية نفس نظام الاجتهاد الذي
يعبّـر عن أروع صورة للمرونة الاِسلامية
كما تعبّـر عن أرضية الخصوبة الفكرية
المستمرة وطبيعي أن يعلن الاِسلام وهو
المبدأ الواقعي حرية الاجتهاد والاستنباط
نظراً لاَنّه دين الحياة، ونظراً لاَنّه
يعطي رأيه في كل واقعة، والوقائع متكثّرة
والاِسلام إذ يفتح باب الاجتهاد يمنح
المتخصّصين والعلماء كل
القواعد وكل المنابع الواضحة،

/ 351