مدخلكان القرآن الكريم محورًا لكثير من الدراسات منذ اللحظة الأولى لنزوله. وعلى الرغم من تنوع هذه الدراسات وتعددها، وما بذله العلماء فيها من جهود مضنية للإحاطة بالكثير من جوانبه فقد بقيت هذه الجهود قاصرة، شاهدة بذاتها على أن النص القرآني يجاوز كل طاقات النفس البشرية. وعلى الرغم من توالي الأحقاب والسنين، وتنوع الأعمال المعجميّة التي ألِّفت حول القرآن الكريم وقراءاته، فقد بقي المجال مفتوحًا لأعمال معجمية أخرى تضاف إلى الأعمال المعجمية السابقة، وتسد فراغًا لا تسده هي مجتمعة أو متفرقة.ولعل أهم الأعمال المعجمية السابقة التي دارت حول ألفاظ القرآن الكريم وموضوعاته تندرج تحت الأنواع الآتية:1- معاجم الغريب، سواء منها ما رتب ألفبائيا، أو حسب السور والآيات، وهي أكثر من أن تُحصى.2- معاجم الألفاظ، مثل: معجم ألفاظ القرآن الكريم، من إعداد مجمع اللغة العربية بالقاهرة .3- المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم، والتي تخلو تمامًا من الدراسة، ولا تعدو في حقيقتها أن تكون قوائم بالكلمات القرآنية، مثل: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي، الذي بناه على كتاب نجوم الفرقان في أطراف القرآن للمستشرق فلوجل الألماني، الذي طبع أول مرة عام 1842م.4- المعاجم المفهرسة للأدوات والضمائر، والتي تعد تكملة للمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم السابق ذكره، مثل: المعجم الذي أعده الدكتوران: إسماعيل أحمد عمايرة، وعبد الحميد مصطفى السيد. فقد فهرس عبد الباقي جميع ما في القرآن الكريم من كلمـات تندرج في الفعل أو الاسم الصريح، وترك الأدوات والضمائر (مقدمة خليل عمايرة للمعجم صـ 8). وقد اقتصر هذا العمل كسابقه على الفهرسة، ولذا جاء في مقدمته:ونحن في هذا العمل نفهرس ولا ندرس (المقدمة ص 9). وقد أخذ صانعا المعجم على عمل محمد فؤاد عبد الباقي أنه خرج على منهجه حين ضمن معجمه بعض الأدوات أحيانًا فهو يفهرس سوف، وبلى، ومع، وهذان، واللذان، واللائي؛ولم يفهرس بل، والسين، وهذا، والذي، واللواتي، والذين [كذا، ولم ترد في القرآن الكريم كلمة اللواتي] (المقدمة ص 10).5- المعاجم التي تجمع بين النوعين السابقين، فتشمل الأفعال، والأسماء الصريحة، والأدوات والضمائر،مثل: قاموس الألفاظ القرآنية للدكتور حسين محمد الشافعي.6- المعاجم المفهرسة للقراءات القرآنية، ولا نعرف منها - في العصر الحديث- سوى معجم القراءات القرآنية ، من إعداد الدكتورين: أحمد مختار عمر، وعبد العال سالم مكرم. وهو كسابقيه يعتمد على الفهرسة، ويخلو من الدراسة في صلب المتن، وإن حوى بعض التعليقات المفيدة، والشروح الموجزة في حواشي صفحاته.7- المعاجم المفهرسة لموضوعات القرآن الكريم، مثـل: تبويب آي القرآن الكريم من الناحية الموضوعية لأحمد إبراهيم مهنّا،و المعجم الموضوعي للقرآن الكريمإعداد: حمزة النشرتي، وعبد الحفيظ فرغلي، وعبد الحميد مصطفى.8- المعاجم المفهرسة لآيات القرآن الكريم، مثل: الدليل الكامل لآيات القرآن الكريم للدكتور حسين محمد الشافعي.9- المعاجم الخاصة بأعلام القرآن الكريم، مثل: معجم أعلام القرآن للدكتور محمد التونجي.10- المعاجم التي تجمع بين الأعلام والموضوعات، مثل: معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم للدكتور عبد الصبور مرزوق.11- المعاجم التي تجمع بين الألفاظ والأعلام، مثل: معجم الألفاظ والأعلام القرآنية لمحمد إسماعيل إبراهيم.هدفنا من صنع هذا المعجمكان أمامنا جملة من الأهداف حين فكرنا في