مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 1

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإسماعيلية في التوراة، ومواطنها كلها
لا تبعد كثيراً عن فلسطين، فإني أرى أن
مواطن هذه القبيلة يجب أن تكون أيضاً في
هذه المواضع،أي في مكان لا يبعد كثيراً عن
فلسطين.
والغالب على أبناء إسماعيل البداوة، أي
حياة التنقل والغزو والرماية، لذلك كانت
ملاحظة التوراة عن إسماعيل من إنه سينشأ
رامياً، ملاحظة حسنة، تدل على تبصر بأمور
"الإشماعيليين" الذين كانوا يقومون بالغزو
ويرمون بالسهام.
أما المجموعة الثالثة من مجموعات أنساب
العرب المذكورة في التوراة، فإنها مجموعة
قبائل نسبت إلى "قطورة" زوج "إبراهيم. وقد
ذكرت التوراة إنها ولدت له "زمران،
ويقشان، ومدان، ومديان، ويشباق، وشوحاً".
وولد يقشان: في، وددان. وكان بنو ددان:
أشوريم، ولطوشيم، ولأميم. وبنو مديان:
عيقة، وعفر، وحنوك، وأبيداع، والدعة، و
يبلغ عدد القبائل المنحدرة من " قطورة" ست
عشرة قبيلة.
ف "قطورة" إذن هي مجموعة قبائل مثل
الإسماعيليين واليقطانيين، وهي تتفق مع
القبائل الإسماعيلية في أفها تنحدر من صلب
إبراهيم، وهي من هذه الناحية أقدم عهداً
مهن القبائل الإسماعيلية، لأن والد هذه
القبائل هو إبراهيم. أما والد القبائل
الإسماعيلية، فهو إسماعيل، وهو ابن
إبراهيم.
والأسماء المذكورة كناية عن قبائل عربية،
ألّفت مجموعة خاصة، كان حلفاً ، على ما
يظهر تألف من قبائل رجعت نسبها إلى أمل
واحد، هو "قطورة". انتشرت قبائله في
الأرضين الواقعة بين القبائل العربية
الإشماعيلية وبين القبائل اليقطانية.
وتشير قصة زواج "إبراهيم بقطورة إلى صلة
القطوريين بالإشماعيليين، والإشماعيليون
من صلب إسماعيل بن إبراهيم، ويؤخذ على إنه
كناية عن اختلاط قبائل المجموعتين، أي
الحلفين بتعبير أصح. ووجود أسماء بعض
قبائل يقطانية وبعض قبائل كوشية في قائمة
أسماء أبناء قطورة، هو أيضاً دليل على
وجود صلات بين هذه الاحلاف الثلاثة وعلى
تداخل القبائل واختلاطها بعضها ببعض.
أما أولاد "قطورا" عند أهل الأخبار، فهم:
يقسان، وزمران، ومديان، ويسبق، وسوح،
وبسر على رواية، ومدن ومدين ويقسان وزمران
ويسبق وسوح على رواية أخرى. ومدن ومدين
ويقشان، وزمران، وأشبق، وشوخ. وقد أخذت
هذه الأسماء كما نرى من التوراة، إلا إن من
أخذها حرّف فيها بعض التحريف، وخالف
الترتيب الموجود للأسماء في التوراة
فقدّم وأخر، وأضاف أسماء جديداً هو "بسر"
على الرواية الأولى، وضعه فى مكان "مدان"،
إلا أن الطابع التوراتي ظل بارزاً واضحاً
عليها. فلا حاجة بنا إلى إرجاع كل اسم منها
إلى الاسم المقابل له في التوراة.
وزوج أهل الأخبار "يقشان" "يقسان"، من
امرأة سموها "رعوة بنت زمر بن يقطن بن
لوذان بن جرهم بن يقطن بن عابر"، و أولدوا
لها ولداً. دعوه "البربر"، قالوا عنه إنه
جدّ البربر. وهو زواج لا تعرف عنه التوراة
شيئاً، وأما الزوج "رعوة بنت زمر بن يقطن"،
فليس لها ذكر فيها أيضاً، وأما نسبها، فهو
نسب اخترعه من اخترعها، وليس له لذلك ذكر
في التوراة. وأما "بربر" ابن "رعوة" فهو من
صنع صانع أخبار أمه. وليس له ذكرٌ ما في
التوراة.
ولفظة "بربر" في الكتاب المقدس لفظة تعني
"الغريب"، وهي من أصل يوناني، وقد أطلقها
اليونان على الغرباء الناطقين بلغة أخرى
غير اللغة اليونانية. ولم تستعمل علماً
على جنس معين له جد وآب ونسل. ولذلك، فإن
ربط نسب "البربر"، وهم سكان المناطق
المعروفة من شمال إفريقية به "رعوة" و
بقحطان، هو من صنع "أهل الأخبار"، وقد وقع
في الإسلام بالطبع، وبعد الفتح الإسلامي
لتلك المناطق، لغايات سياسية، على نحو ما
حدث من ربط نسب الفرس واليونان والأكراد
بالعرب.
ولم يشر الأخباريون وأهل الأنساب إلى
"القطوريين" كطبقة خاصة من العرب. وقد أشار
بعضهم إلى قبيلة عربية عرفت ب "قطورة"،
ذكروا إنها عاشت مع "جرهم" بمكة. ولعل لتشتت
شمل القبائل القطورية ودخولها في القبائل
الأخرى: قحطانية وعدنانية، وفي جهل أهل
الكتاب في ذلك العهد، أي أيام لجوء أهل
الأخبار اليهم يسألونهم عن الأنساب، دخلا
في هذا الإهمال.
ويلاحظ أن بين أسماء قبائل "قطورة" أسماء
وردت في جدول أنساب قبائل "يقطان"، وفي

/ 673