مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 1

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

جدول أسماء أبناء "كوش". ويفسر بعض العلماء
ذلك باتصال القبائل القطورية بالقبائل
اليقطانية وبالقبائل الكوشية وباختلاطها
بها وتلاحمها معها، ونزولها بينها، فعد
كتبة "أسفار التكوين" ذلك نسباً، فأدخلوا
القسم الذي دخل في اليقطانيين من
اليقطانيين، والقسم الذي نزل بين
الكوشيين من الكوشيين، ومن ثم صار ذلك
نسباً ورابطة دم.
وزوج إبراهيم "قطورة"،معروفة ضد أهل
الأخبار. وقد دعوها ب "قطوراء" وب "قطورا" وب
"قنطوراء". ومعنى اللفظة في اللغة
العبرانية "البخور". وقد تزوجها إبراهيم
بعد وفاة "سارة". ولكنهم كعادتهم في معظم
الأخبار التي أخذوها من أهل الكتاب، خلطوا
في أخبارها وحرّفوا فيها، فجعلوا لها
نسباً، ولم يرد له ذكر في اتوراة، اختلفوا
فيه أيضاً، فصار "يقطن" والد "قطورة" في
خبر، وصار "يكفور" أو "مفطور" هو والدها في
خبر آخر، وصار "افراهم بن أرغو بن فالغ" هو
والدها في خبر آخر أيضاً. وجعلت عربية من
العرب: تتكلم بهذا اللسان العربي المعروف.
وقيل إن اسمها "انموتا" أو "انمتلى"، وصيرت
"قطورا بنت يقطن"، ولكنهم أخرجوها أحياناً
من العرب، وأضافوها إلى الكنعانيين، كما
جعلوها "قطورا بنت مقطور" من العرب
العاربة.
ولم يفطن أهل الأحبار إلى خلطهم في هذا
النسب وإلى سكوت التوراة عن نسبها، ولا
أدري من أين جاؤوا ب "يكفور"، أو "مفطور"،
وكيف يجوز أن تكون "فطوراء" من نسل "افراهم
بن أرغو بن فالخ". ف "افراهم"، هو "إبراهيم"،
وهو زوج "قطورة" لا والدها أو جدّها أو جدّ
جدّها أو ما شاكل ذلك. ثم إن نسب "إبراهيم"
على هذه الصورة هو نسب مغلوط، يدل على جهل،
فإنه "إبراهيم" وهو "ابرام" في التوراة، هو
ابن "تارح" و "تارح" هو ابن "ناحور" و "ناحور"
ابن "سروج" وهذا هو ابن "رعو" الذي صار "ارغو"
عند الإسلاميين. و "رعو" هو ابن "فالج" الذي
صير "فالغ" عند أهل الأخبار. فترى من ذلك
كيف خلط أهل الأخبار، وكيف كان علمهم
بالقصص المأخوذ من التوراة. وكل هذا الجهل
ناشئ من اعتمادهم على الأخذ شفاهاً من أهل
الكتاب، ومن عدم رجوعهم إلى نص التوراة.
ويلاحظ إن أكثر الذين قالوا في "قطورة"
"قطوراء" و "قطورا"، ذكروا أولادها على نحو
ما ورد في التوراة. أما الذين قالوا
"قنطوراء"، فقد نسب أكثرهم إليها الترك
والصين، وأضاف بعضهم إليها السودان في بعض
الأحيان. وهو نسب تكرم به عليها أهل
الأنساب والأخبار، فليس في التوراة ذكر
لهؤلاء الأولاد النجباء. ولعل إلحاق هؤلاء
ب "قنطوراء" إنما كان لغرض سياسي، هو إدماج
نسب الترك والصين بالعرب، ترضية لهم، كما
فعلوا بالنسبة إلى شعوب أعجمية أخرى. ويرد
اسم "بنو قنطوراء" في الملاحم والتنبؤات،
فرووا أحاديث تدل على شعور الخلافة
الإسلامية بالخطر القادم من الترك
والصين، وبأن النسب لم ينفع شيئاً معهم،
إذ ورد: "يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من
أرض البصرة"، وورد: "إذا كان آخر الزمان جاء
بنو قنطوراء".
وزعم أهل الأخبار إن إبراهيم تزوج من زوج
أخرى، كانت من العرب أيضاً، أسموها "حجور
بنت أرهير"، ولدت له خمسة بنين: "كيسان،
وشورخ، وأميم، ولوطان، ونافس". وليس في
التوراة ذكر هذه الزوج العربية، فليس لها
نسل فيها بالطبع. فالأولاد هم من نسل مخيلة
أصحاب الأخبار، جمعوها من أسماء توراتية
مرت وتمر علينا في مواضع من هذا الكتاب،
وضبطوها بعدد، لتظهر بمظهر خبر صحيح
مضبوط.
ومن الأخباريين من أحجم عن تعيين هوية زوج
إبراهيم، فلم يذكروا شيئاً عن عروبتها أو
عن أبيها وجدّها، بل اكتفوا بذكر اسمها
وحده، فدعوه "حجوني"، وقالوا: إنها ولدت له
سبعة نفر، هم: نافس، ومدين، وكيشان،
وشروخ، وأميم، و لوط، ويقشان.
ومعارفنا بالقبائل القطورية لا تختلف عن
معارفنا بالقبائل الإسماعيلية
واليقطانية من حيث الضآلة والضحالة. فهي
قد لا تزيد في بعض الأحيان على الاسم، ذلك
لأن التوراة لم تذكر شيئاً عنها، ولأن
المفسرين والأحبار الذين شرحوا التوراة،
لم يذكروا شيئاً عن تلك القبائل، إما
جهلاً بها، وإما لعدم وجود ميل بين
العبرانيين إلى الوقوف على أحوال تلك
القبائل التى ذكرت في التوراة لمناسبة من
المناسبات. ولهذا ضحل علمنا بها أيضاً.
وليس أمامنا غير انتظار الحظ، فقد يكتشف
العلماء موارد جديدة قد تساعدنا في الوقوف
على أولئك ا لأقوام.
فزمران مثلاً، لا نعرف من أمره شيئاً

/ 673