مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 1

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العهد ولا مذكوراً بين الناس، هو الإلَه "ذ
سموي"، أي "صاحب السماء" "صاحب السماوات" أو
"رب السماء". وسأتحدث عنه وعن هذا التطور
الجديد الذي حدث في ديانة العرب الجنوبيين
فيما بعد.
وقد ذكر اسم الملك "كرب ايل وتر يهنعم" في
النص الموسوم ب Jamme 568 وقد دوّنه أناس من
"بني عثكلن" "عثكلان"، حمداً وشكرا للإله
"المقه ثهوان" الذي أنعم عليهم وحباهم
بنعمه، وأعطاهم حصاداً جيداً وغلة وافرة،
وليزيد في توفيقه لهم ونعمه عليهم، وليبعد
عنهم أذى الحسّاد وشر الشانئين. وقد كتب في
عهد الملك "كرب ايل وتر يهنعم بن وهب ايل
يحز"، ليبارك الإلَه "المقه" فيه.
كما جاء اسم هذا الملك في نص آخر دوّنه قبل
من أقيال "غيمان" وسم -Jamm 564، دوّنه عند
تقديمه "صلهن" تمثالاً إلى الإلهَ "المقه"
حمداً به وشكراً على إنعامه عليه وعلى جيش
وأقيال الملك "كرب ايل وتر يهنعم"، ولأنه
من عليه وأعطاه حاصلاً طيباً وغلة وافرة
وأثماراً كثيرة، وليمنّ عليه وعلى قومه في
المستقبل ايضاً، وذلك بحق المقه وفي الألة
عثتر ذي ذبن، وبحر حطبم، وهوبس، وثور
بعلم، وبالمقه بمسكت، ويثو برآن، وذات
حميم، وذات بعدان، وبحاميهم وشفيعهم حجرم
قمحمم بعل حصنى "تنع"، ولمس بعل بيت نهد،
وعثتر الشارق، والمقه بعل أوّام.
ويظهر من هذا النص إن صاحبه كان يتولى
وظيفة مهمة في "مأرب"، وانه كان مقدماً في
بيت الحكم قصر "سلحين"، وكان يساويه في هذه
المنزلة رجل اسمه "رثدم" "رثد" من "مأذن"، اذ
كان يحكم مأرباً أيضاً، ويتمتع بمنزلة
كبيرة في دار الحكم "قصر سلحين". وقد حكما
مأرباً معاً بتفويض من الملك وبأمر منه،
حكما من القصر نفسه، اذ كانت دائرة عملها
فيه ". ويظهر منه أيضاً إن اضطراباً وقع في
مأرب في زمان حكمهما، دام خمسة أشهر
كاملة، أثّر تأثيراً كبيراً في العاصمة،
وقد سأل، الحاكمان الملك أن يخولهما حق
التدبير للقضاء على الفتنة، فأصدر الملك
أمراً أجابها فيه إلى ما سألآه الحاكمين،
غير إن نار الفتنة لم نخمد بل بقيت مشتعلة
خمسة أشهر كاملة، كان الملك في خلالها يلح
على الحاكمين بوجوب قمع الفتنة وإعادة
الأمن، واستطاعا ذلك بعد مرور الأشهر
المذكورة باشتراك الجيش في القضاء عليها.
ولم يذكر النص الأسباب التي دعت أهل مأرب
إلى العصيان، ولكن يظهر إن من جملة
عواملها تعيين صاحب النص، واسمه "أنمار"،
وهو من "غيمان" حاكماً على مأرب، وكان أهل
العاصمة يكرهون أهل غيمان، وكانوا قد
حاربوهم في عهد الملك "أنمار يهأمن" شقيق
"كرب ايل وتر يهنعم"، فساءهم هذا التعيين
ولم يرضوا به. ولما أبى الملك عزله، ثاروا
وهاجوا مدة خمسة أشهر حتى تمكن الجيش من
إخماد ثورتهم.
وقد ذكر "كرب ايل وتر" في النص: Jamme 565 بعد
اسم "يرم أيمن"، وفيه نعته، وهو "يهنعم"،
وعبر عنهما بلفظة "ملكي سبأ"، أي "ملكا
سبأ"، واستعمل لفظة "واخيهو"، أي "وأخيه"،
وقد ترجمها "جامه" بمعنى "حليفه"، فالتآخي
في نظره بمعنى التحالف والحلف. وإذا أخذنا
بهذا المعنى، فنستنتج من ذلك أن العلاقات
بين الحاكمين لم تكن سيئة. يوم كتب هذا
النص وان ادعى كل منها أنه ملك سبا، وإنما
يظهر أنهما كانا يحكمان معتاونين، بدليل
ما ورد في النص من أن "املك سبا"، أي ملوك
سبا كلفوا صاحبي النص أن يخوضا معارك
أمروهما بخوضها، فخاضاها ورجعا منها بحمد
الإلَه "المقه" سالمين.
ويرى "جامه" أن حكم الملك "كرب ايل وتر
يهنعم" امتد من سنة "130" حتى السنة "115" قبل
الميلاد، أو من سنة "115" حتى السنة "00 ا" قبل
الميلاد. وبذلك يكون حكم "وهب ايل يحز" وحكم
ابنيه "أنمار يهأمن" و "كرب ايل وتر يهنعم"
قد امتدا من سنة "160" حتى السنة "115" أو "100"
قبل الميلاد.
وليس لنا علم عن ذر"ة الملك "كرب اُّل وتر
يهنعم"، فليس في أيدينا نص ما يتحدث عن ذلك.
وكل ما نعرفه أن الحكم انتقل بعد أسرة "وهب
ايل يحز" إلى مللك آخر هو الملك "يرم أيمن"،
وهو من "همدان"، وهمداّن كما قلت فيما سلف
من القبائل التي اكتسبت قوة وسلطاناً في
هذا العهد، وقد سبق أن تحدثت عن "ناصر
يهأمن" وعن شقيقه "صدق يهب".وقلت إنهما من
همدان، وقد حان الوقت للكلام على هذه
القبيلة التي ما تزال من قبائل اليمن
المعروفة، ولها شاًن خطير في المقدرات
السياسية حتى الآن.
الآن وقد انتهيت من الكلام على آخر مللك
من ملوك "سبأ" وختمت به عهداً من عهود الحكم
في سبأ، أرى لزاماً علي أن أشير إلى ملك

/ 673