مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 2

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
د. جواد علي
الجزء الثاني - الفصول 41-62
الفصل الحادي والاربعون
العرب وألحبش
صلات العرب بالحبشة صلات قديمة معروفة
ترجع إلى ما قبل الميلاد. فبين السواحل
الافريقية المقابلة لجزيرة العرب وبين
السواحل العربية اتصال وثيق قديم، وتبادل
بين السكان. اذ هاجر العرب الجنوبيون
إلىالسواحل الافريقية وكونوا لهم
مستوطنات هناك، وهاجر الأفارقة إلى
العربية الجنوبية، وحكموها مراراً، وقد
كان آخر حكم لهم عليها قبل الإسلام بأمد
قصير.
ويرى بعض الباحثين إن أصل الحبش من غرب
اليمن من سفوح الجبال،وفي اليمن جبل يسمى
جبل "حُبيش"، قد يكون لاسمه صلة بالحبش
الذين هاجروا إلى افريقية وأطلقوا اسمهم
على الأرض التي عرفت باسمهم،أي "حبشت" أو
الحبشة.
ويرون أيضاً إن "الجعز" أو "جعيزان" كما
يدعون كذلك، هم cesani للذين وضع "بليني"
منازلهم على مقربة من "عدن". فهم من أصل
عربي جنوبي. هاجر إلى الحبشة وكو"ن مملكة
هناك. والى هؤلاء نسبت لغة الحبش، حيث عرفت
بالجعزية، أي لغة الجعز.
ويظن إن العرب الجنوبيين هم الذين موّ نوا
السواحل الافريقية المقابلة بالعناصر
السامية. وكانوا قد هاجروا مراراً
اليها،ومن بين تلك الهجرات القديمة، هجرة.
قام بها السبئيون في القرن الخامس قبل
الميلاد. وقد هاجر معهم "الحبش" في ذلك
الوقت أيضاً. وقد توقف سيل الهجرات هذه حين
ندخل "البطالمة" في البحر الأحمر،وصار لهم
نفوذ سياسي وعسكري على جانبي هذا البحر.
غير أنها لم تنقطع انقطاعاً تاماً، إذ يرى
بعض الباحثين أن العرب كانوا قد دخلوا
الحبشة والسواحل الإفريقية المقابلة فيما
بعد الميلاد أيضاً، فنزحوا اليها فيما بين
السنة "232" والسنة "250" بعد الميلاد مثلاً،
حيث ركبوا البحر ونزلوا هناك.
وقد تبين أن السبئيين كانوا قد استوطنوا
في القرن السادس قبل الميلاد المناطق التي
عرفت باسم "تعزية"Ta'izziya من أرض "أريتريا"
ونجد الحبشة، وكوّنوا لهم حكومة هناك.
وأمدوا الأرضين التي استولوا عليها
بالثقافة العربية الجنوبية. ولم يقطع
هؤلاء السبئيون صلاتهم بوطنهم. القديم، بل
ظلت أنظارهم متجهة نحوه في تدخلهم وهم في
هذا الوطن بشؤونه وارسالهم حملات عليه
واحتلالهم له في فترات من الزمن. ولعلّ ما
جاء في أحد النصوص من "مصر" الحبشة، قصد به
هؤلاء الذين كانوا قد استوطنوا تلك
المنطقة من إفريقية.
وفي القرن السادس قبل الميلاد،كان
الاوسانيون قد نزحوا إلى السواحل
الافريقية الشرقية، فاستوطنوا الأرضين
المقابلة ل Pemba "زنزبار" Zanzibar وهي "عزانيا"
Azania، وتوسعوا منها نحو الجنوب. وقد عرف هذا
الساحل في كتاب "الطواف حول البحر الأريتري
"، باسم Ausaniteae وهو اسم يذكرنا ب "أوسان". وقد
ذكر مؤلف الكتاب، أنه كان خاضعاً في أيامه
"القرن الأول بعد الميلاد"ء، لحكام Mapharitis.
ويريد بهم حكام دولة "سبأ وذو ريدان".
وقد عثر الباحثون على حجر مكتوب في حائط
كنيسة قديمة بالقرب من "أكسوم"، وإذا به
كتب بالسبئية، وفيها اسم الإلهة السبئية
"ذت بعسن" "ذات بعدن" "ذات البعد" وعثر على
بقايا أعمدة في موضع "يحا" الواقع شمال
شرقي "عدوة" Adua، تدل على وجود معبد سبئي في
هذا المكان، كما عثر على مذبح سبئي خصص
بالإله "سن" "سين". وعثر على كتابات وأشياء
أخرى تشير كلها إلى وجود السبئيين في هذه
الآرضين.
وعرف ملك الحبش ب "النجاشي" عند العرب.
واللفظة لقب تطلقه العربية على كل من ملك
الحبشة، فهي بمنزلة "قيصر"، اللفظة التي
يطلقها العرب على ملوك الروم، و "كسرى"
التي يطلقونها على من حكم الفرس، و "تبع"
التي يطلقونها على من يحكم اليمن. أما في
العربية الجنوبية، فقد أطلقت لفظة "ملك"
على من ملك الحبشة، وقد ورد "ملك اكسمن"،أي
"ملك اكسوم" وورد "ملك حبشت"، أي ملك الحبشة.
فأخذ العرب اللفظة من الحبش. وهي في
الحبشية بمعنى جامع الضريبة، والذي
يستخرج الضريبة، فهي وظيفة من الوظائف في

/ 601